أخبار

مواطنو غزة يفتقدون الحياة الاجتماعية... وانتشار لثقافة الكراهية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ساحة الجندي المجهول في غزة "عدسة إيلاف"

يحمّل الكثير من سكان غزة الانقسام الداخلي والخلافات السياسيّة بين حركتي فتح وحماس مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية في قطاع غزة، حيث تدمر النسيج الاجتماعي، وتنمو ثقافة العنف والكراهية في كثير من الأحيان.

الرومانسية والحياة الاجتماعية لهما لون وطابع خاص في جميع أنحاء العالم في الممارسة اليومية، مع مراعاة الفروق في عادات وتقاليد كل دولة، أما في غزة فقد يظن بعضهم أنها باتت ضربًا من الماضي أو أنها أصبحت أثرًا بعد عين، وذلك لما يمر به قطاع غزة من ظروف قاسية داخلية كانت أو خارجية.
"إيلاف" استطلعت آراء مجموعة من المواطنين في غزة حول ما إذا كانوا يمارسون الرومانسية بشكل طبيعي مع أحبائهم وأقربائهم، وما إذا كانت الحياة الاجتماعية لديهم تسير بشكل سوي.

أماكن الرومانسية والترفيه مفقودة
أيمن محمد يقول "لإيلاف" بأن الفقر الموجود في قطاع غزة لا يمنع وجود حياة إجتماعية وتواصل بين الأحبة، وأنه شخصيًّا يمارس حياته الرومانسية بشكل طبيعي من خلال خروجه مع زوجته وأولاده إلى الأماكن العامة والأماكن المفتوحة والمطاعم للترفية عن بعض المتاعب الحياتية اليومية، ويضيف: "أحاول أن أقيم أكبر كم من الاحتفالات العائلية لتغيير النمط المعيشي اليومي، فالرومانسية تعني لي الكثير شخصيًّا، حيث أتواصل مع من أحب سواء الإخوة أو الأبناء أو الزوجة أو الإنسان مع نفسه أحيانًا".

ويرى أن الشعب الفلسطيني مؤهل لحياة رومانسية وعاطفية لأنه قد مل من حياة الإنفجارات والقتل التي تحدث يوميًا، ويتابع قائًلا: "انعدام الحياة العاطفية والإنسانية يؤثر سلبًا على حياة الفرد الشخصية مما يجعلها بعض الأحيان جامدة وجافة".
وعن الأماكن الرومانسية في قطاع غزة وأماكن الترفيه يقول: "ليس هناك أماكن مناسبة لمثل هذه الأجواء سوى منطقة حي الرمال ومنتزه البلدية فقط، وهناك نقص كبير في هذه المرافق العامة الترفيهية بغزة ويرجع ذلك لقلة الوعي لدى الناس وإمكانية الحفاظ عليها"...

ويلقي أيمن باللوم على الممارسات الإسرائيلية كونها تعتبر المؤثر الوحيد على الحياة الاجتماعية والرومانسية في غزة، وأن الجهات الحاكمة أيضًا تتحمل جزءًا من المسؤولية، وكذلك المواطن الذي لديه بعض التصرفات الخاطئة التي تدفع الجهات الحاكمة لليأس من إنشاء المرافق بسبب العبث بها من قبل الناس لغياب ثقافة الحب والعاطفة والسلم المجتمعي.
ويشعر بأن الأعياد الغربية لها تأثير واضح على حياة الفلسطينيين، وأن انتشار المحال التجارية الخاصة ببيع الأغراض الرومانسية هي محاولة لمواكبة العصر وشيئًا من الرومانسية.

غياب الحياة الاجتماعية سبب الملل والعنف
من جانبها ترى أم محمد بأن المواطن الفلسطيني يحاول أن يخلق حياته الاجتماعية والرومانسية بشكل يومي على الرغم من المصاعب التي يواجهها، والمشاكل الاجتماعية الكبيرة.
وتقول "لإيلاف" بأن الحياة الاجتماعية والرومانسية تعنيها بشكل كبير هي وباقي أبناء المجتمع لأنها تعتبر جزءًا من المجتمع وحياة الفرد اليومية.

وتشير إلى أن الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة لحياة اجتماعية مرفهة ورومانسية كي تساعده على تخطي الكثير من المشاكل وربما تكون سببًا في تقدمه أيضا، وتؤكد أن نقص هذه المشاعر وغياب الحياة الاجتماعية قد سبب الملل والعنف لدى البعض، والروتين اليومي القاتل للحياة.
وتبين أن الممارسات الإسرائيلية لها دور رئيسي في طمس الحياة الاجتماعية الرومانسية، وأن الحكومات الفلسطينية باختلاف توجهاتها لها ضلع كبير أيضًا.

ليس لدينا حيزًا من الحرية
بسمة إحدى الفتيات بمدينة غزة تقول بأن الحياة الرومانسية تعني لها الكثير ولكن عدم توحد الشعب الفلسطيني سبّب نقصًا شديدًا في الحياة الاجتماعية وغيّبها، وإن من حق المواطن الفلسطيني أن يشعر بالأمن والطمأنينة كأي مواطن حول العالم.

