أخبار

حمود الشريف: الفصل بين الجنسين في الجامعات ليس أمرًا ربانيًا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أثبتت عدة دراسات قوة تأثير الجامعات على طلابها، ويذكر تقرير أُعد حول سبب ساعد الجامعات الخمس الأولى في الولايات المتحدة على احتلال تلك المنزلة، فتبين أنها جعلت الطالب محور اهتمامها، ويشرح المتخصص في علم النفس الاجتماعي حمود الشريف المستويات التي يمكن للجامعات السعودية اتباعها للتأثير في اتجاهات طلابها.

جديس الحسين من الرياض: "تلاشى الخوف والتوتر نهائيًا... لقد اكتشف أن المسألة لا تعدو تغييرًا في الأسماء فقط، أما اللّب فهو واحد. تحوّل الأستاذ إلى دكتور، والمدرسة إلى كلية والحصة إلى محاضرة، والفصل إلى قاعة. بل وأصيب بخيبة أمل مع استمرار المحاضرات، اذ اكتشف أن المعرفة التي يبحث عنها غير متوافرة في تلك المحاضرات.. إنه يريد دراسة الرأسمالية والاشتراكية والماركسية والمذاهب السياسيّة والاقتصاديّة، التي أولع بها منذ أن قرأ (دراسات في المذاهب والنظم) للويس عوض، و(المذاهب الاقتصادية العظمى) لراشد البراوي. ولكنهم يدرسونه هنا مواد لايستسيغها، بل ويشعر بالنفور منها، إذ لا علاقة لها بما في ذهنه".

كان ذلك مقطعا من رواية الشميسي (ص 32) للدكتور تركي الحمد، وتحدث فيها عن اتجاه بطل الرواية هشام السلبي نحو كليته في جامعة الملك سعود بالرياض في السبعينات، وقد لا تكون الجامعة بالنسبة إليه مكانًا يتماهى معه ويفخر بالانتماء إليه، على عكس طالب آخر أثرت في تفكيره وسلوكه واعتبر نفسه جزءًا منها، فصارت جماعة مرجعية له.

الدكتور حمود الشريف، الأستاذ المساعد بقسم علم النفس بجامعة الملك سعود، والمتخصص في علم النفس الاجتماعي يتحدث لـ "إيلاف" بصراحة حول واقع الجامعات في المملكة العربية السعودية ودورها في تكوين المرجعيات، وتناول جامعة الملك سعود نموذجا.

الجامعات يجب أن تكون حضنا لطلابها

ويوضح الشريف أن الجامعة كمؤسسة اجتماعية يمكنها جعل طلابها همها الأول، بأخذ الإجراءات وسن السياسات لتكون حضنًا لطلابها يجدون السعادة في جنباتها، مشيرا إلى تقرير نشر على الانترنت حول الأسباب التي جعلت الخمس جامعات الأولى في الولايات المتحدة تتبوأ تلك المنزلة.

وخلص التقرير أن السبب الرئيس هو أن تلك الجامعات جعلت الطالب محور اهتمامها. وشبه التقرير حال طلاب تلك الجامعات الأميركية بأطفال الروضة؛ إذ يصرون على الذهاب إلى حتى ولو كانوا يعانون من رشح أو أعراض مرضية،لأنهم يعلمون أنهم سيتعلمون شيئًا جديدًا، وأن غيابهم ينتج خللاً في معرفتهم"

ويؤكد الشريف أنّ "هذه الأجواء تجعل الطلاب يفاخرون بالانتماء إلى جامعاتهم، ويعرفون أنفسهم بانتمائهم إليها، ويسهمون بدورهم في رفع اسمها من خلال إنجازاتهم"، مشيرا إلى أنه على المستوى المحدد تستطيع الجامعات استغلال الأنشطة الطلابية والأندية الثقافية والرياضية والترفيهية لبناء مرجعيات لطلابها.

ويضيف: "أعلم أن القيادة الحالية لجامعة الملك سعود حريصة على التغيير في ذلك الاتجاه، لقد تأسست إدارة قانونية للدفاع عن حقوق الطلاب، وهي نقلة أرجو أن لا تفرغ من محتواها. وقد قرأت خبرًا عن أن الأنشطة الطلابية في قسم الطالبات ستشهد تغييرًا، وأن الأنشطة الرياضية والترفيهية ستجد حيزًا أكبر، كما سمعت بأن الأجواء داخل سكن الطلاب أصبحت أقل صرامة إذ سمح بكثير من القنوات الفضائية على الرغم من شكوى عدم احترام بعض فئات الطلاب لتلك القرارات وعبثهم بأجهزة البث".

