أخبار

الوحدة الأفريقية موضع اختبار في دولة ساحل العاج

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تتميز القارة الأفريقية بانقلاباتها العسكرية وقطع الطريق على الفائزين في انتخاباتها لكن أمرا استثنائيا متوفرا حاليا بما يخص دولة ساحل العاج: كل القوى الكبيرة في أفريقيا وخارجها متفقة على ضرورة تنحي الرئيس الخاسر في الانتخابات الأخيرة لورنت غباغبو عن منصبه.

فبعد مرور شهر على خسارته في الانتخابات الرئاسية أعلنت الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والوحدة الأفريقية ودول منظمة "ايكواس" التي تتألف من دول غرب أفريقيا، عن ضرورة احترام غباغبو نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وهذا اتفاق نادر على موقف تضامني تتخذه الدول الأفريقية على المستوى الدولي.

لكن الرئيس غباغبو صد وفد الزعماء الأفارقة الذين حثوه على التخلي عن السلطة هذا الأسبوع. وهذه المقاومة من قبله جعلت ساحل العاج اختبارا دوليا للكيفية التي يمكن وفقها أن يتمكن المجتمع الدولي من فرض إرادته على زعماء يحتفظون بدعم صلب من قبل ضباط جيوشهم الكبار فيرفضون الاعتراف بالانتخابات التي يخسرونها.

ومع أخذ عدد الزعماء الأفارقة المستبدين في أفريقيا وأماكن أخرى بنظر الاعتبار يصبح تحقق اجماع عام تجاه انتخابات ساحل العاج الرئاسية أول عقبة تزول على المستوى الدولي. لكن رفض غباغبو المتواصل للتراجع أعاد الكرة مرة أخرى إلى ملعب القوى الأجنبية مجبرا إياها للتفكير بالكيفية التي سيمكن وفقها إقصاؤه عن السلطة.

وقال الكاناه اوديمبو سفير كينيا لدى الولايات المتحدة لمراسل صحيفة نيويورك تايمز إن "السؤال المطروح الآن هو ماذا سيحدث بعد هذا الإجماع؟" وأضاف السفير الكيني أن "من الضروري التحرك بسرعة قبل فقدان أرواح أخرى".

وضمن هذا السياق أجرى زعماء منظمة "إيكواس" لدول غرب أفريقيا اجتماعا اتفقوا فيه على إجراء مفاوضات أخرى مع غباغبو، كذلك أجرى قادة جيوش هذه الدول قبل ذلك اجتماعا في نيجيريا لمناقشة إمكانية نشر قوات عسكرية في ساحل العاج.

من جانبه صعّد غباغبو الأسبوع الماضي عبر التلفزيون التابع للدولة من تحديه لقرارات المجتمع الدولي معتبرا إن الأخير قد شن حربا على بلده وأن ما يقوم به الآن هو حماية دستور البلد ضد الغزاة بمن فيهم الامم المتحدة.

وكانت قافلة تابعة للامم المتحدة قد تعرضت لهجوم بالسكاكين على يد أنصار غباغبو وأصيب جندي بنغلاديشي جراء ذلك الهجوم. ويرى بعض المحللين أن غباغبو سيبقى في السلطة طالما حظي بولاء آمري الجيش.

وضمن هذا السياق قال جيلز يابي المدير الجديدة لمنظمة الأزمات الدولية في مشروع غرب أفريقيا إنه مع تحكم غباغبو بوحدة مقاتلين موالية له بقوة وتشبه الحرس الجمهوري (في زمن صدام) فإنه سيتمكن من البقاء في الحكم. ويبلغ عدد هذه القوات ما بين 1000 و1500 جندي وكانت وراء أعمال القمع التي مورست ضد معارضي غباغبو.

وأضاف يابي إن "منظمة إكواس لا رغبة لها في شن عملية عسكرية" فالاتفاق على القيام بإجراء من هذا النوع سيظل على الورق فإن قوات دول غرب أفريقيا لن تملك أي حظوظ في النجاح ضمن أي نوع من القتال مع قوات غباغبو.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف