بيلاروسيا تنتخب اليوم رئيساً لها وسط اتهامات بالتزوير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مينسك: يدلي الناخبون في بيلاروسيا باصواتهم الاحد لانتخاب رئيس لهم في اقتراع تبدو نتيجته شبه محسومة سلفا لصالح الرئيس الكسندر لوكاشينكو، بينما دعت المعارضة الى التظاهر فور اغلاق مراكز الاقتراع احتجاجا على ما تعتبره توزيرا يشوب هذه الانتخابات.
ودعي سبعة ملايين ناخب الى الادلاء باصواتهم بين الساعة الثامنة (6:00 تغ) و20:00 (18:00 تغ) لاختيار رئيس من عدد قياسي يبلغ عشرة مرشحين. وكان الرئيس الاميركي السابق جورج بوش وصف لوكاشينكو الذي يترشح لولاية رابعة في هذه الجمهورية السوفياتية سابقا التي تضم عشرة ملايين نسمة، بانه "آخر ديكتاتور في اوروبا".
وقد افادت اخر استطلاعات الرأي انه سيحصل على 75% من الاصوات من الدورة الاولى. وتخشى المعارضة تزويرا ودعت من الان الى التظاهر وسط مينسك مساء الاحد عقب الاقتراع في مبادرة اعتبرت النيابة انها غير قانونية ووجهت تحذيرات الى خمسة من مرشحيها.
وكانت المعارضة اتهمت السبت السلطات بالقيام بعمليات تزوير ودعت الى الغاء الانتخابات. وقال المرشح الى الانتخابات الرئاسية فلاديمير نيكلياييف في مؤتمر صحافي في مينسك مع المرشح الاخر اندريه سانيكوف ان "هذه الانتخابات ليست حرة ولا شرعية".
وكررا الدعوة الى التظاهر في وسط مينسك لدى اقفال مكاتب الاقتراع الاحد. وسمح للناخبين في بيلاروسيا بالتصويت قبل ايام من الموعد الرسمي للانتخابات الرئاسية. ويمكن ان تبلغ نسبة هؤلاء 30 بالمئة. لكن نيكلياييف وسانيكوف اتهما نظام لوكاشينكو بالاستفادة من الانتخاب المبكر لاستبدال بطاقات اقتراع الناخبين الذين صوتوا، ببطاقات اخرى لصالح الرئيس لوكاشينكو الذي فاز ب83 بالمئة من الاصوات في 2006.
ولا يمكن سوى ل0,25 بالمئة من ممثلي المعارضة من المشاركة في اللجان الانتخابية وبالتالي المساهمة بشكل محدود في فرز الاصوات. ونتيجة لذلك دعا سبعة من المرشحين التسعة المعارضين الى تظاهر فور اغلاق مراكز الاقتراع في ساحة اكتوبر في وسط مينسك التي منع التظاهر فيها وتم تحويلها الى ساحة للتزلج تلقى اعجاب الشباب.
وقال بعض الناخبين وبينهم ديمتري كريسنيك انه من الصعب جدا تغيير النظام نظرا لعمليات التزوير الممكنة ولشعبية لوكاشينكو خصوصا بين المتقاعدين. وقال كريسنيك لوكالة فرانس برس عند مغادرته مركز الاقتراع في مينسك حيث كان عدد الناخبين الذين تحدوا البرد قليل "صوت لمصلحة (المعارض) ياروسلاف رومانتشوك لانه يضمن ايجاد وظائف ويريد تغيير الدستور لمزيد من الديموقراطية".
اما فالنتينا فقد اعطت صوتها للوكاشينكو الذي تعتبر انه يضمن النظام والاستقرار في البلاد. وقالت هذه الناخبة التي رفضت ذكر اسم عائلتها "انه ليس المرشح المثالي لكن الآخرين لا يقدمون شيئا جديدا باستثناء الدعوة الى التظاهر".
لكن غالينا تقدر النظام في هذا البلد "حيث يمكننا التجول بدون خوف في الليل والنهار". الا ان هذه السيدة التي تبلغ الخمسين من العمر ولا تعرف لمن ستصوت، انتقدت لوكاشينكو "لضعف الاقتصاد وغياب آفاق الوظائف للشباب".
وكانت الحملة الانتخابية اكثر حرية من تلك التي سبقت اقتراع 2006. لكن منتقديه يرون ان الامر ليس اكثر من شبه ديموقراطية ارادها النظام ولن يغير من النتائج المثيرة للجدل. وانتخت لوكاشينكو للمرة الاولى في 1994 في اول اقتراع نظم بعد استقلال بيلاروسيا عن روسيا.
وقد اعيد انتخابه في 2001 و2006 في اقتراعين شابتهما مخالفات وقمع للمعارضة. وترى المعارضة ان لوكاشينكو صاغ نظاما انتخابيا لا يترك اي فرصة لمعارضيه. واضطرت بيلاروسيا التي تواجه صعوبات اقتصادية متزايدة بسبب الازمة المالية العالمية، الى اقتراض مبالغ مالية هائلة من الخارج بسبب عجزها العام الكبير الذي يتوقع ان يبلغ هذه السنة 14% من اجمالي الناتج الداخلي حسب توقعات صندوق النقد الدولي.