متخصصون سعوديون: زيادة حالات الانتحار وغالبيتهم بسن الشباب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نجاح العبد العزيز من الرياض:"787" حالة انتحار شهدتها المملكة في عام 1430هـ وهي آخر إحصائية رسمية صدرت عن وزارة الداخلية. وتتركز غالبية الحالات بين فئة الشباب والفتيات إضافة إلى العمالة المنزلية ،البعض يراه أنه وسيلة للخلاص من هموم الدنيا ومشكلاتها ، والبعض يفعله للخلاص من أزمة مرضية قاتلة أو صدمة عصبية مميتة أو يئس من الحياة جراء أزمة اقتصادية كبيرة.
وبحسب صحيفة عكاظ السعودية فإن معدل حالات الانتحار في المملكة بلغ حالتين يومياً.
ويرجع مختصون في الطب الشرعي والشأن الاجتماعي حالات الانتحار التي تزداد في المجتمع إلى تغيير أنماط الحياة والمعيشة المعاصرة كما يرون أن كلما كانت حياة الفرد أكثر تعقيدا من الناحية الحالة المادية والاجتماعية إلى جانب الحالة النفسية لدى المنتحر كلما كانت رغبته في الانتحار أكبر، لكنهم رفضوا أن يكون الوضع وصل حد الظاهرة مؤكدين على عدم وجود إحصائيات رسمية دورية وفق رسوم بيانية متتالية، ويقتصر الأمر على ما ينشر في صفحات الجرائد وتناقلته الألسن والشهود من واقع المعايشة لحالات توفيت أو أقدمت على الانتحار داعين في الوقت ذاته الالتفات إلى الضحية وأخذ بتهديداتها بالانتحار بعين الاعتبار فهو بمثابة رسالة طلب المساعدة والنجدة.
وفي دراسة سعودية أجريت في عام 2007 م واستمرت ثلاث سنوات حول الانتحار ، وتم خلالها دراسة 156 حالة حاولت الانتحار، تبين أن النساء يشكلن 80 في المائة من نسبة محاولات الانتحار.
ومن حالات الانتحار أيضاً في السعودية..شاب عشريني أطلق النار على نفسه وسقط ميتاً أمام أعين أهله في مدينة رأس تنورة،فيما أقدم شاب في الثلاثين من عمره على إنهاء حياته برمي نفسه من خزان المياه في منزل عائلته ، في حين أنهت فتاة في السابعة عشر حياتها برصاصة من مسدس والدها في الطائف،فيما تناقلت مجموعة من الصحف انتحار معلمة في مهد الذهب.
ويرجع مدير الطب الشرعي ورئيس فريق الحماية بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض د. سعيد الغامدي في حديث لـ"إيلاف" السبب إلى الاختلاط بالثقافات الأخرى ويحذر من معاناة الشباب من الجنسين التي تتركز غالباً في البحث عن فرصة الدراسة والوظيفة ومتطلبات الحياة الأخرى.
ويوضح الغامدي بأن الفتيات اللواتي انتحرن شعرن بأنهن معنفات من الأهل بسبب عدم تلبية متطلبات الحياة أو إجبارهن على الزواج من شخص لا يرغبن فيه.
وقال "لو رجعنا لتاريخ من انتحرت وجدنا أنها قامت بعدة محاولات و فشلت في التنفيذ من أجل أن تلفت انتباه أسرتها والمقربين لها"، وأضاف "هناك من تشرب مبيدات حشرية وتأكل الحبوب ثم تذهب للمستشفى وتعرف أنه سيتم إنقاذها، فالفتيات لا يقدمن على قتل أنفسهن من خلال الشنق أو الحرق بالنار لأنها لا ترغب في الموت".
وأشار الغامدي إلى وجود حالات فردية قليلة جدا لدى الأطفال أقل من عشر سنوات بسبب حالات الاكتئاب التي تدفعهم للانتحار أو تقليد الرسوم المتحركة وبالأخص الخارقة منها، كما أشار الغامدي إلى أن البطالة وإدمان المخدرات أو وجود عائل أسرة يتعاطى المخدرات كلها أسباب تؤدي إلى ضغوطات نفسية قد تؤدي بالضحية إلى الانتحار.
من جانبه قلل الكاتب الاجتماعي والباحث النفسي د. سلطان العنقري من الالتفات إلى تزايد معدلات الانتحار على أنه ظاهرة وقال " إن الانتحار في المجتمع لا يبرز كظاهرة متفشية بين أفراد المجتمع وإنما هناك حالات فردية نتيجة خلل نفسي تعرض له المنتحر وهم من مرضى النفسيين ومصابون بحالات اكتئاب مزمنة جراء تراكمات كالأزمات المادية والصدمات المصاحبة لتلك الأزمات أيا كان نوعها وهي من أقوى الأسباب للإقدام على الانتحار ، مؤكدا على أهمية والحرص على التربية السليمة ومراقبة تصرفات الأبناء بشكل مباشر من أنجع وسائل العلاج لمساعدة الشباب وقايته من الأمراض النفسية التي تؤدي للانتحار ، فكما هو معروف فإن الانتحار ينتج من الإصابة بالأمراض النفسية، وفي الغالب مرضى الاكتئاب، إذ أن غالبية المنتحرين يعانون من حال اكتئاب شديد.
ويرى مختصين في علم النفس وجود احتمالية كبيرة للشفاء لهؤلاء المرضى و الحيلولة دون محاولاتهم اليائسة للتخلص من حياتهم ،إلا أن 90 % يمرون منهم بالفعل بمرض نفسي وأكثر من 50% من هؤلاء المرضى النفسيين أثبتت الدراسات معاناتهم من حالات اكتئاب حادة وقت ارتكابهم لفعلتهم .