السلطات الإيرانية تتأهب لمواجهة انتفاضة جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: كشف مصدر إيراني معارض عن تحضيرات واستعدادات تقوم بها السلطات الايرانية لمواجهة التظاهرات المعارضة التي ينتظر ان تخرج في العاصمة طهران ومدن أخرى الخميس المقبل في ذكرى الثورة الايرانية، موضّحًا أن السلطات تنظم حاليًّا دورات لمنتسبي قواتها الامنية حول مواجهة المحتجين تحمل عناوين ادارة الازمة ومواجهة العدو، إضافة إلى اعادة تنظيم مليشيات البسيج وتنفيذ مناورات عسكرية وتهيئة عناصر نسائية للمشاركة في مواجهة المتظاهرات .
وأشار الناطق الاعلامي في منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة محمد اقبال في حديث مع "ايلاف" إلىأنّ السلطات الايرانية تجري حاليًّا تحليلات لواقع "قواتها القمعية" ومدى نجاحها في مواجهة انتفاضة عاشوراء الاخيرة والمخاوف التي تشعر بها إثر عجز قوات البسيج "قوة التعبئة" عن مواجهة المتظاهرين الأمر الذي دعاها إلى اتخاذ إجراءات احترازية جديدة. واوضح ان السلطات تواصل اجراءات إعادة تنظيم مليشيات البسيج وتنظيم دورات في مقراتها لمنتسبيها حول "إدارة الأزمة" يتم فيها شرح خطط وتوجيهات للتصدي للمحتجين. وقال انه نظرًا للدور الواسع للنساء في الانتفاضة فقد تم تكريس جانب من التدريبات في دورات "إدارة الأزمة" للنساء البسيجيات حيث تقرر أن تتمركز وحدة خاصة للنساء في مراكز الشرطة.
واضاف انه منذ الحادي والعشرين من الشهر الماضي يواصل القادة السياسيون لقوات الحرس اجتماعات وندوات للتوجيه السياسي والأمني لقوات التعبئة في مختلف مناطق العاصمة طهران وأنحاء البلاد الأخرى بعنوان "معرفة كيانات الفتنة ومختلف مخططات العدو". كما تم وضع قوات السيج والأمن الداخلي في حالة التأهب القصوى منذ الاثنين الماضي وتجهيز عناصر البسيج بغاز الفلفل والغاز المسيل للدموع. واشار الى انه في ذكرى الثورة الخميس المقبل ستقوم مجموعات لقوات الحرس ومليشيات البسيج تستقل دراجات نارية بمراقبة جميع الشوارع الرئيسة في طهران لمنع مهاجمة المتظاهرين لقوات الامن والبسيج ومقراتها. واوضح انه بسبب عجز قوات الأمن الداخلي في قمع الانتفاضة سابقًا، سيتواجد عدد كبير من عناصر قوات الحرس في الشوارع متنكرين بزي قوات الأمن الداخلي.
وكشف اقبال عن تشكيل هيئة تسمى بـ "هيئة عشرة الفجر" في كل واحدة من المدن الإيرانية انيطت بها مهمة المراقبة الأمنية للمدينة من خلال إقامة نقاط توقيف وتفتيش فيها، فيما بدأت قوات الأمن الداخلي في جميع مناطق العاصمة والمحافظات إصدار تعليمات إلى أفرادها لمواجهة الانتفاضة. وفي هذا الاطار وجه أحمدي مقدم قائد قوات الأمن الداخلي تهديدات قال فيها "اليوم انجلى غبار الفتنة وسقطت الأقنعة عن وجوه مثيري الفتن ولهذا السبب لم يعد هناك أي مبرر ومسوّغ للتسامح والقضية المطروحة اليوم هي حماية النظام فقط الأمر الذي لا مبرر للتسامح فيه إطلاقًا". وأكد ان ما نسبته 20 في المئة من افراد قوات الأمن الداخلي اما فصلوا من عملهم او تركوه بسبب موجة الاستياء والتذمر التي اجتاحت أفرادها بسبب المواجهات الاخيرة ولم تتمكن السلطاتحتّى الآن من تعيين بدائل لهم.
وأوضح اقبال أن قوات الأمن الداخلي اجرت الاسبوع الماضي ثلاث مناورات اطلق عليها "الراحة والأمن" في محافظات قم وأردبيل وكوهكيلويه هدفت إلى زيادة القدرات القتالية لهذه القوات وكسبها واعدادها للظروف المتأزمة حيث تم تدريب هذه القوات على أسلوب مواجهة المشاغبين والتجمعات وتعزيز حماية الأماكن والمواقع الحساسة وطريقة إنقاذ الرهائن والانتشار في ساحات المدzwnj;ينة.
وأشار إلى أن عناصر وزارة الاستخبارات "أطلاعات" وبهدف اثارة الرعب لدى المواطنين قامت خلال اليومين الماضيين باعتقال واستدعاء عوائل عدد من المقيمين في معسكر أشرف لمنظمة مجاهدي خلق شمال شرق بغداد واستجوابهم في مراكزها. وقال إنه تم في هذا الاطار استدعاء زوجة وابنة محمد بنازاده اميرخيزي وهو رجل اعمال في "بازار" طهران ويعيش عدد من اعضاء اسرته في اشرف حيث تم استجوابهما في مركز المتابعة في اطلاعات لعدة ساعات.
والإثنين الماضي استدعت "اطلاعات" السيدة شهلا زرين فر زوجة بنازاده اميرخيزي و "الناز" ابنته حيث تم احتجازهن في زنزانتين منفصلتين للتهديد . يذكر ان محمد بنازاده امير خيزي ما زال مختفيًا ولا تعرف ملابسات اعتقاله وظلت جهود عائلته لمعرفة اخباره من دون جدوى وسط قلق العائلة حول مصيره .
وقال إن عناصر وزارة الإستخبارات يتقدمهم عباس جعفري دولت آبادي رئيس الدائرة الثالثة للأمن يقومون باستجواب المعتقلين السياسيين في قفص 209 بسجن "إيفين" وتعذيبهم بهدف ارغامهم على الادلاء باعترافات تلفزيونية حتى تستكمل ملفاتهم في تهيئة لصدور احكام اعدام ضدهم. كما تم اعتقال محمد بنازاده اميرخيزي بعمر يناهز 63 عامًا في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في هجوم على محل عمله من قبل عناصر وزارة الاستخابارات وتم نقله إلى القفص 209 في سجن إيفين ولا يعرف مصيرهحتّى الآن. وكان شقيقه علي بنازاده اميرخيزي قد قتل من قبل عناصر السلطة الايرانية في ثمانيات القرن الماضي بسبب تأييده لمجاهدي خلق، كما كانت زوجته شهلا زرين فر قد اعتقلت بسبب زيارتها لمعسكر اشرف في محافظة ديالى العراقية ولقاء ابنها المقيم فيه، حيث بقيت في السجن لعام كامل. كما ان أخته كبرى بنازادة اميزخيزي ما زالت في سجن rdquo;جوهر دشتrdquo; في مدينة rdquo;كرجrdquo; تمضي أيامها كسجينة سياسية. وقبل هذا تم اعتقال شقيقين لها،هما اصغر بنازاده و حميد بنازاده وحكم عليهما بالسجن لمدة عامين بسبب مجيئهما إلى العراق لزيارة ذويهما في أشرف.
وكان عدد من اعضاء أسرة اميرخيزي المقيمين حاليًا في معسكر أشرف قد وجهوا رسائل مؤخرًا مع اخرين من سكان ألمعسكر الذين هم ايضًا لديهم اقارب في السجون الإيرانية إلى مسؤولي المنظمات الدولية ومنها الى الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية طالبوا فيها بالتدخل الفوري لإنقاذ حياة هؤلاء السجناء ومنع النظام من تنفيذ احكام الاعدام ضدهم وبالسجناء السياسيين الآخرين . كما دعا سكان اشرف من جهتهم جميع المنظمات الدولية والعربية المدافعة عن حقوق الإنسان إلى مساندة هؤلاء المعتقلين الذين يواجهون خطر الموت والاعدام .
وفي طهران، دعا القيادي في المعارضة الإيرانية مهدي كروبي انصاره الى المشاركة بشكل سلمي في التظاهرات التي ستنظم الخميس المقبل . وقال الرئيس السابق لمجلس الشورى في إيران في بيان "لنشارك جميعًا في احتفالات ذكرى الثورة بشكل هادئ وحازم ومن دون عنف كلامي وجسدي". ودعا كروبي انصاره الى التنبه من "اعداء حركتكم السلمية" الذين قد يعمدون الى استفزازكم. ودعا كروبي الإيرانيين الى "عدم الابتعاد عن مطالبهم العادلة والمشروعة" والمتمثلة بانتخابات حرة واطلاق سراح المعتقلين السياسيين واصلاح النظام واحترام حقوق المواطنين. وكان مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني قد أكد أن السلطات لن تتهاون مع اي تظاهرة للمعارضة على هامش الاحتفالات التي ستقام في الحادي عشر من الشهر الحالي.
من جانبه، إعتبر احد ابرز قادة المعارضة في إيران مير حسين موسوي ان "جذور الديكتاتورية" التي تعود الى حقبة الشاه لا تزال موجودة في إيران. وقال رئيس الوزراء السابق في كلمة مطولة شديدة اللهجة نشرت على موقعه الالكتروني ان "جذور الظلم والدكتاتورية ما زالت موجودة" في إيران. واضاف انه يمكن "اليوم في إيران رصد الاسس والعناصر التي تنبثق منها الديكتاتورية وكذلك مقاومة عودة الديكتاتورية" في اشارة الى التظاهرات التي نظمت بعيد اعادة انتخاب الرئيس الإيراني في حزيران (يونيو) الماضي . وقال موسوي المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية ان "كم افواه الاعلام، وملء السجون، والعنف في قتل الناس الذين يطالبون سلميًّا في الشارع باحترام حقوقهم، ادلة على ان جذور الظلم والديكتاتورية التي كانت سائدة في حقبة الشاه ما زالت موجودة".
وفي اطار قمع التظاهرات أعلن مسؤول قضائي كبير انه سيتم قريبًا اعدام تسعة معارضين "معادين للثورة" ادينوا بالسعي لقلب النظام بعد اعدام معارضين شنقًا الاسبوع الماضي.