وتضيف: "الشعب الفلسطيني متعطش لهذه الحياة نظرا لما يراه في الدول المحيطة، فالشعب الفلسطيني مطموس".
وتشير بسمة إلى أنه ليس هناك أماكن خاصة لممارسة الحياة الرومانسية وأماكن للقاء الأحبة داعية الجهات الحكومية لإنشاء العديد من هذه الأماكن التي تساعد في الترفيه والتخفيف من قسوة العيش التي يعاني منها الفلسطينيون.
وترى بأن حرب غزة والحصار والممارسات الإسرائيلية قد أثرت بشكل كبير على سير الحياة الرومانسية في غزة، لأن بعض العائلات فقدت أبناءها أو منازلها وممتلكاتها.

وتتهم بسمة الجهات الحاكمة بالتأثير سلبًا على حياة الناس العاطفية والرومانسية وعدم إعطائها حيّزًا من الحرية كباقي الدول، وتؤكد أن الجميع بحاجة إلى حياة اجتماعية موحدة وطيبة ورومانسية.

الهدايا للمجاملات وليست للرومانسية

الهدايا للمجاملات فقط "عدسة إيلاف"

"إيلاف" زارت إحدى المحال التجارية التي تعنى ببيع بعض التحف والهدايا الرومانسية لتلتقي بصاحبه الشاب محمد الأطبش الذي يقول إنّ هناك إقبالاً نوعًا ما من بعض المواطنين لشراء بعض الحاجيات مثل الورود والتحف.
ويبين الأطبش أن الإقبال يكون ضعيفًا جدًّا على محله وكثير من المحال المشابهة في حال مرور المنطقة بأزمة معينة أو وقوع اعتداءات إسرائيلية.
ويوضح بأن كافة الفئات العمرية وحتى فئة الكبار في السن تقبل على شراء الهدايا، ولكنه يعطي الأغلبية لفئة الشباب الصغار وغير المتزوجين، ويضيف: "فئة الذكور يكون إقبالها أكثر من فئة الإناث ويرجع ذلك لعدة أسباب ربما تتعلق بالعادات والتقاليد أو بسبب ما يقع على الفتاة من حرج عند شراء الهدية".

ويشير بأن الإقبال يزداد في المناسبات والأعياد، ولكنه يشعر بأن معظم المشترين يقبلون على محلات الهدايا بدافع المجاملات فيما بينهم أكثر من التواصل الاجتماعي والرومانسية.

الانقسام أحبط الناس وفسّخ النسيج الاجتماعي
الدكتور موسى حلس أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة الأزهر يقول "لإيلاف" معقبًا على ما جاء على لسان المواطنين الفلسطينيين: "مجتمعنا الفلسطيني يعايش مفردات حياة تختلف عن المفردات المعيشية التي يعيشها الناس في الوطن العربي وذلك لخصوصية المجتمع الفلسطيني، والتأثيرات المتعددة عليه كالاحتلال والحصار والانقسام الداخلي وتأثيره على العلاقات الداخلية".

الدكتور موسى حلس "إيلاف"

ويشير إلى أنه على الرّغم من الظلم القائم على الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال إلا أن الانقسام وكما يقول حلس كان له التأثير الأكبر على الناس، وأدى إلى تفسخ النسيج الاجتماعي، فانعكس على العلاقات الاجتماعية.

ويشير حلس إلى أن العملية ليست إشباع حاجات ضرورية كالمأكل والمشرب وإنما المأمن، وأن يشعر الإنسان أنه يعيش في وطنه آمنًا، وأن يشعر بأن انفعالاته النفسية ترتكز على أسس سليمة، ويتابع: "المسألة ليست مادية أيضًا وإنما نفسية والجانب النفسي لدى المجتمع الفلسطيني مأزوم بسبب الممارسات اليومية العنيفة تجاه المواطن".
ويرى أنه إذا كانت ثقافة المجتمع قائمة على المحبة والتعاون والاحترام المتبادل للإنسان، فإنّ ذلك يؤدي دورًا في الاستقرار النفسي للإنسان، وهذا الاستقرار مرتبط بجوانب مادية متمثلة بالاقتصاد الذي يواجه أزمة.

ويوضح حلس بأن هناك حالة فوضى للأفكار والمفاهيم، وأن لا أحد يستطيع إدراك أين هي المحبة وأين هو العنف، لأن هناك اختلاطًا بين طغيان المحبة وطغيان العنف، فالمحبة أصبحت في جانب والعنف في جانب آخر، ويضيف: "هذه أزمة حقيقة متمثلة في نظرية الإحباط، فإذا كان الإنسان محبطًا فسيبحث عن وسائل غير مشروعة لإشباع حاجاته الضرورية، وذلك يؤدي إلى استخدامه وسائل غير مشروعة التي من بينها العنف الارتزاقي".

ويقول أنه لا بد من الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال أن يبتدع وسائل حقيقة من أجل إعادة الانفعالات النفسية المبنية على الأحاسيس والمشاعر والحب والعاطفة التي تكون هذا الاتجاه لدى الإنسان، وأن يبنى ذلك على العدل الاجتماعي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كل عام وأهل غزة بخير
Sama -

كل المحبة والتقدير لأهل غزة، وكل عام وأنتم بخير وسلام ورعاية الرحمن ترعاكم وتخفف عنكم الحصار والهموم.

ساكن
من سكان العالم -

الطبيعى الحدود مفتوحه من لايعرف يشغل الجيش الشرطه اذ يجلس فى منزله لا شئ اسمه فى سفر من مدينه لـ مدينه

كلام منطقي
ديمة-غزة -

شكرا حمزة على كشف الواقع الاجتماعي لغزة.. نحن نفتقد كل شيء هنا.. الحب والأمان والهدوء. أصبحنا نعيش بالبركة.. لا تخطيط ولا طموح في كثير من الأحيان