أخبار

ساحل العاج: المجتمع الدولي يبدو عاجزا عن ازاحة غباغبو

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ابيدجان: رغم المهل المعلنة والعقوبات المفروضة يبدو المجتمع الدولي عاجزا حتى الساعة عن دفع لوران غباغبو الى مغادرة كرسي الرئاسة في ساحل العاج الا في حال الانخراط في عملية عسكرية تبدو عالية المخاطر.
وقال احد المعتادين على زيارة غباغبو لوكالة فرانس برس ان الاخير "سيقاتل حتى الرمق الاخير". واكد غباغبو منذ انطلاق ازمة الرئاسة في 28 تشرين الثاني/نوفمبر انه لا ينوي التخلي عن منصب الرئاسة.

ودعت الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، بالخصوص غباغبو الى الرحيل واعترفت بخصمه الحسن وتارا رئيسا شرعيا لساحل العاج.
والاربعاء تم الاعتراف بالسفير المعين من قبل وتارا ممثلا لبلاده لدى الامم المتحدة، بحسب ما افاد دبلوماسيون دوليون.

واعلن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حظر سفر بحق غباغبو وبعض من المقربين منه. ومن المقرر ان يعلن الاوروبيون لاحقا تجميد ارصدته.
غير ان غباغبو بدا غير مبال بهذه الضغوط وهو يجلس على كرسيه في القصر الرئاسي مدعوما من الجيش، وعرض مساء الثلاثاء "الحوار" لحل الازمة.

واكد غباغبو الذي يقدم نفسه على انه رجل السلام في بلد انهكته اعمال العنف الاشبه بالحرب الاهلية عامي 2002 و2003، "لا اريد ان تنشب حرب في ساحل العاج يمكن ان تمتد الى البلدان المجاورة او تضعفها"، ودعا الى تشكيل "لجنة تقييم" دولية لتسوية الازمة.
وقال دبلوماسي اوروبي رفيع المستوى في بروكسل ان "هدف" غباغبو هو "تقسيم المعسكر الافريقي خصوصا وكسب الوقت".

وهناك موعد هام في الافق الجمعة في ابوجا (نيجيريا) حيث تعقد قمة دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا لبحث ازمة ساحل العاج.
وقال مصدر دبلوماسي في ابيدجان لوكالة فرانس برس "ان المجتمع الدولي فوض الامر للمجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا" وهي ستبحث بالمناسبة "الخيار العسكري المدعوم من الاميركيين".

وفي تسعينات القرن الماضي ارسلت هذه المنظمة مهمة سلام الى ليبيريا التي كانت غارقة في حرب اهلية مدمرة. غير ان المهمة عرفت اكثر بالفظاعات التي ارتكبتها.
وبرر دبلوماسي غربي "نحن مجبرون على المرور عبر المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا".

وتنشر الامم المتحدة في ساحل العاج مهمة قوامها تسعة آلاف جندي غير ان هذه البعثة "قدراتها العملانية ضعيفة"، بحسب خبير عسكري.
و"يعتزم" مجلس الامن الدولي تعزيز هذه القوة، وقد اجرت الولايات المتحدة الاربعاء مباحثات مع بلدان المجموعة الاقتصادية بهذا الشان.

واوضح مسؤول في الخارجية الاميركية ان زيادة عديد عناصر البعثة ليس موجها للاطاحة بغباغبو بل لردعه عن اللجوء الى القوة.
ومع ان القوة الفرنسية ليكورن منتشرة في ساحل العاج وتملك امكانات كبيرة، فان فرنسا استبعدت بوضوح التدخل عسكريا في ساحل العاج رغم انها دعت مواطنيها الى مغادرة هذا البلد. وهي لا تزال تتذكر تظاهرات مؤيدة لغباغبو في 2004 سقط فيها 50 متظاهرا برصاص فرنسي.

وحذر خبير من ان "الخيار العسكري يشكل سيناريو كارثيا".
واضاف ان تنفيذ عملية عسكرية اجنبية سيصطدم بالعدد الكبير من مناصري غباغبو في ابيدجان، وخصوصا القيادي بلي غودي الذي اعلن النفير، وسيؤدي الى اثارة رد الفعل الوطني ليشمل دائرة اوسع من مناصري غباغبو.

غير ان الوقت يضغط بالنسبة لمعسكر وتارا المعزول في فندق في ابيدجان. وهو يستطيع بالتاكيد التعويل على التمرد السابق الذي يقوده رئيس وزرائه غيوم سورو الذي يسيطر على شمال البلاد. غير ان القدرة الحقيقية لهذا التمرد لا تزال مجهولة في الوقت الذي يعتمد فيه غباغبو على جهاز امني قوي.
واقر سورو على طريقته، باختلال ميزان القوى داعيا الاربعاء المجتمع الدولي الى التحرك عسكريا. واكد "لم تعد هناك الا وسيلة واحدة هي القوة"، محذرا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من مخاطر اندلاع "حرب اهلية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف