مسؤول باكستاني: أميركا أكبر متضرر من التسريبات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إسلام آباد: تسببت تسريبات ويكيليكس في إثارة ضجة كبيرة على المستوى الدولي ولاسيما إن الكثير من تلك الوثائق المسربة تتعلق بباكستان ومنطقة جنوب آسيا. كما أنها كشفت عن حوارات وتعهدات للقادة الباكستانيين وتصريحات وتعليقات قادة دوليين عنهم. كما أن الوضع السياسي في باكستان لم يعد مستقرا رغم تواجد حكومة مدنية، في حين تستشري الفساد المالي في الدوائر الرسمية والحكومة تعلن من حين لآخر مواعيد لبدء حملة شعواء على الفساد؛ لكن بدون أي جدوى.
وفي هذا الإطار قامت إيلاف بإجراء لقاء مع رئيس حزب الرابطة جناح نواز شريف السناتور راجا محمد ظفر الحق ليلقي ضوء على هذه الأمور:
كيف تنظرون إلى تسريبات ويكيليكس التي أثارت ضجة كبيرة على المستوى الدولي؟
هذه مسئلة خطيرة. قد مضى على هذه التسريبات أكثر من عشرة أيام، لكن لم يقم أحد في العالم ليرفضها. وهي تتضمن جزئين: التصريحات المعزوة إلى شخصيات على مستوى دولي، ولها مصداقية. والجزء الثاني يتمثل في تحليلات الدبلوماسيين الأميركيين، فهي آراء لا تحمل الكثير من المصداقية.
من تضرر أكثر من هذه التسريبات؟
طبعا الولايات المتحدة هي التي تضررت أكثر؛ لأن القادة الدوليين سوف يتحفظون من الحديث مع الأميركيين سواء كانوا قادة أو دبلوماسيين؛ لأن هذه التسريبات قد وضعت علامات استفهام كثيرة أمام حماية الأسرار.
وهل لها تداعيات على السياسة الباكستانية الداخلية؟
ليس فيها ما يدعو إلى الاستغراب؛ لأن ما ورد فيها عن القادة الباكستانيين هو أمر معروف لدى الشعب من قبل؛ إلا أنها قد تسببت في تعزيز الانطباع الشعبي عن السياسيين بأنهم لا يعملون لمصلحة الشعب الباكستاني.
واجهت باكستان أكبر فيضانات في التاريخ خلال العام الجاري. كيف تقيمون الوضع بعدها؟
الكوارث الطبيعية هي من الأمور المعتادة تجيء وتذهب؛ لكن الخسارة الكبرى لباكستان التي نتجت من هذه الفيضانات هي فقدان مصداقيتها على المستوى الدولي. وقد نالت باكستان شهرة دولة فاسدة. وهذا الانطباع سيحتاج إلى وقت طويل لزواله. كما أن الأزمات المالية تنحل لكن الفساد عندما يستشري في المجتع يستعصي علاجه.
ما تقييمكم لأداء الحكومة خلال هذه السنة ونحن الآن على وشك توديعها؟
لم تكسب الحكومة أي نجاح يذكر خلال هذا العام؛ إلا أن المحكمة أثبتت جدارتها كمؤسسة وهي تبذل جهودها لحماية المصالح الوطنية وحقوق المواطنين والقضاء على الفساد بكل بسالة.
فهل تتوقعون تغييرا في هذا الوضع؟
ما دامت القيادة السياسية الحالية في موقعها فليس هناك أي توقعات لحدوث تغيير؛ لأن الفساد في السياسة يسري في جميع الإدارات. وهذا ما يجري في باكستان.
فهل يمكن حدوث تغيير داخلي في البرلمان كما أشار إلى الحاجة إليه زعيم المعارضة أكثر من مرة؟
لا يبدو أي احتمال في هذا الصدد.
إلى أين وصلت جهود توحيد مجموعات حزب الرابطة؟
توانت تلك الجهود وقد أصيب ظفر الله خان جمالي وبير بكارو بخيبة أمل؛ لأن هناك حساسيات نشأت بين تلك المجموعات بسبب انضمامها إلى حكومة مشرف إضافة إلى تغييرات سياسية تم إدخالها على هيكل تلك المجموعات. وهناك تجارب مرة وهي تحتاج إلى وقت لزوالها.
كيف ترون لقاء وزير القانون بابر أعوان مع زعيم حزب الرابطة مجموعة القائد شودري برويز إلهي؟ هل هو يهدف إلى إفشال التقارب بين مجموعات حزب الرابطة؟
نعم جرى اللقاء والآن هم يقولون إنه كان خطأ. وأمر آخر أن حزب الرابطة جناح القائد متوزع على ثلاث كتلات: كتلة ترغب في مواصلة الحزب مع تغيير القيادة وأخرى تدعو إلى الانضمام إلى الحزب الأصل حزب نواز شريف، بينما كتلة ثالثة ترى أن حزب نواز شريف يهدد بقاءه.
انتهت القيود على زعيم حزبكم نواز شريف في 10 من ديسمبر، كما أشارت الصحافة إليه بالإشارة إلى الاتفاقية التي سمحت لنواز شريف بمغادرة البلاد متوجها إلى جدة عام 2000 ليعيش عشر سنوات في المنفى. ما ذا ستكون خطته المستقبلية الآن؟
هذا أمر غريب. ومتى كانت عليه قيود؟ كان يدير اجتماعات الحزب في لندن، وقد وقع على ميثاق الديموقراطية وهو في لندن، شقيقه شهباز شريف يرأس حكومة البنجاب وهو نفسه يحضر التجمعات الشعبية... وما ذا تكون السياسة أكثر من هذا؟
لماذا لا تشهد باكستان حماسا إعلاميا وحكوميا كالماضي إزاء ما يجري في كشمير، رغم تواصل الحركة الاحتجاجية منذ أكثر من أربعة أشهر؟
هذا الأمر جيد من ناحية أن العالم بدأ يدرك بأن حركة الاستقلال في كشمير هي حركة داخلية وليست لها علاقة مع الخارج. وهذا تطور جديد إذ أكد رئيس حكومة كشمير عمر عبد الله أن كشمير ليست جزء من الهند. وكذلك بدأت أصوات تتعالى من داخل الهند في حق منح الشعب الكشميري حق تقرير مصيره. وقد اقترح أحد الوزراء الهندوس في كشمير ضم إقليم جامو إلى الهند ومنح استقلال لوادي كشمير ذي الأغلبية المسلمة. ومن هذا المنطلق يجب على الزعماء السياسيين الباكستانيين والإعلام ومؤسسات حقوق الإنسان أن ترفع صوتها في حق الشعب الكشميري المضطهد.
سبق لك تولي منصب وزير الشؤون الدينية. وقد أثارت فضيحة الحج هذه الأيام ضجة كبيرة، كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟
كل ما حدث هو مؤسف للغاية. وقد تابعت المحكمة هذا الأمر، في حين اعترفت الحكومة بوقوع الفساد لكنها تقول إنه أقل مقارنة بالسنوات الماضية؛ لكن الفساد السابق لا يكون دليلا لارتكابه من جديد. وقد قامت لجنة لمجلس الشيوخ ولجنة للجمعية الوطنية بتقديم تقاريرها؛ لكن لم يحدث أي شيء بعد.