جماعة عراقية مقربة من إيران تدعو مقاتليها إلى تصعيد المواجهة

دعت كتائب" حزب الله" في العراق مقاتليها لمرحلة جديدة من المواجهة مع القوات الأميركيّة التي رفضت إطلاق سراح معتقليها.

بغداد: حذرت كتائب حزب الله للمقاومة الاسلامية في العراق القوات الاميركية من تأجيل أو تأخير انسحابها المقرر من البلاد بنهاية العام المقبل ودعت مقاتليها لمرحلة جديدة من المواجهة مع هذه القوات على خلفية رفضها اطلاق سراح معتقليها وعدم ايقافها لمداهمات من اسمتهم بالمجاهدين ودعت عناصر القوات العراقية الى الوقوف على الحياد في هذه المواجهة وعدم مساندة "الاحتلال".

وقالت كتائب حزب الله المقربة من ايران بعد ان حيت الامام الثالث لدى المسلمين الشيعة الحسين بن علي بن ابي طالب مشيرة الى انها تتبع تعاليمه في مواجهة الظلم انها لن تساوم او تفاوض "المحتل الكافر".

وأشارت في بيان اليوم حصلت "ايلاف" على نسخة منه الى ان " المقاومة التي تستمد قوتها من التوكل على الله ستبلغ الفتح الموعود" . واضافت انها دعت القوات الأميركية إلى:

-عدم تدخل الاحتلال في الشأن الداخلي للعراق.

-ايقاف سعي الاحتلال للالتفاف على الاتفاقية الامنية (الموقعة بين العراق والولايات المتحدة اواخر عام 2008) ووجوب الالتزام ببنودها فيما يخص الانسحاب "والا سيلقون غيا وسيصلون سعيرا على أيدينا".

-أطلاق سراح جميع الاسرى من المقاومين الشرفاء الذين لاذنب لهم سوى انهم جاهدوا المحتلين لبلادهم.

-ايقاف المداهمات لبيوت المجاهدين التي يقوم بها الاحتلال نفسه او من خلف الستار بأستخدام جهات معلومة الارتباط به .

واضافت كتائب حزب الله أنّ القوات الاميركية التي وصفتها بالعدو لم يرعو ولايزال مستمرا في غيه ولم يستوعب الدروس فبدأ يتحدث عن بقاء قواته في العراق حتى الصيف المقبل او تمديد بقائها لسنوات ولازال يحتفظ ببعضها.

وأشارت الكتائب إلى أنها في الوقت الذي لم تتوقف عن مقاومة الاحتلال ولا ساعة واحدة منذ احتلال العراق عام 2003 فأنها تدعو مقاتليها "المجاهدين" ان يتهيأوا ويعدوا العدة للدخول في مرحلة جديدة من مراحل "الجهاد" لتحقيق "هدفنا في تحرير ارض المقدسات من دنس العدو وستكون هذه المرحلة اشد واقسى على العدو حتى يرعوي ويرغم على الاستماع لصوت الحق والعدل ونحن له وسنذيقه مر الهزيمة" على حد قولها.

ودعت "اخواننا من ابناء الوطن من ضباط ومنتسبي الاجهوة الامنية لان يقفوا على الحياد في هذه المواجهة لان الوقوف الى جانب المحتل هو العمالة التي يشمئز منها الطبع الإنساني وتعاليم الدين".

وقد انهت القوات الاميركية في العراق نهاية آب (أغسطس) الماضي عملياتها القتالية الأميركية في العراق بموجب الاتفاقية الأمنية التي وقعتها الولايات المتحدة مع العراق في بداية العام الماضي والتي تنص على سحب جميع هذه القوات من العراق بشكل تام مع نهاية عام 2011.

ولم يتبق في العراق حاليا غير خمسين الف عسكري اميركي لتدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية في اطار "عملية الفجر الجديد" وهو الاسم الجديد الذي اطلق على المهمة الاميركية التي تنتهي آخر عام 2011. وتقر واشنطن بأن النزاع العراقي الذي ادى الى مقتل 4400 اميركي وكلف واشنطن الف مليار دولار شكل "ثمنا باهظا".

وعادة مايتهم مسؤولون أميركيون طهران بالتدخل في شؤون العراق وتأييد جماعات "شيعية" مسلحة تعمل هناك لكن طهران ترد بالقول ان العنف في هذا البلد هو نتيجة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

يذكر ان عمليات كتائب حزب الله ضد القوات الاميركية تندرج ضمن النزاع الايراني الاميركي بشأن برنامج ايران النووي الذي تقول طهران انه مخصص للاغراض السلمية المحضة لكن واشنطن وحلفائها يقولون انه يهدف الى تطوير اسلحة نووية.

وتقول كتائب حزب الله التي تاسست بعد دخول القوات الاميركية الى العراق عام 2003 في ادبياتها ان الاحتلال هو عدوها الأول وانها تحرم دم العراقيين من عناصر الشرطة والجيش ومنتسبي أجهزة الدولة كافة وتحترم المدنيين وتسعى لعدم الحاق الاذى بهم.

وقد أعتمدت الكتائب سلاح الهاونات أساليب تكتيكية عديدة منها قصف القواعد الاميركية من أماكن متحركة مما يحافظ على سلامة عناصرها من نيران القوات المعادية والأسلوب الاخرهو سلاح الهاون ذي العيار الثقيل وتنفذ به العمليات حينما تغلق المنطقة أمنيا.

وقد ادرجت اشنطن الصيف الماضي "كتائب حزب الله" ومستشار لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني على قائمتها للارهاب وفرضت عليهما عقوبات مالية.

وأعلنت وزارة الخزانة في بيان تجميد اصول كتائب حزب الله وابو مهدي المهندس (عراقي الجنسية ونائب في البرلمان العراقي السابق) المستشار لدى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني لاعتبارهما يشكلان خطرا امنيا في العراق.

واوضحت ان المهندس معروف بحوالي 19 اسما حركيا وقالت إن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني قدم "دعما لكتائب حزب الله وجماعات مسلحة شيعية عراقية اخرى مسؤولة عن استهداف وقتل" عناصر في القوات الاميركية والاجنبية الاخرى وقوات الامن العراقية.

كما صنفت وزارة الخارجية الاميركية كتائب حزب الله بين "المنظمات الارهابية الاجنبية" لاعتبارها "ترتكب او تشكل خطرا كبيرا بارتكاب أعمال إرهابية".

وأشارت إلى أن "المهندس وكتائب حزب الله نفذت ووجهت ودعمت او شكلت خطرا كبيرا بارتكاب اعمال عنف ضد قوات الائتلاف وقوات الأمن العراقية".

وأضافت أن كتائب حزب الله ضالعة في تنفيذ هجمات بالقنابل والصواريخ على القوات الاميركية في العراق خلال السنوات الاخيرة واوضحت ان الكتائب تحصل على تمويل من فيلق القدس الايراني.