الصين في 2010 اقوى واكثر عزلة وتصلبا ايضا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بدتالصين في عام 2010 اغلب الاحيان متصلبة ومعزولة على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي.
بكين: الصين التي اصبحت هذه السنة ثاني قوة اقتصادية في العالم والمطالبة بمزيد من التعاون في الحوكمة العالمية، بدت في اغلب الاحيان متصلبة ومعزولة على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي، كما حدث في قضية جائزة نوبل للسلام.
وبموازاة تزايد اهمية موقعها بشكل مستمر، شهدت علاقاتها مع القوى الاخرى مزيدا من التعقيدات ويرجح الخبراء ان تسجل المزيد من التوتر في 2011، بينما تظهر مؤشرات تنذر بميل الى انطواء عقائدي في بكين. فبعدما تخطت فرنسا وبريطانيا والمانيا بفضل نمو يبلغ حوالى 10 بالمئة، ازاحت الصين هذه السنة اليابان لتحتل مكانها كثاني اقتصاد في العالم.
وقد طلب منها اسماع صوتها بشكل متزايد في القضايا العالمية وخصوصا في اطار مجموعة العشرين. وهيمنت قضية سعر عملتها الذي يعتبر ادنى من قيمتها الفعلية على قمم دولية بينما هزت قراراتها في اطار سياستها النقدية البورصات الكبرى وسوقي النفط والذهب.
وقال توم اورليك المحلل في مجموعة "ستون اند ماكارتي ريسيرش اسوشييتس" في بكين ان "الصين تملك اليوم اقتصادا اكبر بكثير والقرارات التي تتخذها تنعكس على كل العالم". واكد المؤتمر العام للحزب الشيوعي الصيني في تشرين الاول/اكتوبر ان مسألة خلافة الرئيس هو جينتاو تسجل تقدما بينما دفع خليفته المحتمل تشي جينبينغ الى المقدمة.
لكن في الاجتماع المغلق للجنة المركزية، كانت الاصوات التي تدعو الى اصلاحات سياسية اقوى. وفي هذا الاطار، كان منح جائزة نوبل للسلام الى المنشق المسجون ليو تشياوبو غير مقبول بالنسبة لبكين. وقد تعمقت الهوة اكثر مع منح هذه الجائزة التي انتقدتها الصين مجددا الجمعة بينما تمثل الفائز بالجائزة في حفل تسليمها في اوسلو بكرسي فارغ كان بمثابة كارثة لصورتها.
وبدون اي رادع او تردد استخدمت بكين طوال شهرين الرقابة والتهويل والتهديد والضغوط واعطت الاسرة الدولية صورة صين متصلبة وصارمة. وقالت فاليري نيكيه مديرة مركز آسيا في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ان "ردود فعل السلطات الصينية (...) لم تؤد سوى الى تعزيز شعور الريبة المتزايد حيال بكين".
واضافت ان "الغرب "اكثر قلقا حيال صين اختارت على ما يبدو الانطواء العقائدي والتأكيد القومي". وعلى المستوى الدبلوماسي، اتسمت السنة بالنسبة للصين "بانتكاسات في علاقاتها مع معظم القوى الاخرى"، على حد قول جوناثان هولسلاغ في معهد الابحاث حول الصين المعاصرة في بروكسل.
وقال ان "الصعوبات مع الولايات المتحدة تدل على وجود هوات في المصالح والآمال قد لا يتم ردمها"، مضوحا ان "الصين لا تحب الهيمنة الاميركية في شرق آسيا". ورأت نيكيه ان السنة "شهدت تهميشا للصين على الساحة الدولية وخصوصا في آسيا".
وبينما تمتنع بكين على الرغم من الضغوط الدولية، عن ادانة حليفتها كوريا الشمالية لقصفها جزيرة في الجنوب، قالت نيكيه "لاحظنا تعزيزا في العلاقات الاستراتيجية بين اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة".
من جهته، رأى هو تشينغدو من جامعة التكنولوجيا في بكين ان "القصف في شبه الجزيرة الكورية لم يخدم الصين اطلاقا". واضاف "خلافا للعام الماضي عندما لقيت الصين اشادة لدورها في مواجهة الازمة المالية، واجهت هذا العام انتقادات بشأن الازمة الكورية".
وفي 2011، يتوقع الكثير من المحليين وبينهم هولسلاغ ان "تبقى العلاقات مع الغرب سيئة". وقال "ليس هناك مجال للتسويات"، مشيرا الى ان "هناك عددا متزايدا من المسؤولين (الصينيين) الذين يعتقدون ان بكين يجب ان تبقى حازمة في مواقفها وان كان القادة (على رأس السلطة) يدركون ان الصين تحتاج الى بقية العالم".