أخبار

القوات الأميركية: القاعدة عدو عنيد يسعى إلى استئناف هجماته

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تواترت الأحداث الامنية في بلاد الرافدين، إذ أعلن الجيش الاميركي الابقاء على 50 الف جندي من قواته في العراق حتى بداية الصيف المقبل، نظراً لما اعتبره ضرورة لمكافحة تنظيم القاعدة، الذي يسعى إلى استئناف هجماته. جاء ذلك في وقت ارتفع عدد قتلى الجنود الاميركيين في العراق منذ اجتياحهالى 4430.

بغداد: أعلنت القوات الاميركية في العراق انها ستبقي على 50 الف جندي في هذا البلد حتى الصيف المقبل، مشيرة الى انه بنهاية العام المقبل سيصبح عدد هذه القوات صفرا، وتتحول مهام تدريب وإعداد القوات العراقية إلى مسؤولية وزارة الخارجية الأميركية، وقالت ان أمامها الكثير مما يتوجب القيام بهِ حيث لم تنته من مهامها بعـد في العراق. وحذرت من ان الارهاب ما زال يشكل مشكلة في العراق إذ يسعى تنظيم القاعدة الذي وصفته بالعدو العنيد الى العودة لشن هجمات جديدة على الرغم من تحجيمه، وذلك بالترافق مع مقتل الجندي الاميركي رقم 4430 في العراق.

جنود اميركيون في العراق

مضاعفة الجهود

وقال العميد جيفري بوكانن مدير الشؤون الإستراتيجية في القوات الأميركية في العراق إن هذه القوات تُضاعِفُ حاليا جهودها الرامية إلى تقديم العون والاسناد للقوات الأمنية العراقية وتُضاعِفُ مساعيها في تجهيزها قبل حلول الموعد النهائي لانسحاب وحدات الجيش الأميركي من العراق مع انتهاء كانون الأول/ديسمبر من العام المقبل 2011. وأضاف أن الجهود التي تبذلها القوات الأميركية في هذا الشأن قد قطعت أشواطاً جيدة منذ انتهاء العمليات والمهام العسكرية للقوات الأميركية في آب/أغسطس الماضي وانسحابها من المدن العراقية قبل ذلك.

وأشار العميد بوكانن خلال حديث من مقرهِ في بغداد اليوم بعثت بنصه القوات الاميركية الى "إيلاف" إلى أن هنالك المزيد مما يُنتظر القيام بهِ في هذا الخصوص وقال: "أمامنا الكثير مما يتوجب علينا القيام بهِ، على الرغم من أننا قد أعددنا أنفُسنا لإتمام كل تلك المهام قبل حلول موعد رحيل القوات الأميركية". وأوضحَ قائلاً "الفكرة الرئيسة هي أننا نصبو إلى إنجازِ أكبر قدرٍ من المهام المتعلقة بهذا الجانب، لذلك فإننا لا نُريد الشروع منذ الآن بسحب وحداتنا وغلق مقراتها ومعسكراتها، لأن ذلك سوف يؤدي إلى تحجيم قدراتنا في تنفيذ مهام تقديم العون والإسناد المذكورة".

وأشار العميد جيفري بوكانن إلى أن القوات الأميركية سوف تبقي على الأرجح على حجم قوّاتها ووحداتها نفسه في العراق حتى بداية الصيف المقبل، موضحاً أن تلك القوات سوف تحول فيما بعد على سبيل المثال مهام تدريب وإعداد قوات الشرطة العراقية إلى مسؤولية وزارة الخارجية الأميركية قبيل انسحاب ومغادرة القوات الأميركية. واوضح أن القوات الأميركية في العراق التي يبلغ تعدادها أقل بقليل من 50,000 عسكري أمامها نوعان من المهام: الأولى هي الاشتراك مع القوات العراقية في تنفيذ بعض العمليات الهادفة إلى مكافحة الارهاب، وكذلك الاستمرار في تقديم العون والإسناد للقوات الأمنية العراقية، فضلاً عن تهيئة مستلزمات نقل هذه المهام إلى مسؤولية وزارة الخارجية الأميركية.