كلية "تصنع" رئيسا

وحول تأثير الجامعات على الطلبة يطرح الأستاذ المساعد في قسم علم النفس في جامعة الملك سعود مثالا من واقع إحدى الكليات الأميركية والتي تحدث عنها الدكتور لويس مليكه في كتابه "سيكولوجية الجماعات والقيادة" حيث جاء في الكتاب نتائج دراسة قام بها الباحث الاجتماعي نيوكمب مابين عامي 1935 و 1939 في كلية البنات الليبرالية الأميركية (بيننقتون)، وهدفت الدراسة إلى معرفة اتجاهات طالبات جميع المستويات وموقفهن من قضايا سياسية واقتصادية، وعلى الرغم من اتجاهات الكلية الليبرالية إلا أن طالباتها يأتين من قطاعات مختلفة تغلب عليها المحافظة.

ويقول الشريف وفقا لما جاء في تلك الدراسة إن أبرز النتائج تتلخص في كون اتجاهات طالبات السنة الأولى تتوافق مع خلفيتهن الاجتماعية، بينما العكس عند طالبات السنوات المتأخرة. إذ تغيّرت اتجاهاتهن تأثرًا بمعايير الكلية. مضيفا:" وبذلك فإن الكلية بمثابة جماعة مرجعية لهؤلاء الطالبات، ومن المهم التطرق إلى الدراسة التي قام بها نيوكمب وزملاء له بعد 25 عامًا أي في العام 1967على العينة السابقة وقد وجد أن القيم التي تغيرت خلال الدراسة قد استمرت وانعكست على نتائج الانتخابات الرئاسية العام 1960 حيث فضلت 60% من خريجات الكلية المرشح الديمقراطي كينيدي على الجمهوري نيكسون، إلى جانب ميل العينة إلى قراءة الجرائد الليبرالية، واختيار المهن التي تسمح لهن بالتعبير عن القيم الليبرالية."

ويرى الشريف أن هذه الدراسة ودراسات أخرى التي ظهرت نتائجها في ميادين الحياة أكدت قوة تأثير الجامعات على طلابها.

ويطرح الشريف المزيد من الأمثلة حول تأثير الجامعات قائلا:" تاريخيًّا يشار إلى وجود وثيقة تعود للقرن 19 تحتوي 500 صفحة حسب الباحث محمد القجيري تتحدث عن أثر أقدم وأول جامعة مستمرة في العالم (القرويين) في مدينة فاس في المغرب على طلابها، فكل المتعلمين الريفيين تقريبًا درسوا في جامع القرويين وحينما عادوا إلى الريف عادوا محملين بأفكار هذا الجامع ومارسوا القضاء في الريف"

ويشرح الشريف "أن لمصطلح مرجعية reference عند علماء النفس الاجتماعي دلالة خاصة تستخدم في تفسير تصرفات الشخص" مضيفا:" فاتجاهات المرء، وهي التي تتكوّن منها معظم بنيته النفسية، وتعتبر إطارًا مرجعًّيا يؤثرفي أفكاره ومشاعره وسلوكه. والمعرفة أهم وظيفة للاتجاهات، حيث يتصرف الإنسان حسب الموقف الذي يجد نفسه فيه بوحي من اتجاهاته. والمرجعيّة هي الإطار المستخدم في تفسير التعلم بالملاحظة أو النمذجة أو التعلم البديل".

ويشير إلى أن العلماء في هذا الإطار يميزون بين الجماعة المرجعية والعضوية التي يصنَّف الفرد فيها لكنه لا ينتمي لها ذاتيا، قائلا:" أي إن انتماءه الاسمي لا يؤثرفي إدراكه لذاته، ولا يعرف نفسه في ذلك الإطار ولا يفخر بتقديم نفسه كعضو في تلك الجماعة التي لا يتماهى معها، ومثال ذلك انتماء شخص إلى وطن مبتلى بحكم دكتاتوري. فهو يُصَنَّفُ مواطنًا فيها بينما هو متباين عن التصنيف".

