الاتحاد الاوروبي يطالب بالافراج عن المعارضين الموقوفين في بيلاروسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ندّد الاتحاد الأوروبيّ بقمع تظاهرة احتجاج على الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا وطالبت بالافراج "فورا" عن المعارضين.
بروكسل: نددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين بقمع تظاهرة احتجاج على الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا وطالبت بالافراج "فورا" عن معارضين اعتقلتهم قوات الامن.
ونددت اشتون "باللجوء الى العنف اثر الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا لا سيما ضرب عدة قادة من المعارضة وتوقيفهم بما يشمل عدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية" كما قالت الناطقة باسمها.
واضافت ان اشتون "تدعو السلطات الى الافراج فورا عن الذين اعتقلوا".
وقد اوقفت قوات الامن ليل الاحد الاثنين سبعة من مرشحي المعارضة التسعة للانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد مع مئات الاشخاص الاخرين الذين كانوا يحتجون على اعادة انتخاب الرئيس الكسندر لوكاشنكو لولاية رابعة.
مدفيديف: الانتخابات "شأن داخلي"
اكد الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف الاثنين ان الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا هي "شأن داخلي"، وذلك ردا على اسئلة الصحافيين بعد قمع القوات الامنية الاحد تظاهرة ضمت عشرات الاف المعارضين الذين كانوا ينددون بحصول عمليات تزوير.
وقال مدفيديف في الكرملين في ختام لقاء مع نظيره اللاتفي فالديس زاتليرس "هذا شأن داخلي ببيلاروسيا".
واضاف "على ما اعتقد النتائج الرسمية للانتخابات لم تعلن بعد".
وتابع "بالنسبة لروسيا، تبقى بيلاروسيا احدى الدول الاقرب بغض النظر عمن يكون رئيسها".
لوكاشنكو: المستبد المتقلب بين روسيا واوروبا
يحكم الكسندر لوكاشنكو، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد في بيلاروسيا، بلاده بقبضة من حديد منذ 16 عاما ويناور بين روسيا والغرب حيث يوصف بالمستبد او ب"آخر دكتاتور في اوروبا".
وفي بيلاروسيا يحظى لوكاشنكو (56 عاما) بشعبية لدى قسم كبير من مواطنيه الذين يستميلهم حفاظه على بعض الارث السوفياتي مع اقتصاد موجه وتغطية اجتماعية نسبية.
ونال لوكاشنكو الذي يحكم البلاد منذ 16 عاما، حوالى 80% من الاصوات في الدورة الاولى للانتخابات كما اعلنت اللجنة الانتخابية التي اشارت ايضا الى ان حفل التنصيب سيجري بحلول 19 شباط/فبراير.
وفي الغرب يعتبر الكثير من المراقبين والمدافعين عن حقوق الانسان لوكاشنكو قائدا مستبدا ومتسلطا. وكثيرا ما تصفه وسائل الاعلام ب"آخر دكتاتور في اوروبا" في استعادة لعبارة كان اطلقها عليه الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الابن.
ويتقلب لوكاشنكو بحسب الظروف فهو تارة يحمل على الاتحاد الاوروبي الذي اتهمه في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر بوضع بلاده "باستمرار تحت الضغط"، وطورا ينتقد روسيا حليفته التقليدية والمورد الهام للمحروقات، التي اتهمها بتمويل معارضيه.
ولا يكاد هذا المدير السابق لمزرعة تابعة للدولة يتحمل النقد، ولا يتوانى عن اطلاق نعت "اعداء الشعب" على معارضيه الذين ينددون بتسلط النظام حيث تنتهك حرية الصحافة ويضطهد الناشطون السياسيون.
وقال لوكاشنكو الاحد بعد ان ادلى بصوته في مينسك ان مرشحي المعارضة "ليسوا مستعدين ببساطة للانتخابات" رافضا اي دعاوى بتزوير الاقتراع.
وبدأ نجم لوكاشنكو، المولود لام مزارعة واب مجهول في 1954 في كوبيس (شرق)، يصعد في 1990 حين انتخب عضوا في السوفييت الاعلى لبيلاروسيا. وبعد عام نالت بيلاروسيا استقلالها.
وقاد بعد ثلاث سنوات لجنة برلمانية نددت بفساد السلطة الذي شكل المحور الرئيسي لحملته الانتخابية الناجحة في 1994 التي فاز على اثرها في اول انتخابات رئاسية في بيلاروسيا المستقلة.
وسريعا ما اتخذ اجراءات لاستقرار الاقتصاد وبدأ يحتكر شيئا فشيئا كافة السلطات. وفي 1996 حل البرلمان واستبدله بمجلس جديد مكون من 110 اعضاء مقربين منه.
وبعد انتقادات لتجاوزاته وجهتها اليه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، اتهم لوكاشنكو حكومات اجنبية بالتآمر عليه وطرد في 1998 العديد من سفراء البلدان الغربية.
ومنذ ان تولى الحكم غاب الكثير من خصومه ولم يعثر لهم على اثر.
واعيد انتخاب لوكاشنكو الخطيب المفوه والشخصية الجذابة لولاية ثانية ثم ثالثة اثر انتخابات اعتبرها الغرب غير ديمقراطية.
وبعد ثلاث سنوات من الانتخابات الرئاسية لعام 2006 التي فاز فيها بنسبة 83 بالمئة بحسب الارقام الرسمية، اقر لوكاشنكو بنفسه بانه زور النتائج. وقال في هذا الصدد "لقد اعطيت اوامري حتى لا تكون النتيجة 93 بالمئة بل بنحو 80 بالمئة لان نتيجة فوق 90 بالمئة يصعب تقبلها نفسيا".
ويتهمه خصومه بانه مصاب باعراض ذهانية وبانه حول البلاد الى متحف ستاليني بعد ان روج لخطب ونظريات لينين حين كانت بيلاروسيا احدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.
ولوكاشنكو الفخور بلقبه "باتكا" (اي ابو بيلاورسيا)، يزهو بانه يقود بلدا مثاليا. وجاء في سيرته الذاتية في موقع الرئاسة "لا يوجد فساد ولا جريمة منظمة ولا فوضى" في بيلاروسيا.
ولوكاشنكو والد لثلاثة ابناء وهو فخور بشكل خاص بنيكولاي البالغ من العمر ست سنوات والمولود خارج اطار الزواج حتى انه يصحبه معه في زيارات الدولة ويلبسه احيانا زيا عسكريا لمناسبة حضور عرض عسكري.