وأضاف العميد بوكانن أن الإرهاب ما زالَ يمثل مشكلة في العراق، وقال إن تنظيمات القاعدة تحاول العودة مجدداً وشن الهجمات. وأوضحَ ان "تنظيم القاعدة لا يحظى بأي دعمٍ أو تأييدٍ من جانب أبناء العراق ومع ذلك فإن عملياته تستمر إذ إنه عدو عنيد ولم يتغيـّر، رغم انه مُني بالهزيمة وتم تحجيمهُ ودحر فلوله من خلال الجهود المشتركة التي بذلتها القوات العراقية بالتعاون مع القوات الأميركية". وأضاف بوكانن في هذا المجال قائلاً: "لم يعد بإمكان تنظيم القاعدة توفير التمويل ولا كسب المقاتلين المؤمنين بأهدافهِ سواءً من بين صفوف العراقيين أو من مواطني الدول الأخرى. لقد أصبح للقوات الأمنية العراقية اليـَد الطـولى التي تمتلك زمام المبادرة في ما يتعلق بالوضع الأمني في الوقت الذي انخفض فيهِ مُعدل الهجمات والعمليات اليومية إلى أدنى مُستوىً لهُ منذ آذار/مارس عام 2003، وبالطبع فإن القوات الأمنية العراقية تستمر في إحراز التقدّم في عملها وأدائها".

طبيعة العلاقة بين واشنطن والعراق

وقال العميد جيفري بوكانن إن هنالك إتفاقيتين تحددان طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق، الأولى هي الاتفاقية الأمنية التي جرى توقيعها اواخر عام 2008، والتي يترتب بموجبها على القوات الأميركية الانسحاب من العراق بحلول نهاية العام المقبل. واوضح انه " بموجب ذلك فإن مهام القوات الأميركية سوف تنتهي وسيصل تواجدها إلى الصفـر مع حلول ذلك التاريخ، إلا أن ذلك بحقيقة الأمر لايعني نهاية المطاف حيثُ ستؤشر تلك المرحلة نقطة تحول تقوم على أساس بنود الاتفاقية الأُخرى التي جرى توقيعها أيضاً وهي اتفاقية الإطار الاستراتيجي".

واشار الى أن هذه الاتفاقية الثانية تحدد وعلى المدى البعيد طبيعة العلاقات بين العراق والولايات المتحدة في مختلف المجالات الزراعية والاقتصادية والتنموية والتعاون الحكومي، فضلاً عن مجالات التربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى التعاون في المجالات الأمنية. ووصف بوكانن هذه الاتفاقية بكونها فرصة لبناء "شراكة مستدامة" تفوق وتتخطى بمحتواها تواجد القوات الأميركية الحالي في العراق.

وتطرق العميد مدير الشؤون الإستراتيجية إلى موضوع معنويات الجنود الأميركيين وعملهم في العراق إذ قال: "يتمتع الجنود الأميركيون بمعنوياتٍ عالية وهم يُساهمونَ في إحداثِ التغيير وبإمكان المُراقب ملاحظة تأثيرات ذلك التغيير بشكلٍ يومي" وأضاف: "الجنود الأميركيون هنا الذين سبق لهم أن عملوا في العراق خلال السنتين 2006 و 2007 باستطاعتهم ملاحظة الفرق الكبير والمثير للاعجاب الذي جرى تحقيقهُ في هذه البلاد".

وعبر بوكانن في الختام عن تفاؤله قائلا: "أنا أشعر بالتفاؤل الكبير بخصوص الموضع والمكانة التي يمضي العراق نحوها لأنني ببساطة أعلم الموضع والحال الذي كان عليهِ في السابق والذي تحول اليه الآن. لقد شهـِدت مدى التطور والنمو الذي تم احرازهُ على مدى السنين سواء من ناحية الكم أو النوع، فالعراقيون يتحولون نحو الأفضل باستمرار وأما نحن فما زالَ أمامنا الكثير مما يتوجب القيام بهِ حيث لم ننتهِ من عملنا بعـد".

ويذكر ان القوات الاميركية الموجودة في العراق حاليا هي: فرقة القوات الأميركية في الشمال، وتـُعرف أيضا بـ"قوة مهام البرق" أو "قوة مهام لايتننغ" وهي مسؤولة عن العمليات في مدن بلد، وكركوك، وتكريت، والموصل وسامراء. وتتولى فرقة المشاة الثالثة القادمة من قاعدة "فورت ستيوارت" في ولاية جورجيا الأميركية قيادة فرقة القوات الأميركية في الشمال.

اما الثانية فهي فرقة القوات الأميركية في الوسط، وتتولى قيادتها قوة مشاة البحرية الأميركية الاستطلاعية الثانية وتنتشر في مدينتي الرمادي والفلوجة، في حين تنتشر فرقة سلاح الفرسان الأولى القادمة من قاعدة "فورت هود" الواقعة في ولاية تكساس الأميركية في مدينة بغداد.

