أخبار

معسكر غباغبو يتجاهل الضغط الدولي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ابيدجان: امام الضغوط التي تمارسها الامم المتحدة والعقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي والتهديدات التي تلوح بها واشنطن يبدو لوران غباغبو اليوم واكثر من اي وقت مضى غير مبال بالمجتمع الدولي الذي يطالبه بالتنحي عن رئاسة ساحل العاج وتركها لمنافسه الحسن وتارا.

وقرر الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات على لوران غباغبو شخصيا وزوجتيه و16 من المقربين منه ومنعوا جميعا من دخول الاراضي الاوروبية بينما تستعد الولايات المتحدة لتحذو حذوه. ويرد وزير الداخلية في حكومة غباغبو اميل غيريوغلو على هذه العقوبات بالاستهزاء وقال الاثنين "انه امر يدعو الى الضحك" مضيفا "انه منديل احمر يلوحون به كل مرة امام القادة الافارقة لتخويفنا".

واضاف باصرار "اننا لن نرضخ مهما كلفنا ذلك" مؤكدا ان راي فرنسا، القوة الاستعمارية سابقا، ورئيسها نيكولا ساركوزي وشركائه في الاتحاد الاوروبي، لا يهم ان "راي العاجيين هو الاهم". كذلك قوبلت بنفس الموقف الامم المتحدة التي قررت الاثنين تمديد مهمة قواتها في ساحل العاج ستة اشهر وتنوي تعزيزها في حين دعاها الرئيس المنتهية ولايته السبت الى الانسحاب "فورا".

واقر مجلس الامن الدولي ان قوات الامم المتحدة في ساحل العاج ستستمر في نشر نفس العديد اي 8650 رجلا، بينهم 7200 جندي و1250 شرطيا. وقد دعا الوزير غيريوغلو قبل قرار مجلس الامن تمديد مهمة القوات الدولية الى "انسحاب قوات الامم المتحدة من في ساحل العاج والباقي ليس سوى مجرد صرف الانتباه عما هو اساسي".

وقال ان القوة الدولية "لا يمكن ان تبقى على اراضينا رغم معارضتنا" وانها "اذا اختارت التعامل مع اطراف اخرى غير السلطات الشرعية في البلاد فانها ستصبح موالية للتمرد وستعامل على هذا الاساس".

واتهم انصار غباغبو القوة الدولية وقائدها الكوري الجنوبي تشوي يونغ جين بانه دعم عسكريا القوات الجديدة، حركة التمرد السابقة التي يقودها غيوم سورو رئيس وزراء الحسن وتارا الذي اعترف به المجتمع الدولي رئيسا شرعيا لساحل العاج بعد اقتراع 28 تشرين الثاني/نوفمبر.

ودان تشوي تزايد "الاعمال العدائية" التي تستهدف موظفيه وقال ان معسكر غباغبو يرتكبها. واعلن آلان لوروا قائد عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة ان "الوضع دقيق جدا وخطير في آن واحد لكن عزمنا تام".

كذلك اعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا الثلاثاء عقد قمة طارئة حول ساحل العاج الجمعة في ابوجا بعد ان قررت تعليق عضوية هذا البلد فيها وطلبت من غباغبو التنحي عن الحكم. ودعا غيوم سورو العاجيين الثلاثاء العاجيين الى "عصيان الحكومة الوهمية" لغباغبو "حتى تنحيه".

وقال سورو في بيان "ادعوكم من الان الى عصيان حكومة لوران غباغبو الوهمية حتى تنحيه" مؤكدا ان ساحل العاج تشهد حاليا "احلك ساعات تاريخها، ان بلادنا تعيش اسوأ تصعيد بهمجية فصيل نظام متحضر ضد المدنيين العزل".

واكد ان منذ فشل مسيرة الموالين لوتارا الخميس قتلت قوات الامن الموالية لغباغبو "200 قتيل والف جريح بالرصاص" في حين "اختفى نحو اربعين شخصا" وقامت قوات الامن "باعتقال 732 شخصا" مضيفا ان "الاسوأ من ذلك يتعرض النساء الى الضرب والعنف والاغتصاب (...) انها عناصر ابادة".

ويخطب وزير الشباب في حكومة غباغبو شارل بلي غوديه زعيم "الشباب الوطني" والخاضع لعقوبات الامم المتحدة منذ 2006 والاتحاد الاوروبي، في انصاره منذ اربعة ايام في عدة احياء من ابيدجان داعيا اياهم الى "الاستعداد للقتال" من اجل "سيادة ساحل العاج". وقد كان غوديه في مقدمة اعمال العنف والتظاهرات المناهضة لفرنسا في 2003 و2004 في ابيدجان.

واعتبر الاتحاد الدولي لحقوق الانسان ان "تلك التصريحات مثيرة لقلق شديد في سياق ازمة سياسية كبيرة واعمال عنف قتل فيها العشرات من المدنيين". ودانت المفوضة العليا لحقوق الانسان للامم المتحدة نافي بيلاي الاحد "انتهاكات كثيفة لحقوق الانسان" في البلاد بما فيها عمليات خطف.

واسفرت اعمال العنف منذ المسيرة التي قام بها الخميس انصار وتارا وقمعتها قوات الدفاع والامن الموالية لغباغبو، عن سقوط خمسين قتيلا حسب الامم المتحدة، و25 في صفوف قوات الدفاع والامن حسب معسكر غباغبو.

وقال لوروا ان فضلا عن قوات الدفاع والامن و"الشباب الوطني" بامكان غباغبو ان يعول على "بعض العشرات من المرتزقة". ورغم مخاوف من اندلاع اعمال عنف قال فرانسوا باروان الناطق باسم الحكومة الفرنسية الثلاثاء ان امن المواطنين الفرنسيين البالغ عددهم 12 الفا في ساحل العاج "مضمون". واضاف ان "الشعب العاجي صاحب السيادة هو الذي قرر اخراج غباغبو".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف