استراتيجية أوباما لإنتخابات 2010 بدأت تتبلور
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بدأت استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما لحملة الديمقراطيين لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس في تشرين الثاني/نوفمبر تتبلور وهي محاولة إغراء الجمهوريين لتقديم تنازلات وان لم يفعلوا يوجه الديمقراطيون لهم الاتهامات بالعرقلة.
واشنطن: يرى البعض أن أوباما يحاول في الاساس كشف حقيقة الجمهوريين اذ يعتقد أنهم لم يفعلوا شيئا سوى معارضة اقتراحاته بشأن اصلاح نظام الرعاية الصحية الأميركي وتحفيز الاقتصاد.
انها استراتيجية يحدد ملامحها في اجتماعات جماهيرية وفي مناسبات جمع التبرعات للحزب الديمقراطي التي أقامها الاسبوع الماضي اذ يسعى الى استعادة منزلته السياسية بعد أن خسر الديمقراطيون أغلبيتهم في مجلس الشيوخ والتي تبلغ 60 صوتا.
وقال أوباما في مناسبة خاصة بالديمقراطيين يوم الخميس "أبلغت أصدقائي الجمهوريين بأنني أريد العمل معهم حيثما استطعت وكنت أعني هذا"، وأضاف "وأبلغتهم بأنني سأستبعدهم اذا قالوا انهم يريدون العمل على شيء ثم حين أمد يدا لا أحصل على شيء في المقابل."
ويعبر الجمهوريون عن رغبة في العمل مع أوباما حتى مرحلة ما وهم مهتمون برؤية ان كانت لديه ارادة للموافقة على بعض أولوياتهم. وفي ظل احساسهم بأنهم مؤهلون لتحقيق مكاسب كبيرة في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر فانهم ليسوا في حالة تسمح بالموافقة على أي شيء من شأنه رفع الضرائب او زيادة انفاق الحكومة والعجز في الميزانية.
وقال جون بينر اكبر عضو من الحزب الجمهوري بمجلس النواب "الجمهوريون لن يتخلوا بتهور عن التزامهم تجاه الشعب الأميركي ويتخلوا عن مبادئهم." كما أنهم قلقون من أوباما اذ يشتبهون في أن رغبته التي أبداها مؤخرا في الحديث معهم حيلة سياسية تهدف الى تسليط الضوء على مبادراتهم وتسفيهها.
وسيختبر تعهد أوباما بالسعي الى الوحدة هذا الاسبوع. ويوم الثلاثاء سيستضيف زعماء الديمقراطيين والجمهوريين من مجلسي النواب والشيوخ في البيت الابيض لاجراء محادثات عن الوظائف والاقتصاد.
ويدفع زعماء الديمقراطيين مشروع قانون للوظائف بعدة مليارات من الدولارات ويتوقع أن يسعى الى تمديد اعانات البطالة ومساعدة ميزانيات الولايات التي تعاني من مشاكل الى جانب أشياء أخرى.
ويريد الجمهوريون أن يفي اوباما بتعهداته التي قطعها في خطاب حالة الاتحاد ويسعون الى اتخاذ اجراءات لبناء المزيد من المحطات النووية وزيادة التنقيب عن النفط في الحقول البحرية واتخاذ خطوات لزيادة صادرات الولايات المتحدة مثل الانضمام الى اتفاقات للتجارة الخارجية.
ويكافح اوباما والحزب الديمقراطي لخفض معدل البطالة البالغ 9.7 في المئة وبعد أن تعثرت خطة لاصلاح نظام الرعاية الصحية يحرصان على أن يثبتا للشعب الأميركي أن بوسعهما تحقيق نتائج قبل انتخابات نوفمبر.
وقال المحلل السياسي ديف واسرمان من نشرة (كوك بوليتيكال ريبورت Cook Political Report) الصحفية "الناخبون يبحثون عن نتائج... في الوقت الحالي هم محبطون لانهم لا يرون نتائج من الحزبين."
ويرزح الجمهوريون الذين يعون أن الناخبين المستقلين يرغبون في رؤية تحركات من الحزبين وتحرروا من سحر أوباما تحت ضغط لاثبات أنهم يستطيعون المشاركة في الحكم قبل انتخابات يتعرض فيها اكثر من ثلث مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها 100 وجميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعدا للخطر.
ويرى البعض احتمال الاتفاق على تقليل حجم المبادرة المتعلقة بالرعاية الصحية. وعادة يخسر الحزب الموجود في الحكم مقاعد في أول انتخابات بعد تولي رئيس جديد الحكم ويتخذ الديمقراطيون موقفا دفاعيا بعد أن فاز الجمهوري سكوت براون الشهر الماضي بمقعد في ماساتشوستس احتفظ به الديمقراطيون لعقود من الزمان.
وفي أحدث تكهناتها قالت نشرة (كوك بوليتيكال ريبورت) الصحفية ان الجمهوريين مؤهلون للفوز بأربعة الى ستة مقاعد بمجلس الشيوخ وما بين 25 و35 مقعدا بمجلس النواب.
ولا يكفي هذا ليسيطر الجمهوريون على أي من المجلسين لكنه يكفي لمنحهم صوتا أعلى لاجبار أوباما على ابداء اهتمام اكبر بأولوياتهم.
وقال واسرمان "ليس من الملائم ابدا تحديد نتيجة انتخابات قبلها بتسعة اشهر. لكن هناك بعض المؤشرات على أن الديمقراطيين امامهم طريق سهل للخروج من هذا."
وقال بروس بوكانان المتخصص في العلوم السياسية بجامعة تكساس انه في ظل معاناة البلاد من الكساد ومواجهتها مشاكل أخرى مذهلة فمن الممكن أن يساعد هذا في أن يدفع الجانبين الى التحدث، وأضاف "قد يخلق هذا أرضية مشتركة... أعتقد أنه سيكون تطورا صحيا اذا جعلوا من هذا عادة. واذا استطاعوا القيام به باخلاص بدلا من محاولة ممارسة الالاعيب نوعا ما".