سعوديون يحتفلون بعيد الميلاد ورأس السنة في بلدان مجاورة

أكد بعض مسؤولي مكاتب السفر والسياحة في السعودية أن حجوزات الطيران إلى بعض الدول المجاورة تشهد طلبا كبيرا من العديد من السعوديين، الذين يفضلون قضاء مناسبة عيد رأس السنة الميلادية فيها والاستفادة من العروض المصاحبة لهذه المناسبة.

مكة: أكد "لإيلاف" عدد من مسئولي وكالات السفر والسياحة أن العديد من السعوديين يفضلون قضاء مناسبة عيد الميلاد ورأس السنة في بعض الدول المجاورة، مشيرين إلى أن دبي تشهد النسبة الكبرى من طلبات الحجز لاستغلال الفعاليات المصاحبة لمناسبة رأس السنة الميلادية، في ظل حظر من السلطات السعودية على إقامة أي نوع من هذه الاحتفالات علنا.

دبي وقطر تجذبان السعوديين

وفيما يفضل بعض السعوديين السفر إلى الدول المجاورة للاحتفال، تحظر الجهات المختصة السعودية الاحتفال العلني لأي مظهر احتفالي بهذه المناسبة في الأماكن العامة، إلا أن البعض منهم يقيمها في طقوس "متخفية" عبر المنازل والشاليهات والمناطق الخارجية من المدن.

أكد "لإيلاف" ثامر باشويه مسئول أحد مكاتب السفر والسياحة بالسعودية أن دبي والقاهرة وبيروت هي أكثر المدن طلبا للحجز خلال هذه المواسم، مبررا أن السبب للإقبال على دبي كونها الأكثر دفء مقارنة بمصر وبيروت التي تعيش موجة برد معتادة في شهر ديسمبر.

فيما أكد "لإيلاف" سعيد الغامدي أحد موظفي المبيعات والحجز بإحدى وكالات السفر والسياحة بمدينة جدة، أن دولة قطر دخلت قائمة أكثر الدول حجزا خلال هذه الفترة على الرغم من ندرة الفعاليات التي ترافق مناسبة عيد الميلاد، معتبرا أن فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022 ساهم بشكل كبير في جذب الزوار.

وعلى الرغم من اختلاف رجال الدين في الاحتفال بأعياد غير المسلمين ومشاركتهم قالت "أم مشعل" لإيلاف أنها قامت بالسفر إلى "مصر" برفقة صديقاتها من أجل الاحتفال بعيد رأس السنة حيث لا يسمح لهم بالاحتفال في السعودية إلا داخل منازلهم، مضيفة "أصبنا بالملل من الاحتفال بصمت فيما يحتفل العالم أجمع بالعلن في الشوارع والمقاهي".

وحول أنها عادة ليست في دينهم الإسلامي قالت :"لا نحتفل برأس السنة كمعتقد ديني إنما نحتفل فيه كنوع من الترفية كعيد الميلاد وعيد الحب وعيد الأم والكثير من الأعياد التي يحرمها المتشددين بالسعودية رغم أننا نحتفل بها كنوع من الترفية لا الإيمان ".

مفتي السعودية يطالب الهيئة بعدم التجسس

وفيما تحظر هيئة الأمر بالمعروف إقامة الاحتفالات الخاصة بعيد الميلاد ورأس السنة، وغيرها من الأعياد الأخرى التي تكون خارج نطاق الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى الخاص بالمسلمين، طالب مفتي السعودية ورئيس هيئة علمائها عبدالعزيز آل الشيخ أعضاء هيئة الأمر بالمعروف بأن يغيروا الـ"منكرات الظاهرة" داعيا إياهم بعدم التجسس، مضيفا آل الشيخ خلال لقاء ديني هيئة الأمر بالمعروف بالرفق واللين تجاه الناس.

ووفقا لبيان هيئة الأمر الدينية فإنها تهدف إلى معالجة ما قد يلاحظ من مخالفات ظاهرة وعلانية، من خلال الرفع إلى الجهات المختصة، مشيرة أن الاحتفالات التي تقام في المنازل الخاصة وليست معنية هي بمراقبتها، مؤكدة الهيئة أن مسؤولية رجال الهيئة تنحصر في الظاهر من الاحتفالات أو الدعوة لها، مؤكدة أن الأنظمة السعودية تمنع مظاهر الاحتفال برأس السنة الميلادية.

الجدير ذكره أن العديد من رجال الدين أفتوا بجواز مشاركة غير المسلمين احتفالاتهم، حيث أفتى عضو هيئة العلماء السعودية قيس المبارك خلال أحاديث إعلامية بـ"جواز مشاركة غير المسلمين أعيادهم، إذا قُصد من ورائه إدخال الفرحة عليهم، وتأليف قلوبهم على الإسلام". وهذا ما وافقه عليه نائب اتحاد علماء المسلمين الدكتور عبدالله بن بيه بإباحة تلبية دعوات غير المسلمين لأعيادهم، مستشهدا بأقوال السلف من المسلمين.