أخبار

كابول توجه "اشارة" بالهجوم المقرر على طالبان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اكد قائد القوات الدولية في افغانستان ان عملية عسكرية قيد التحضير في جنوب البلاد ترمي الى توجيه "رسالة قوية" الى المتمردين مفادها ان كابول توسع سيطرتها، في حين بدأ الاف السكان بالفرار من المنطقة.

كابول، ميونيخ: الهجوم الذي ستشنه قوات الحلف الاطلسي والجيش الافغاني، سيبدأ في الايام المقبلة في وادي مرجه في ولاية هلمند، معقل المتمردين الذين طردوا من السلطة في نهاية 2001.

وقال قائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال الذي يتولى قيادة 113 الف جندي اميركي ومن الحلف الاطلسي منتشرين في هذا البلد، الاحد للصحافيين ان هذه العملية "ستوجه اشارة قوية مفادها ان الحكومة الافغانية توسع سيطرتها في مجال الامن".

والعملية المشتركة التي اطلق عليها اسم عملية "مشترك" - باللغة الدارية لان القوات الافغانية تنضم الى القوات الدولية - تاتي بعد عمليتين اخريين العام الماضي في هذه المنطقة هما بين الاكثر خطورة في افغانستان.

وفي المقابل، اكد عناصر طالبان انهم حشدوا عددا كبيرا من المقاتلين في محيط مرجة. واكد المتحدث باسم حركة طالبان يوسف احمدي في اتصال هاتفي من مكان بقي سريا "اننا نسيطر على الوضع، ونحن على استعداد للقتال".

وفي حين يستمر التحضير للعملية منذ اسابيع، فان مروحيات الحلف الاطلسي القت بمنشورات تحذر الثمانين الف نسمة في الوادي من هجوم وشيك.

وروى حبيب الله (48 عاما) الذي فر قبل شهرين الى لشكركاه عاصمة الولاية "ان عناصر طالبان يتواجدون باعداد كبيرة هناك. ويتعاملون بعنف معنا، ويتهموننا باننا جواسيس لحساب القوات الاجنبية ويطلبون منا مواد غذائية باستمرار"، واضاف "ويوجد ايضا اناس يعيشون هناك، ولا يزال عناصر طالبان يسيطرون على القطاع".

وبينما يفر السكان، تنتظر السلطات في الولايات وصول سبعة الاف عائلة الى لشكركاه خصوصا، وتقع مرجه في قلب احدى ابرز المناطق المنتجة للافيون الذي يشكل احد اهم مصادر التمويل لحركة تمرد طالبان.

وقال الجنرال ماكريستال "ان سكان مرجة الذين يعيشون تحت سيطرة طالبان ومع تواجد مهربي المخدرات، لا يتمتعون بخيارات كثيرة".

واضاف "نحاول ان نقول لهم انه عندما ستعيد الحكومة احلال الامن، سيكون امامهم الخيار. سيتمكنون عندئذ من اختيار ما يشاؤون زراعته وبيع منتجاتهم في الاسواق، ولن يكون عليهم ان يتعاملوا فقط مع مهربي مخدرات يرغمونهم" على زراعة الخشخاش. واكد الجنرال ايضا ان العملية، وفي اطار برنامج المصالحة الذي عرضه الرئيس حميد كرزاي مع سياسة اليد الممدودة للمتمردين التائبين، لن تكون عسكرية وحسب.

واضاف الجنرال "اننا نعمل على ان تكون هذه العملية مدنية وعسكرية في آن واحد لان ما سوف يتغير ليس مستوى الامن وحسب وانما ايضا نوعية ادارة البلاد"، وتابع يقول "وبالتالي، فان كل التحضيرات للعملية اجراها مدنيون بدعم من الجيش، وانها بالتاكيد عملية بقيادة افغانستان".

لا اتصالات مباشرة بين الولايات المتحدة وطالبان

على صعيد متصل، اعلن الموفد الاميركي الخاص الى افغانستان ريتشارد هولبروك الاحد انه ليس هناك "اتصالات مباشرة" بين واشنطن وطالبان في اطار عملية المصالحة التي اطلقتها كابول مع المتمردين.