وعن شرحه للجماعة المرجعية يقول الشريف:" أي جماعة يعتبر المرء نفسه جزءًا منها، وهي مصدر للتأثير على أفكاره ومشاعره وسلوكه. وتختلف درجة تأثيره باختلاف درجة تماهيه معها.

ومن الواضح أن اتجاهات المرء نحو جماعته المرجعية في عمومها إيجابية. ويمكن النظر إلى تماسك الجماعة على أنه محصلة لاتجاهات الأفراد الإيجابية نحو بعضهم البعض، ونحو الجماعة ككيان نفسي مهم لهم ونحو قيادتها.

وقد تصل درجة تماهي الفرد مع جماعته حدًّا يمتزج معه كيانه بكيانها كما يبرز ذلك في قول الموفق إلى طاعة ربه: "ولست أبالي حين أقتل مسلمًا على أي جنب كان في الله مصرعي". وليس بعيدًا مع اختلاف السياقين، قول الآخر: "وإن أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد".

ويؤكد الشريف أن شدة تأثير تماهي الفرد قد يدفعه إلى القيام بأفعال لا تروق له على المستوى الشخصي، لكنه يفعلها بتأثير من إدراكه لانتمائه الفئوي. ويقول:" ليس من الضروري أن تكون هناك مبررات منطقية أو أدلة موضوعية تبرر تأثر الفرد بجماعته المرجعية. فالكثير منا نحن المسلمين يستهجن التمييز العنصري العرقي كالذي كان سائدا في جنوب أفريقيا وأوروبا وأميركا، رغم أنه قد يمارس تمييزا عنصريا مشينا لا يختلف في بشاعته عن ذلك الذي يستهجنه! ولهذا علاقة بمعايير الجماعة التي تحدد السلوك المقبول من أفرادها في موقف معين".

لا اتحادات طلابية في السعودية

ويوضح الشريف أن مجلس الشورى السعودي أقر في عام 2008 نظام الجامعات بشأن تشكيل اتحادات طلابية في الجامعات السعودية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن جامعة الملك سعود كمثال لا يوجد فيها اتحادات طلابية لكن هناك برنامج حديث هو برنامج "الشراكة الطلابية" تتحدث رؤيته عن شراكة فعالة بين الطالب والجامعة.

ويضيف:" وبالنظر إلى مشاريع البرنامج يمكن فهم الرؤية والأهداف حيث تتوفر البرامج التدريبية والتطوعية، لكنه ليس اتحادًا طلابيًّا".

ويأسف الشريف لغياب الاتحادات والذي بدوره يؤثر سلبًافي نضج الطلاب على الرغم من اعتقاده بالانسجام ما بين غياب الاتحادات وغياب الممارسة الديمقراطية من أساسها، إضافة إلى أن الجامعات تتبع سياسة التعليم، أما الاقتصاد وسياسة الدولة فليست مواضيع مشتركة.

معرفة سياسة متوسطة

وتحدث الشريف عن دراسة مسحيّة أجراها الباحث خالد السناني في العام 2007 على طلاب جامعة الملك سعود تحت عنوان (دور الصحافة السعودية في نشر المعرفة السياسية) خلص الباحث إلى نتائج، أهمها أن الطلبة لديهم درجة متوسطة في المعرفة السياسية المحلية والدولية ودرجة دون المتوسطة في المعرفة السياسية العربية. كما أنّ المواضيع الصحافية السياسية هي المصدر الرئيس للمعرفة السياسية.

ويضيف:" من اللافت في الدراسة ذكر الإذاعة كمصدر معرفة سياسي أول لطلاب قسم الكيمياء، بينما الصحافة المصدر الأول لطلاب العلوم السياسية والتلفزيون لطلاب الإعلام.

ويتابع الشريف:" قبل الدراسة السابقة، بسنتين قام أ.خالد الشايع بدراسة على عينة من الجامعة نفسها تحت عنوان (قراءة الشباب للصحف السعودية اليومية) ليجد أن مدى متابعة الطلبة والطالبات للصحف اليومية هو 2.11 ويصفها بالضعيفة. ويبدو أن صحيفة (رسالة الجامعة) التي يصدرها كل سبت قسم الإعلام في جامعة الملك سعود والتي توج أول أعدادها العام 1395هـ، بكلمة خاصة من الملك الرحال خالد بن عبد العزيز تكتفي بالتركيز على أخبار الجامعة ومجتمعها الداخلي دون التطرق إلى مواضيع السياسة والاقتصاد. والرسالة توزع مجانًا وتوفر لمنسوبي الجامعة وقد انطلقت بحلة الكترونية جديدة قفزت بأعداد متصفحيها لتتبوأ مركزًا متقدمًا في قائمة بوابة الجامعة".

وحول ذلك يقول الشريف "لا أستطيع إعطاء رأي موضوعي في صحيفة "رسالة الجامعة". يذكر بعض زملائي ممن شهدوا نشأتها بأنهم كانوا يحرصون على مطالعتها، وأنها كانت متميزة في مناقشة مواضيع حيوية، والذي يظهر أن صحيفة الجامعة أفلتت مع التغيرات التي أودت بنظام الساعات، والتغيرات التي كان مصدرها أمنيا، وعلى العموم أنا لا أحرص على مطالعتها إلا إلمامًا. أرسلت لها مرة موضوعًا للنشر قدمت في أوله رسالة لرئيس التحرير أطلب منه نشر مقالي كما هو أو يمتنع إن كان لا ينسجم مع سياسة النشر. فوجئت بتدخل رئيس التحرير العتيد في مقالي يغير ويبدل زعمًا أننا لا ندري عن الضغوط التي يواجهونها. فاتصلت به ووجهت له اللوم إذ لم يلتزم بأخلاقيات مهنته. ولم تخفف كلماته بأنني "مشروع كاتب جيد!" من مرارة شعوري باغتصاب مقالي وتحريفه عن مقصده. والحق أقول إني لا أفخر بتقييمه لي فأنا أعلم منه، على الأقل، بنفسي وبعيوبي وبجوانب قصوري. هذه الواقعة ليست الوحيدة إذ تدخل أحد محرريهم، بطريقة لا تنم إلا عن ضعف في احترافية القائم بذلك وتعال وادعاء، لتغيير عنوان لمقال ساخر لأحد زملائي في القسم. ولذلك فإنني أتمنى على مدير الجامعة أن يوجه بألا تسرف رسالة الجامعة باستخدام ورق من نوعية فاخرة جدًّا في طباعتها!"

ويؤكد الشريف أنه في حرم الجامعة وأروقتها يمكن ملاحظة ما يسمى بـ "الشلل" وهي جماعة تتكون بتجاذب أفرادها، ويضيف:" على الرغم من أن الجامعات الحكوميّة السعودية تقبل الاجانب لكن نسبة القبول الضعيفة جدًّا لا تساعد في ملاحظتهم، كما أن منظر أي تجمع في جامعة سعودية عدا "كاوست" هو متكوّن من جنس واحد، حيث الجامعات منفصلة، أقسام للطالبات وأقسام للطلاب، يمكن أن يدرس أكاديميون ذكور في أقسام الفتيات من خلال شبكة تلفزيونية داخلية أو قاعات زجاجية مظللة، كما في الأقسام العلمية لكن لا تدرس أكاديميات إناث في أقسام الطلاب. بالمقابل هناك ما يزيد عن 80 ألف طالب وطالبة مبتعثين سعوديين يدرسون في جامعات عالمية مختلطة ومتعددة الجنسيات، ما يطرح أسئلة حول النضج الشخصي لهؤلاء عن طلاب الداخل وأيضًا إدراك الآخر الغائب والإحساس بالقضايا العالمية وهموم الشعوب الأخرى من خلال التفاعل المباشر وليس عن طريق الوسائل الإعلامية فقط".

الفصل بين الجنسين لا ينسجم مع طبائع الأشياء

ويعلق الشريف "بالنسبة إلى الجنس الآخر، فالذي أراه من وجهة نظري أن العزل بين الجنسين لا ينسجم مع طبائع الأشياء".

ويضيف:" استقراء الوقائع التاريخية تدفعني للتشكك في أن ما هو قائم بالفعل موروث ثقافي أكثر من أنه أمر رباني. قد لا يوافقني معظم الناس في قولي ومن حقهم ذلك وهم معذورون، لكن الذي اعتقده أن ما هو قائم، خصوصًا في ظل المؤثرات الحالية، لا يسهم في نضج علاقة سوية بين الجنسين. والقاعدة الأصل أن الرجال شقائق النساء".

