أخبار

بوكو حرام قد تحول نيجيريا إلى معقل جديد للإرهاب الدولي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تعبّر العديد من الدوائر الدبلوماسية ولا سيما في واشنطنعن مخاوفها من أن تقوم القاعدة باستغلال جماعة بوكو حرام لتحويل نيجيريا إلى معقل جديد للإهارب الدولي، ولا سّيما أن الفقر والجهل وانعدام الامل حالات تتفشى في ابوجا.

في شوارع ترابية شمال شرقي نيجيريا، بعيدًا من ساحات القتال في افغانستان تخوض جماعة تُسمى طالبان النيجيرية حملة عسكرية ضد حكومة ابوجا التي ترفض الجماعة الاعتراف بشرعيتها. وكان يُعتقد أن جماعة بوكو حرام سُحقت العام 2009 عندما دمرت قوات الجيش النيجيري مسجدها، وأُلقي القبض على زعيمها الذي مات في السجن.

الآن، بعد عام على تلك الأحداث عادت هذه الجماعة تبث الخوف في ميدوغوري والقرى المجاورة، حيث قام عناصرها بعمليات اغتيال استهدفت افراد الشرطة والقادة المحليين، ودبروا عملية هروب جماعي من أحد السجون، بحسب مسؤولين نيجيريين.

وتنظر الدول الغربية بقلق إلى التطورات الأخيرة، ولا سيما أن نشاط جماعة بوكو حرام أخذ يلفت انتباه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. ومن أسباب القلق الغربي أيضًا أن جماعة تنامي نشاط بوكو حرام يعني انتشار الفوضى في نيجيريا، واحتمال تفكك اكبر الدول الافريقية سكانا ومن أكبر الدول المصدرة للنفط الى الولايات المتحدة.

وتنقل برقية مسربة على موقع ويكيليكس عن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية جوني كارسون قوله إن نيجيريا يمكن أن تصبح باكستان أخرى في المستقبل، مشيرًا الى انه "في غضون 25 عامًا يمكن أن تكون هناك جماهير فقيرة ونخبة ثرية ونزعة راديكالية في الشمال. والسؤال هو ما إذا كانت آبار النفط ستنضب ايضًا". وتقول البرقية إن نيجيريا تقف على حافة مالية وسياسية حرجة وأن البلد كله "يمكن أن يعود القهقري بصورة دائمة".

فقبل عشرة اعوام بدأ أمام المسجد المحلي في قرية ميدوغوري محمد يوسف يلقي خطبا ضد التربية الغربية في شمال نيجيريا ذي الغالبية المسلمة. ومن هنا اكتسبت الجماعة اسمها.

فبوكو حرام تعني بلغة الهوسا المحلية أن "التربية الغربية حرام". وتزامنت خطب يوسف مع اعلان نحو 12 ولاية نيجيرية في الشمال تطبيق الشريعة الاسلامية. ولكن محاكم الشريعة ظلت خاضعة لسيطرة حكومات علمانية في الولايات اختزلت دورها إلى تنظيم حركة المرور، ومنع شاحنات نقل البيرة من الدخول. واستمرت امتيازات المسؤولين، ومعها تفشي الفساد في اجهزة الحكم، وتفاقم الفقر بين السكان.

في مواجهة هذه الأوضاع مزّق خريجون شهاداتهم الجامعية، وانضموا إلى جماعة بوكو حرام وشارك آخرون العام 2007 في مهاجمة مراكز للشرطة. وازدادت خطب الإمام يوسف نارية.

وفي صيف 2009 هاجم عناصر الجماعة عدداً من مراكز الشرطة والمباني الحكومية في سائر المناطق الشمالية الشرقية من نيجيريا. ورد الجيش النيجيري بحملة اسفرت عن مقتل اكثر من 700 شخص. وقُتل الخطيب محمد يوسف نفسه بعدما اعتقلته قوات الجيش وسلمته الى الشرطة في بلد تقول منظمات حقوق الانسان إن اعمال القتل خارج اطار القانون ما زالت شائعة فيه.

هذا العام بدأت شائعات تسري بأن جماعة بوكو حرام أخذت تعيد تسليح نفسها. وبعد فترة قصيرة بدأت فرق تتألف من شخصين على دراجة نارية تهاجم عناصر الشرطة ورجال الدين والمسؤولين الذين شهدوا ضد الجماعة في المحاكم. وفي ايلول/سبتمبر هاجم مسلحو بوكو حرام احد السجون الفيدرالية، وتمكنوا من تحرير 750 نزيلاً بينهم أكثر من 100 ينتمون إلى الجماعة.

وتنقل صحيفة لوس انجيليس عن الناطق باسم الشرطة المحلية لاوال عبد الله أن مسلحي الجماعة يتحشدون حول قرية ميدوغوري وعبر الحدود النيجيرية مع كاميرون وتشاد والنيجر. وتتلقى الجماعة أسلحتها عبر بحيرة تشاد والأحراش الواسعة في المنطقة. واصبحت الطرق التجارية القديمة التي فتحت المنطقة للاسلام، قنوات لنقل الاسلحة والمقاتلين إلى جماعة بوكو حرام.

ولكن المخاوف التي اثارها صعود بوكو حرام من جديد لم تقتصر على السلطات المحلية بل امتدت إلى سفارات أجنبية أيضًا. ونشر موقع ويكيليكس برقية أُرسلت في العام 2009 باسم وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون تصف الجماعة بأنها "طالبان النيجيرية"، وتحذر من أن الجماعة تخطط لشن هجوم مباغت هدفه اشعال مواجهات طائفية في نيجيريا. وجاء التحذير قبل شهر على اعمال الشغب التي اطلقتها الجماعة.

كما يخشى الدبلوماسيون أن تقيم جماعة بوكو حرام صلات مع جماعات ارهابية اخرى. وبعد احداث 2009، قال أحد المعتقلين من عناصر الجماعة إنه أُرسل إلى افغانستان للتدرب على تصنيع العبوات الناسفة والقنابل. وفي تشرين الأول/اكتوبر نقل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي رسالة من بوكو حرام عبر الانترنت باسم نائب الخطيب محمد يوسف الذي يُعتقد أنه يقود الجماعة الآن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف