حماس تؤكد التزامها بالتهدئة مع إسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
غزة: اكد محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس الجمعة "التزام" حركته والفصائل الفلسطينية الاخرى بالتهدئة مع إسرائيل، في ظل تصاعد التوتر في الايام الاخيرة مع سقوط صواريخ فلسطينية جنوب إسرائيل وشن غارات إسرائيلية في قطاع غزة.
واكدت مصادر طبية فلسطينية اصابة مزارع فلسطيني الجمعة بجروح متوسطة برصاص الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة. ويأتي ذلك غداة مقتل فلسطيني وجرحت ثلاثة آخرين الخميس بينهم فتى في الرابعة عشرة من العمر اصيب في الرأس برصاص إسرائيلي في المنطقة عينها.
وقال الزهار خلال مسيرة في مدينة خان يونس جنوب القطاع، "اننا ومن واقع القوة وبحجم التضحيات التي قدمناها نعلن في هذه المرحلة التزامنا بالتهدئة بيننا وبين الاحتلال". وتابع مخاطبا الإسرائيليين "ملتزمون بالتهدئة ما التزمتم بها، اذا اوقفتم الاجتياح ،اذا اوقفتم الاغتيالات لاي فرد من فلسطين. ملتزمون بها ما التزمتم برفح الحصار، ملتزمون بضبط النفس، هذا هو اتفاقنا مع فصائل المقاومة".
واضاف "نقول بوضوح ان التهدئة ليست دليل ضعف وانما دليل قوة، نحن ملتزمون بها ما التزم العدو الإسرائيلي". و تصاعد التوتر بين قطاع غزة وإسرائيل نتيجة تكثف اطلاق القذائف والصواريخ من القطاع على إسرائيل في الايام الماضية وسلسلة الغارات التي نفذتها إسرائيل ردا عليها.
وابدى رئيس الاركان الإسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي الثلاثاء قلقه ازاء "التوتر" الذي يتسبب به تكثف اطلاق الصواريخ. وافادت اذاعة الجيش الإسرائيلي الاربعاء ان الجيش سيبدأ بحماية دباباته المنتشرة في محيط قطاع غزة بواسطة نظام مضاد للصواريخ.
وجرى اتخاذ هذا التدبير بعد اطلاق الفلسطينيين للمرة الاولى صاروخا روسي الصنع من نوع كورنت قبل اسبوعين على دبابة إسرائيلية من نوع "مركافا 3" كانت تشارك في دورية في محيط غزة حسب وسائل الاعلام.
وتقدمت إسرائيل الاربعاء بشكوى لدى الامم المتحدة بعد تزايد اطلاق الصواريخ والقذائف من قطاع غزة على جنوب إسرائيل في الايام الاخيرة. واعلن المتحدث باسم حكومة حماس المقالة في غزة طاهر النونو الخميس ان حكومته ارسلت "شكوى خطية الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حول التصعيد الإسرائيلي والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني خصوصا في قطاع غزة".
من جهته دان المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط الاربعاء في بيان "اطلاق مجموعات ناشطة في غزة قذائف هاون وصواريخ على إسرائيل، والتي تكثفت في الايام الاخيرة". واضاف روبرت سيري ان "هذه الهجمات انتهاك فاضح للقانون الدولي الانساني". وقال ان "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بموجب القانون الدولي"
واستنكر طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس هذه التصريحات وطالب الامم المتحدة "بتصريح واضح ان كانت تصريحات سيري تمثلها او لا"، داعيا اياها ايضا الى"تصحيح هذا الموقف الذي اطلقه سيري واحترام حقوق الشعب الفلسطيني".
والخميس، ندد المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سيري في بيان بمقتل فلسطيني واصابة ثلاثة بجروح، داعيا إسرائيل الى "اكبر قدر من ضبط النفس". وقال سيري "اشعر بالحزن لاستمرار الحوادث في غزة والاسف لمقتل مدني فلسطيني اعزل على ما يبدو وجرح آخرين برصاص إسرائيلي".
واضاف "ادعو الى اقصى حد من ضبط النفس الإسرائيلي وحماية المدنيين واكرر دعوتي الى الهدوء وانهاء العنف من اجل تخفيف التصعيد الذي تقول كل الاطراف انها تريده". وتابع ان "الامم المتحدة لا تريد ان ترى اي تجدد لتصعيد النزاع".
وبين 26 اذار/مارس و10 كانون الاول/ديسمبر، اطلق الجنود الإسرائيليون النار على 19 طفلا فلسطينيا كانوا يبحثون عن معادن للبناء في شمال غزة، حسب ارقام للمنظمة غير الحكومية "الدفاع عن الاطفال" نشرت في كانون الاول/ديسمبر.
ومنذ الحرب التي شنتها إسرائيل قبل عامين على قطاع غزة بهدف معلن هو وقف اطلاق صواريخ من القطاع، انخفض عدد هذه الصواريخ التي تطلق باتجاه إسرائيل بشكل ملحوظ. لكن مع ذلك تم اطلاق اكثر من مئتي صاروخ وقذيفة هاون باتجاه إسرائيل منذ مطلع العام 2010 بحسب الدولة العبرية. وقد ادت الى مقتل شخص واحد هو مزارع تايلاندي.
وتمارس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) منذ كانون الثاني/يناير 2009 هدنة عسكرية بحكم الامر الواقع. الا ان هذا لا يمنع بعض الجماعات المسلحة الاكثر تشددا من اطلاق صواريخ وقذائف بشكل مستمر.
ونظمت حماس مسيرتها الجمعة في خانيونس "تضامنا مع المعتقلين السياسيين لدى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية".
وتتهم حماس السلطة الفلسطينية باعتقال اعضائها لاسباب سياسية، لكن السلطة الفلسطينية تنفي ذلك مؤكدة ان من يتم اعتقالهم على خلفية ارتكاب انتهاكات امنية مثل حيازة الاسلحة بشكل غير قانوني، كما تنفي تعرض المعتقلين للتعذيب.
وقال الزهار متوجها الى المعتقلين "ايها الاخوة في سجون السلطة الزائفة العميلة الخائنة ستخرجون من السجن باذن الله". واضاف متوجها الى السلطة الفلسطينية "لا مستقبل لكيان الاحتلال الذي تحتمونه به فالمستقبل لنا ولديننا (..) ان كنا رحمناكم في غزة هنا، فان تكرار التجربة في الضفة تعني انه لا مجال لكم بين الشرفاء". وسيطرت حركة حماس على قطاع غزة منتصف يونيو/حزيران 2007 بعد ان طردت قوات السلطة الفلسطينية الموالية للرئيس الفلسطيني اثر اشتباكات دامية.
وبشأن المفاوضات الجارية بصورة غير مباشرة لمبادلة الاف المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مع الجندي جلعاد شاليط المحتجز منذ 2006 في قطاع غزة، قال الزهار "اذا كانت هناك نية لاي طرف بصفقة تبادل فليعلم اننا نبادل ليس من اجل العدو انما من اجل ابنائنا وبناتنا، ان من يقرر في صفقة التبادل ليس الحكومة الإسرائيلية انما ما نريده نحن ونتفق عليه".