ويرى الشريف أن الانفتاح على الآخر يقتضي وجود برامج منظمة للطلاب الزائرين. ويقول:" الملاحظ أن الطلاب الوافدين أو طلاب المنح، كما يسمون، متواجدون في تخصصات معينة ما يعني بالضرورة ضعف تأثير وجودهم على توعية مواطنينا بثقافاتهم. كما أنهم، مما أرى، وقد أكون مخطئًا، معزولون يكونون بؤرًا مسيّجة لا تتيح نفاذ تأثيرهم إلى عموم الناس. والجهود الإعلامية التي تحاول سبر أغوار ثقافتهم، في نظري، تتسم بالفجاجة والضحالة. أدرك أن التوجه الإسلامي المعلن كسياسة للدولة يقتضي أن يكون الناس في مجتمعنا أكثر عالمية ونضجًا وانفتاحًا وتحملاً لاختلاف الآخرين عنا في ثقافتهم، لكني لا أعتقد أن الجامعة وحدها مسؤولة عن تخريج ذلك الفرد الناضج المتعدد الثقافات".

ويوضح الشريف أن "الانفتاح على الآخر، واستثمار النماذج أو القدوات، وتوسيع دائرة التأثير من خلال تعدد المرجعيات والحوار هي عوامل تصب في مصلحة التقارب على أي مستوى ونوع من الجماعات وخصوصًا الكبيرة كمجتمع الجامعة الذي يضم نسبة من الشباب السعودي الذي يشكل أكبر فئات المجتمع، والجامعات في زمن تعدد المصادر المعلوماتية، ولا بد من أن تتجاوز مستوى المعلومة لمستوى المعرفة لتكون جامعة مرجعية ايجابية لمرتاديها. وأخيرًا فإن الفيزيائيين يعتقدون بأن الطبيعة لا تسمح لمكوناتها بأن تحاصر. ويشبه برايان غرين في كتابه (الكون الأنيق) هيجان الالكترون عند محاصرته بمن أصيب بعقدة الخوف من الأماكن المغلقة، حيث يصبح كالمجنون يتحرك في كل الاتجاهات ليتحرر".

العبرة من الملاعب

ويتحدث الشريف كذلك عن أمثلة من ملاعب كرة القدم قائلا: "قبل فترة تسبب دييونغ لاعب مانشستر سيتي الهولندي بكسر ساق حاتم بن عرفة المعار إلى نيوكاسل، فسارعت إدارة المنتخب الهولندي بإعلان عدم دعوة دييونغ للانضمام إلى التشكيلة المشاركة في تصفيات أمم أوروبا. وعقب يوهان كرويف اللاعب الهولندي الأسطورة بتأنيب اللاعب على عنفه قائلاً "يجب أن ينتبه ويتذكر أنه قدوة لكثير من أبناء الجيل الصغير. إنني أثني على قرار إسقاطه من حسابات مدرب الفريق الوطني. وحين كان أحمد حسام اللاعب المصري في قمة مجده يلعب لأياكس أمستردام تعمد ضرب مدافع من الخلف فباعه أياكس فورا لناد إسباني ولم يسمح له بالبقاء في الفريق على الرغم من الاحتياج إلى خدماته".

وأضاف: "كذلك الحملة التي يتعرض لها لاعب بحجم وأهمية واين رووني عندما فاحت أخبار خيانته لزوجته". ويختم الشريف حديثه قائلا:" بالمقارنة بما يحدث لدينا يدرك حجم الإخفاق الذي كان بالإمكان تلافيه واستثمار الرياضة بالطريقة الصحيحة. لكن حجم المأساة يكبر إن كنا لا نعي أهمية تلك الجهود، أو كنا ننفخ في قِرَبٍ فارغة لا يمكن أن تمثل في وعي الأمة الضاربة أطنابها في أعماق التاريخ رموز تستحق أن يحتذى بها. إن إسناد الأمر إلى غير أهله فيه حرمان للأمة من الاقتداء بنجومها، وإذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة. فالمتاح مداه واسع لكنه يصطدم بتقييد الحريات الفردية والجماعية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ساكن
من سكان العالم -

الفصل بين الجنسين و بين الجنس الواحد بـ قوانين البلاد مثل قوانين البلاد فى مرور السيارات بتفصل بسهوله

ساكن
من سكان العالم -

الفصل بين الجنسين و بين الجنس الواحد بـ قوانين البلاد مثل قوانين البلاد فى مرور السيارات بتفصل بسهوله