والفرقة الثالثة هي فرقة القوات الأميركية في الجنوب، وتـُعرف أيضا بـ"فرقة ريد بول"، تعمل على مساعدة القوات الأمنية العراقية في مهام توفير الأمن والاستقرار في المناطق الواقعة إلى الجنوب من بغداد والتي تشمل جميع محافظات جنوب العراق بما في ذلك البصرة. وتتولى فرقة المشاة 34 القادمة من قاعدة روزيمونت في ولاية مانيسوتا الأميركية قيادة فرقة القوات الأميركية في الجنوب.

اكبر موقع الكتروني للقاعدة

وتأتي تصريحات العميد بوكانن هذه تزامناً مع اعلان القوات الاميركية اليوم مقتل الجندي الاميركي رقم 4430 في هذا البلد منذ دخولها الى اراضيه ربيع عام 2003. كما اكدت القوات مقتل احد جنودها في الجنوب وقالت في بيان ان "جنديا من قوات الولايات المتحدة في العراق قتل امس خلال عملية في الجنوب" لكنها لم توضح مكان العملية او اهدافها. لكن موقع "ضحايا حرب العراق" اشار الى ان هذا الجندي هو الاول الذي يقتل في العراق هذا الشهر، موضحا انه قتل برصاص قناص في مدينة النعمانية التابعة لمحافظة واسط جنوب بغداد.

وبذلك يرتفع عدد الجنود والعاملين مع الجيش الاميركي الذين سقطوا في العراق منذ اجتياحه ربيع العام 2003 الى 4430 اميركيا.

ومن جهتها كشفت وزارة الدفاع العراقية اليوم عن تمكنها من تفكيك ما وصفته بـ "أكبر موقع الكتروني" كان يستعمله تنظيم القاعدة في الترويج لأفكاره وبث البيانات والتقارير المصورة لعملياته المسلحة.

أعلن ذلك الناطق باسم الوزارة اللواء محمد العسكري، موضحا في تصريحات صحافية: "ان قوات الجيش تمكنت من كشف الموقع الالكتروني (الفرقان) والاستيلاء على جميع أجهزته ومعداته. واشار الى ان هذا الموقع كان يبث البيانات التي يصدرها التنظيم والتقارير المصورة عن العمليات الارهابية التي ينفــــذها ويحاول من خلالها كسب التأييد وإضفــاء الشرعية على الجرائم التي يرتكبهـــا تحــــت غطاء الدين. وأضاف ان عناصر من جنسيات عربية كانت تدير الموقع الذي يعد بمثابة وزارة اعلام للتنظيم "ليس في العراق فحسب وانما في العالم".

واكد العسكري اعتقال خلية من تنظيم القاعدة تضم أربعة أشخاص في عملية أمنية نفذتها في مدينة الموصل الشماية مشيرا الى أن الخلية مسؤولة عن مقتل أكثر من 75 شخصا واستهداف طلاب مسيحيين واغتيال مراسل في قناة الموصلية.

وقال إن قوة من الجيش العراقي في الفرقة الثانية المتمركزة بالموصل اعتقلت خلية يرأسها المدعو زيد نعمان محمد الملقب بابي يحيى وثلاثة من مساعديه في منطقة كوكجلي شرق الموصل. واوضح ان جميع المعتقلين عراقيي الجنسية وهم مسؤولون عن عمليات قتل وتهجير، من بينها تفجير قرية خزنة التي ذهب ضحيتها نحو 75 شخصا، واستهداف طلبة مسيحيين في جامعة الموصل في أيار/مايو الماضي، إضافة إلى اغتيال مراسل قناة الموصلية مازن البغدادي الشهر الماضي.

وكانت قرية خزنة التي تبعد 20 كلم شرق الموصل قد شهدت خلال شهر اب/اغسطس عام 2009 مقتل وإصابة نحو 160 شخصا في تفجيرين بشاحنتين مفخختين، أديا أيضا إلى تدمير نحو 60 منزلا بحسب ما أعلنت مصادر في الشرطة العراقية آنذاك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إلى الأمام يا عراق !
ياسر حسني -

التعليق: تعليقاً على ما جاء في المقال: ;يسعى تنظيم القاعدة الذي وصفته بالعدو العنيد الى العودة لشن هجمات جديدة ; .. لم نشهد منهم عناداً ضد المحتل، ولكننا رأينا منهم القتل في العراقيين ! ... وياللعجب !!