إدانة خودوركوفسكي بالتهم الموجهة اليه بقضية سرقة نفط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: دانت محكمة في موسكو الاثنين ميخائيل خودوركوفسكي وشريكه الرئيسي بلاتون ليبيديف بالتهم الموجهة اليهما في القضية الثانية التي يحاكمان في اطارها، حسبما اعلنت وكالات الانباء الروسية. وكان القضاء الروسي بدأ الاثنين النطق بالحكم في قضية سياسية بامتياز طلب فيها الادعاء السجن 14 عاما لخودوركوفسكي وشريكه.
ويفترض ان تستغرق جلسات النطق بالحكم عدة ايام. وتدافع بين مئتي و300 شخص بينهم عدد كبير من الصحافيين لدخول قاعة محكمة خاموفنيكي في موسكو صباح الاثنين. لكن عددا قليلا منهم فقط تمكنوا من دخولها. وهتف مؤيدون لخودوركوفسكي خارج المحكمة "الحرية للسجناء السياسيين" و"روسيا بدون بوتين" رجب روسيا القوي فلاديمير بوتين.
خودوركوفسكي ثري مسجون لانه عارض بوتين
lrm;ميخائيل خودوركوفسكي (47 سنة) الرئيس السابق لشركة يوكوس النفطية كان من اكثر صحاب النفوذ موهبة وثراء، اصبح اليوم اشهر سجين في روسيا بعدما تجرأ على مواجهة فلاديمير بوتين.
وترى السلطات الروسية ان خودوركوفسكي الذي ادين الاثنين في ثاني محاكمة، مجرم متهم بسرقة النفط وبيعه بشكل غير شرعي.
واعلن رئيس الوزراء والرئيس السابق فلاديمير بوتين، في 16 كانون الاول/ديسمبر ان "كل لص مكانه السجن"، معتبرا ان "القضاء اثبت جرائم" خودوركوفسكي.
كما قال ان يديه ملطخة بالدم وقارنه باحد زعيم المافيا الاميركية آل كابون والمحتال الاميركي برنار مادوف.
لكن المدافعين عن حقوق الانسان والعديد من المراقبين الاجانب يرون في خودوركوفسكي ضحية تصفية حسابات نظمها بوتين الذي يرمز في نظرهم الى الانحراف نحو التسلط في البلاد، لانه ازعجه باستقلاله المعلن وطموحاته السياسية.
ويرمز مشوار هذا الرجل صاحب النظارات الدقيقة والشعر القصير الى مصير الاثرياء الروس من اصحاب النفوذ خلال التسعينات.
وقد ظهر هؤلاء الراسماليون الجدد في عهد رئاسة بوريس يلتسين واستحوذوا على قطاعات كاملة من الاقتصاد من خلال عمليات خصخصة غامضة بفضل علاقاتهم بالسلطة.
ودرس خودوركوفسكي المتحدر من عائلة مهندسين متواضعة من موسكو، الكيمياء والاقتصاد قبل اقتحام مجال الاعمال. وقد كان عضوا في الشباب الشيوعي (كومسومول) في العهد السوفياتي واقام علاقات مع قيادات الحزب.
وقبل انهيار الاتحاد السوفياتي اسس في السادسة والعشرين من عمره مصرف "ميناتب" الذي مكنه من شراء اغلبية اسهم مجموعة يوكوس النفطية التي سيطر عليها بالنهاية في ظروف غامضة.
وتولى منصب وزير الطاقة سنة 1993 عندما كان في الثلاثين من عمره.
ومع بداية الالفية الجديدة تحول الثري الذي اثارت طرق عمله جدلا، في استراتيجيته وبات اول روسي يختار ادارة شفافة على النمط الغربي. وتعاقد مع متخصصين اجانب واصبح افضل المستثمرين.
وخطط ميخائيل خودوركوفسكي حينها لتحالف بين يوكوس وايكسون موبيل الاميركية. وساعد ماليا المعارضة الليبرالية واستثمر ملايين الدولارات في برامج دعم المجتمع المدني.
وتحولت يوكوس بفضل السوق النفطية الى اول شركة روسية في هذا القطاع وخودوركوفسكي الى اكبر ثري في البلاد يملك نحو 15 مليار دولار، حسب تقديرات مجلة فوربس الاميركية المتخصصة.
ومطلع 2003، تحول لقاء في الكرملين بين حوالى عشرين ثريا والرئيس حينها فلاديمير بوتين، الى عاصفة.
فقد قال خودوركوفسكي الذي كان الوحيد الذي لم يرتد ربطة عنق، انه حان الوقت للتحرك ضد الفساد في قمة الدولة ذاكرا بالاسم اشخاصا مقربين من بوتين.
ورد عليه بوتين بالقول "هل انت متاكد يا سيد خودوركوفسكي ان حساباتك صافية مع الضرائب؟"، فاجاب خودوركوفسكي "بالتأكيد!" فقال بوتين بلهجة وعيد وسط صمت "سنرى".
وفي 25 تشرين الاول/اكتوبر من السنة نفسها اعتقل ميخائيل خودوركوفسكي لدى نزوله من طائرة في مطار نوفوسيبيرسك (سيبيريا) بتهمة الاحتيال على نطاق واسع والتهرب الضريبي واودع السجن.
وحكم على الرجل المتزوج واب لاربعة اطفال بالسجن ثماني سنوات يقضيها قرب الحدود الصينية على بعد اكثر من ستة الاف كلم شرق موسكو.
وفي 2007 وجهت لخودوركوفسكي اتهامات جديدة بتبييض اموال واختلاس ممتلكات ما ادى الى محاكمة ثانية طلب فيها الادعاء حكما بالسجن 14 عاما بحقه.
وقال في اخر تصريحاته "لا اريد الموت في السجن لكن قناعاتي تستحق ان اغامر بحياتي".