موقف إيران من الإتفاق النووي إيجابي إذا ما تأكد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رحبت لندن وروسيا بموقف إيران "الإيجابي" إذا ما تأكد من إتفاق تبادل اليورانيوم الذي طرح في نوفمبر.
لندن، طهران: أعلنت لندن الاربعاء ان اقتراح إيران تخصيب جزء من اليورانيوم النووي في الخارج هو موقف "ايجابي" اذا كان ذلك يعني قبولها بعرض الدول الغربية، مؤكدة في الوقت عينه ان عودة طهران الى مفاوضات مجموعة الست لا تزال مسالة "حاسمة".
وافادت وزارة الخارجية البريطانية في بيان "اذا ارادت إيران قبول عرض (الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تخصيب يورانيوم في الخارج) فذلك سيشكل اشارة ايجابية على رغبتها في اجراء حوار مع المجموعة الدولية حول الملف النووي". واضافت "لكن ذلك لا يغير التقييم الذي اجريناه في 16 كانون الثاني/يناير في ما يتعلق بعدم اجراء إيران مفاوضات جديدة". وقالت "تلك تبقى النقطة الحاسمة لتبديد القلق الدولي الشديد حول برنامجها النووي".
من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان عودة إيران الى القبول باتفاق تبادل اليوارنيوم الذي طرح في تشرين الثاني/نوفمبر، "لا يمكن الا الترحيب بها"، اذا ما تأكدت. واوضح لافروف للصحافيين اثر اجتماعه مع نظيره النروجي يوناس غار ستوري "اذا كانت إيران مستعدة للعودة الى الاتفاق الاصلي فلا يمكننا الا الترحيب بذلك".
وقال جيدو فسترفيله وزير خارجية المانيا الاربعاء ان على ايران تقديم تنازلات حقيقية فيما يتصل ببرنامجها النووي ولا تكتفي بمجرد الحديث عنها. وقال لتلفزيون (ان-24) "اذا لم يحدث هذا وكانت كل هذه مجرد تكتيكات فان المجتمع الدولي سيوافق على اتخاذ مزيد من الاجراءات. حينذاك لا يمكن استبعاد العقوبات." وأضاف فسترفيله للصحفيين في برلين ان العودة الجادة للمفاوضات هي وحدها التي ستمنع المجتمع الدولي من اتخاذ مزيد من الاجراءات وفرض مزيد من العقوبات.
وأعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي في باريس انه من "الضروري" مواصلة المفاوضات مع ايران حول الملف النووي مضيفا ان "المحادثات جارية حول تزويد طهران بالوقود النووي".
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد أكد ان "لا مشكلة" في تبادل اليورانيوم مع الدول الكبرى التي تتشاور حول فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، والتي سارع بعضها الى الترحيب بالموقف الإيراني "اذا ما تأكد".
واكد أحمدي نجاد في مقابلة مع التلفزيون الرسمي مساء الثلاثاء ان بلاده على استعداد لارسال قسم من اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب (3,5%) الى الخارج للحصول في المقابل من الدول الكبرى على وقود نووي عالي التخصيب (20%) تحتاجه لتشغيل مفاعلها للابحاث في طهران.
وقال "لا مشكلة حقا.البعض ينفعل دون سبب. ليست هناك اي مشكلة. اننا نوقع عقدا. نعطيهم اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5% وبعد اربعة او خمسة اشهر يعطونا (اليورانيوم المخصب) بنسبة 20%". ويأتي هذا التصريح، الذي يمثل تطورا في الموقف الرسمي الإيراني، بعيد انتهاء المهلة التي حددتها طهران للدول الغربية الكبرى بشأن اتفاق تبادل الوقود النووي الذي عرضته على الجمهورية الاسلامية الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الا ان أحمدي نجاد لم يعط اي مؤشر الى كمية اليورانيوم التي قد يشملها هذا التبادل، وهي ابرز نقطة خلاف في المفاوضات مع الدول الكبرى. ولم تتأخر ردود الفعل الدولية المرحبة، بتحفظ، بالموقف الإيراني. وقالت لندن ان اقتراح إيران هو موقف "ايجابي" اذا كان ذلك يعني قبولها بعرض الدول الغربية، مؤكدة في الوقت عينه ان عودة طهران الى مفاوضات مجموعة الست لا تزال مسالة "حاسمة".
بدوره اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان عودة إيران الى القبول باتفاق تبادل اليوارنيوم الذي طرح في تشرين الاول/اكتوبر، "لا يمكن الا الترحيب بها"، اذا ما تأكدت. واوضح لافروف للصحافيين اثر اجتماعه مع نظيره النروجي يوناس غار ستوري "اذا كانت إيران مستعدة للعودة الى الاتفاق الاصلي فلا يمكننا الا الترحيب بذلك".
ويشكل تخصيب اليورانيوم في صلب نزاع بين إيران والغربيين الذين يخشون ان تكون الجمهورية الاسلامية تسعى، تحت غطاء برنامج نووي مدني، الى انتاج ما يكفي من اليورانيوم الممكن استخدامه في انتاح سلاح ذري، الا ان إيران ترفض هذه الاتهامات.
ورفضت طهران في تشرين الثاني/نوفمبر اقتراحا تقدمت به مجموعة الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا) يقضي بارسال القسم الاكبر من اليورانيوم الضعيف التخصيب الموجود لدى إيران الى روسيا ثم الى فرنسا حيث يصار الى تحويله الى وقود مخصب بنسبة 20% لتشغيل مفاعل الابحاث في طهران.
بالمقابل حددت طهران مهلة نهائية للدول الكبرى لكي تقبل قبل نهاية كانون الثاني/يناير بتسليمها وقودا وفقا لشروطها --تبادل اليورانيوم على دفعات بشكل متزامن وبكميات صغيرة-- ومع رفض الاقتراح، هددت طهران بانتاج اليورانيوم العالي التخصيب بنفسها.
من جهتها، بدأت مجموعة الدول الست منذ منتصف كانون الثاني/يناير محادثات حول تشديد العقوبات الدولية المفروضة على طهران، التي ادانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية سياستها النووية في تشرين الثاني/نوفمبر. الا ان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي اكد الاسبوع الماضي على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا ان "افكارا جديدة" حول تبادل الوقود النووي بين إيران والقوى الكبرى مطروحة على الطاولة.
على صعيد آخر اعلن أحمدي نجاد في المقابلة نفسها ان هناك "محادثات تجري" بين طهران والولايات المتحدة حول امكانية تبادل ثلاثة اميركيين محتجزين في إيران بإيرانيين محتجزين في الولايات المتحدة. الا ان البيت الابيض سارع على لسان المتحدث باسم مجلس الامن القومي مايكل هامرالى تأكيد عدم وجود "اية محادثات مع إيران حول تبادل" اسرى.
بدورها ردت الخارجية الاميركية على تصريحات الرئيس الإيراني مطالبة طهران بالسماح بزيارة الرعايا الاميركيين المحتجزين في الجمهورية الاسلامية. وتتهم إيران واشنطن باحتجاز 11 مواطنا إيرانيا "دون وجه قانوني" بعد اعتقالهم في الولايات المتحدة او طردهم من دول اوروبية عدة. من جهتها تحتجز طهران منذ تموز/يوليو ثلاثة اميركيين اعتقلتهم في اراضيها على مقربة من الحدود العراقية التي عبروها عن طريق الخطأ بعدما ضلوا طريقهم اثناء رحلة في العراق.