كروبي: الميليشيات ورقة رهان نجاد لإكمال ولايته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وصف المعارض الإيراني والرئيس السابق للبرلمان، مهدي كروبي، الحكومة الإيرانية الحالية بـ "غير الشرعية وغير الجديرة بإدارة البلاد"، وقال في مقابلة خصَّ بها مجلة "دير شبيغل" الألمانية إن التصريحات التي اعترف فيها بنجاد رئيسًا للبلاد، لم تكن خطوة للوراء، كما صورها بعضهم، وأضاف بقوله: "ليس هناك أي مؤشر على الاستعداد لتقديم تنازلات من جانبنا، ولا من الجانب الآخر كذلك".
وإلى الآن، أنا ما زالت عند رأيي بأن الانتخابات الأخيرة لم تجر بالصورة الصحيحة، لكن الحكومة الحالية تقوم الآن برعاية الأعمال السياسية اليومية. وحتى في حالة قدوم حكومة إلى السلطة عن طريق انقلاب، فإن عليها أن تتحمل مسؤولية ما يحدث من تطورات".
وبسؤاله عن التنازلات التي يطلبها من النظام بغية تسوية الأزمة التي تشعل البلاد، قال كروبي :"يجب تحرير المعتقلين السياسيين، ونحتاج إلى حرية الصحافة وحرية التجمع. وينبغي تغيير قوانين الانتخابات الخاصة بنا، ويجب إجراء انتخابات نزيهة. لكن الحكومة الحالية لن تتمكن آنذاك من البقاء في السلطة".
كما أكد كروبي على أنه سيشارك في أي تظاهرات سيتم تنظيمها يوم الحادي عشر من الشهر الجاري، اليوم الذي يوافق الذكرى الحادية والثلاثين للثورة الإسلامية، مثلما اعتاد أن يفعل منذ اندلاع الثورة.
كروبي (يسار) وموسوي (يمين)
وحول ما إذا كان قد نسق لذلك مع زميله المعارض السياسي، مير حسين موسوي، قال كروبي إنهما لا يقومان بترتيبات منظمة، وإن ثمة صلة ودية تربطهما ببعضهما البعض. وتابع بقوله: "لقد زارني مؤخرًا في منزلي. وتطرقنا في سياق حديثنا إلى أحكام الإعدام التي نفذتها السلطات قبل أيام قليلة، وشعرنا بحزن عميق بشأنها". ورأى كروبي في هذا الشأن أن أحكام الإعدام التي بدأ يلجأ إليها النظام لتخويف المتظاهرين وبث روح الذعر بين أنصار المعارضة، لن تعمل إلا على تعميق الصراع.
وردًّا على الأقاويل التي تتحدث عن أن النظام في طهران بدأ يبسط قبضته الحديدية على الأوضاع في البلاد، وإمكانية تأثير ذلك على خطط التظاهر المقترحة يوم الحادي عشر من شباط/ فبراير الجاري، قال زعيم المعارضة إنهم يدعون الأنصار للمشاركة في مواكب التظاهر الرسمية خلال ذلك اليوم، مضيفًا :" لكننا لم نحدد أي الطرق التي يمكن للمتظاهرين أن يسلكوها أو ما بإمكانهم أن يفعلوه".
وعما يردده بعض أنصار المعارضة من شعارات تطالب بإسقاط أحمدي نجاد وتنحية المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، قال كروبي إن التظاهرات الكبرى تشهد تجمّعًا لأناس يمتلكون وجهات نظر متباينة. وأن بعضهم يكون على صواب، وبعضهم الآخر يكون مخطئًا. ويضيف بقوله :" بعضهم مثلي، لا يعترف بالحكومة، لكننا نحذر من استخدام شعارات تدعو إلى القطيعة مع النظام وتمنح النظام ذريعة لمهاجمة الشعب".
ويرى كروبي كذلك أن شعارات المعارضة باتت أكثر تشددًا لدى كلا الجانبين ( المعارضة والنظام ). ويضيف بقوله :" لقد خدمت أنا وموسوي الشعب في عدد من المناصب ذات المسؤولية. وقد حصلنا على قدر من النفوذ نتيجة لذلك. لكن لا يقف تنظيم وراء موسوي. أما أنا فأمتلك حزبًا سياسيًا، لكن نشاطه مقيد الآن. وأرى أن الشعب الإيراني يمتلك وعيًا سياسيًا متطورًا. وأضع ثقتي في منطق وخبرة الشعب".
وبسؤاله إن كان يرى البلاد تنزلق الآن صوب مرحلة من الفوضى مع تصاعد حدة العنف، قال كروبي إنه من الوارد جدًا أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة. وعن توقعاته الخاصة بإمكانية مواصلة الحكومة الحالية مدة الأربع سنوات الخاصة بولايتها القانونية، أكد كروبي أن البرلمان سيطيح بنجاد إذا ما فقد الدعم، "لأن كثيرًا من الجماعات المحافظة تعارضه. ولا يقوى على البقاء في السلطة إلا بمساعدة الميليشيات".
وعن الطرق التي يمكن للغرب أن يساعد بها المعارضة الإيرانية، قال كروبي :" ينبغي أن تعتمد كل حركة على دعم شعبها. كما أن الدول التي تقدم المساعدة من الخارج، تفعل ذلك لتحقيق مصالح خاصة بها".
وبسؤاله في النهاية عما إن كان يعتقد أن بإمكان إيران الاستمرار كدولة ثيوقراطية، أوضح كروبي :" نعم، ما زلت أعتقد في دولة دينية. لكن ليست تلك الدولة التي يحتفل بها الناس أثناء صلاة الجمعة بالحقيقة التي تقول إن أبناء شعبنا يُقتَلون ويتم الإعلان عن أن المزيد منهم سيتم قتلهم".