وقال المسؤول الاميركي امام مؤتمر ميونيخ حول الامن ان "الصحافة منذ (مؤتمر) لندن (في 28 كانون الثاني/يناير) ركزت على محادثات سرية قد تكون جارية مع طالبان. اود ان اقول بوضوح ان بلادنا لا تقيم اتصالات مباشرة مع طالبان".

ودعمت الولايات المتحدة والدول الاخرى المشاركة في مؤتمر لندن حول افغانستان خطوة الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي يحاول اقناع المتمردين بالقاء السلاح مقابل حماية وفرص عمل.

واضاف هولبروك "كل اسرة من الباشتون في الجنوب لها اقارب او اصدقاء يحاربون في صفوف طالبان او يقيمون علاقات معهم. هذه هي الوقائع وهذا هو الوضع"، واوضح ان "غالبية الاشخاص الذين يقاتلون الى جانب طالبان ليس لديهم اي رابط ايديولوجي مع تنظيم القاعدة او الملا عمر ومن هنا الرغبة في استيعابهم".

واضاف ان "السؤال الاول هو ان الشخص الذي يريد ان يتصالح او اي شيء اخر ان يقطع كل علاقة مع القاعدة"، واعتبر انه "بالنسبة الى معظم الاشخاص الذين يحاربون الى جانب طالبان انه قرار سهل. لكن بالنسبة الى قادتهم قد يكون صعبا".

كرزاي ينوي العودة الى التجنيد في افغانستان

من جهته، اعلن الرئيس الافغاني حميد كرزاي الاحد انه ينوي العودة الى التجنيد في افغانستان تعزيزا للقوى الامنية التي ستتسلم زمام الامور من القوات الاجنبية في موعد اقصاه العام 2015، وقال كرزاي امام المؤتمر السادس والاربعين للامن في ميونيخ "من الناحية الفلسفية، انه احد توجهاتنا للمستقبل، بالتشاور مع الشعب الافغاني".

واضاف "لدينا حتى الان نظام يستند الى (مبدأ) التطوع، لكن افغانستان، على غرار دول اخرى، لديها تقليد عريق في ما يتعلق بالتجنيد". واكد كرزاي انه التقى مسؤولين افغانا "نصحوه بالعودة الى احد اشكال التجنيد"، لافتا الى انه في ضوء ذلك فان "الشبان الافغان في الولايات سيلتحقون بمراكز تدريب ويتعلمون امورا قبل العودة الى عائلاتهم".

وكانت الخدمة العسكرية في افغانستان الزامية لمن تراوح اعمارهم بين 18 و45 عاما حتى العام 1992. واوضح ان الهدف هو زيادة عديد القوات الافغانية من شرطة وجيش الى 300 الف عنصر بحلول العام 2012، وذلك "لتكون افغانستان قادرة بحلول خمسة اعوام على ضمان امن الشعب ولئلا تبقى عبئا على المجتمع الدولي".

وجدد الرئيس الافغاني دعوته الى التضامن الدولي، مشددا على "دور السعودية" في عملية المصالحة مع طالبان، وعلى دوري "الهند، الصديقة القديمة لافغانستان، وباكستان، الشقيقة"، اضافة الى الصين والولايات المتحدة "اكبر حلفائنا"، ووجه ايضا شكره الى اليابان لمساعدتها المالية.

ويبلغ عديد الجيش الوطني الافغاني حاليا نحو مئة الف جندي. والمطلوب زيادته الى 134 الف عنصر في تشرين الاول/اكتوبر 2010 والى 171 الفا في خريف 2011،
اما عديد الشرطة البالغ راهنا 84 الف عنصر فينبغي ان يصبح 109 الاف عنصر في تشرين الاول 2010 و134 الفا بعد عام من هذا الموعد.

ويبلغ عديد القوات الاميركية والدولية المنتشرة في افغانستان 113 الف جندي. ويتوقع ان يرتفع الى 150 الفا خلال الاشهر المقبلة قبل ان تبدأ طلائع القوات بالانسحاب في صيف 2011.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف