محترفو القرصنة يختبرون شركات الإنترنت بشأن حرية التعبير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إستمراراً لمسلسل الدعم الذي يلقاه موقع ويكيليكس، ومؤسسه جوليان آسانج، بعدما تخلت عنه مؤخراً كثير من شركات الاستضافة وبعض الشركات الإلكترونية التي كانت تساعده في جمع الأموال والتبرعات، بدأ قراصنة مجهولون يوم أمس الأربعاء شن حملة موسعة على الشركات التي يعتقد أنها ألحقت أضراراً بالموقع، لدى قيامه بتسريب مئات الآلاف من البرقيات الدبلوماسية السرية والحساسة.
تعرضت مواقع شركات ماستركارد وفيزا وباي بال على الإنترنت لحالة من الشلل، بعد تجميدهم عمليات التبرع لصالح موقع ويكيليكس، حيث تعرضوا لسيل من الهجمات التي حاولت منع الوصول إلى المواقع الإلكترونية الخاصة بالشركات وما تقدمه من خدمات.
وفي مسعى من جانبهم لتنظيم جهودهم، لجأ القراصنة إلى مواقع مثل الفيس بوك وتويتر، وهو ما أدى إلى انجذاب الموقعين العملاقيين إلى الجدال المحتدم الدائر حالياً حول موقع ويكيليكس وخلق حالة من عدم الاستقرار بالنسبة لهما.
وأشارت اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية في هذا السياق إلى أن كلاً من الفيس بوك وتويتر - لاسيما الأخير - قد تلقيا المديح خلال السنوات الأخيرة باعتبارهما منافذ لحرية التعبير.
وقد وجدت الحكومات التي تحاول فرض سيطرتها على تدفق المعلومات أنه من الصعب منع الناس من التعبير عن مخاوفهم أو إقامة اجتماعاتهم من خلال تلك المواقع.
ولفتت الصحيفة في الوقت نفسه إلى أن الفيس بوك وتويتر يمتلكان تطلعات الشركات التي تتوقف على قدرتها لتكون بمثابة منصات إعلانية لشركات أخرى. وهو ما أثار جدلاً من حولهما بشأن الطريقة التي يجب أن يتعاملا من خلالها مع مواقف تكون مدفوعة سياسياً مثل التطورات التي تشهدها زوبعة ويكيليكس الأخيرة.
في غضون ذلك، نقلت الصحيفة عن بعض خبراء الإنترنت قولهم إن الموقف يُسلِّط الضوء على التعقيدات المتعلقة بقضايا حرية التعبير على شبكة الإنترنت، في الوقت الذي تتطور فيه شركات الويب الشعبية وتفرض سيطرتها المركزية على ما يمكن لمستخدميهم أن يذيعوه على الملأ.
وقال في تلك الجزئية كلاي شيركي، الذي يَدرِس الإنترنت ويُدرِّس في جامعة نيويورك، إن وعلى الرغم من أن الإنترنت عبارة عن مجال عام جديد، إلا أنه في واقع الأمر مجال شركات يبدي تسامحاً تجاه الخطاب العام.
بينما قالت مارسيا هوفمان، المحامية في مؤسسة الحدود الإلكترونية " أي مستخدم للإنترنت يهتم بحرية التعبير أو يمتلك رسالة مثيرة للجدل أو لا تحظى بشعبية يجب أن يشعر بالقلق إزاء حقيقة أن الوسطاء قد لا يسمحون لهم بالتعبير عن ذلك. ويمكن القول إن حقوقك الخاصة بحرية التعبير هي في نفس قوة أكثر الوسطاء ضعفاً".
هذا وقد قامت يوم أمس الأربعاء جماعة تطلق على نفسها "Anonymous" بقضاء معظم الوقت في نشر ملاحظات على فيس بوك وتويتر لإخبار الأتباع بأي الشركات التي يجب استبعادها، وهو الجهد الذي كان بمثابة التوثيق لنجاحاتهم التي حققوها على صعيد القرصنة. لكن الصحيفة أفادت بأن إدارة الفيس بوك منعت إحدى صفحات الجماعة، قائلةً إن استخدام الموقع لتنظيم هجمات قرصنة كهذه يُمثِّل خرقاً لبنود استخدام الموقع. وهو ما جعل الجماعة تلجأ إلى تويتر لكي تعبر عن شكواها.
وقد أصدر ناطق باسم فايسبوك بياناً حول هذا الأمر، قال فيه إن الشركة تتعامل بحساسية مع المحتوى الذي يتضمن مواد إباحية، وبلطجة، وخطاب كراهية، وتهديدات بالعنف. وأنها ستتعامل كذلك مع المحتوى الذي تجده يسير في أي من تلك الاتجاهات أو ذلك المحتوى الذي يعرفون أنه يروج إلى النشاطات التي تعتبر غير قانونية".
وفي مقابلة أجريت معه صباح يوم أمس، قال جو سوليفان، كبير ضباط الأمن في الفيس بوك، إن الشركة لم تستقبل أي طلبات رسمية لتعطيل صفحات أو حسابات مرتبطة بمنظمة ويكيليكس.
وأوضحت الصحيفة في هذا الشأن أن الفيس بوك عادةً ما يرفض أي طلبات من جانب الحكومات أو مجموعات الدعوة لإزالة المواد إن كان ذلك المحتوى قانونيا أو لا ينتهك شروط الخدمة الخاصة بالفيس بوك، التي تحظر القيام بشن هجمات على الأفراد أو التحريض على العنف.
وفي مقابل ذلك، سمح القائمون على موقع تويتر للعملية التي بدأتها جماعة " Anonymous" هناك بأن تستمر وتبقى نشطة معظم الوقت يوم أمس. لكن جرى تعطيل حساب الجماعة على الموقع في وقت متأخر من مساء الأربعاء، بعد أن وضعت رابطاً يؤدي إلى ملف يحتوي على الآلاف من أرقام بطاقات الائتمان، طبقاً لما ذكره شخص مطلع.
وفي غضون ذلك، رفض ناطق باسم تويتر مناقشة تفاصيل الموقف. واكتفى بقوله إن الشركة غير قلقة بشكل مفرط إزاء احتمالية قيام القراصنة بشن هجوم على الموقع الإلكتروني الخاص بموقع التدوين المصغر، موضحاً أنها تواجه مشكلات أمنية طوال الوقت وتمتلك التكنولوجيا التي تؤهلها للتعامل بشكل جيد مع تداعيات الموقف. هذا وقد ظل حساب ويكيليكس مفتوحاً على تويتر، ويعمل الآن بمثابة القناة الرئيسة لجماعة " Anonymous" من أجل التواصل مع الأنصار ووسائل الإعلام.