المالكي يلغي جلسة البرلمان الطارئة بانتظار نتائج الطعون

لندن: أعلن في بغداد عن إلغاء جلسة طارئة كان منتظراً عقدها اليوم لمجلس النواب العراقي لبحث قرار الهيئة التمييزية بإلغاء الحظر على مرشحين في المشاركة بالانتخابات العامة المقبلة بعد ان ألغت هذه قرارها وباشرت تدقيق ملفات المرشحين المعترضين حيث ينتظر المجلس نتائج هذه المهمة التي ينتظر ان تنتهي الخميس المقبل قبل يوم واحد من انطلاق الحملة الانتخابية فيما قالت هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث انها ستقاضي التمييزية لسماحها للسفارة الاميركية بالتدخل في شؤونها.. بينما استبعد رئيس الوزراء نوري المالكي حصول أي انقلاب من البعث كما لا يمكن له ان يصل الى السلطة التشريعية عن طريق الانتخابات.

وقال مصدر نيابي عراقي ان رئيس الوزراء نوري المالكي الذي كان طلب الاسبوع الماضي عقد جلسة طارئة لمجلس النواب لمناقشة قرار الهيئة التمييزية البرلمانية بتأجيل النظر في طعون المرشحين للانتخابات الذين منعتهم هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث من المشاركة في الانتخابات لعضويتهم او صلتهم بحزب البعث المحظور قد ابلغ رئيس مجلس النواب اياد السامرائي برسالة مكتوبة اليوم انتفاء الحاجة لعقد الجلسة بعد ان قررت التمييزية إلغاء قرارها السابق والمباشرة فورا بدراسة الطعون للانتهاء منها الخميس المقبل قبل يوم واحد من انطلاق الحملة الانتخابية الجمعة. واشار الى ان المالكي طلب إلغاء الجلسة معبرا عن شكره للمجلس لاستعداده بعقد الجلسة الطارئة.

وجاء في رسالة المالكي التي ارسل مكتبه نسخة منها الى "إيلاف":
بسم الله الرحمن الرحيم
نوجه الشكر والتقدير لسيادة رئيس مجلس النواب الدكتور اياد السامرائي والسادة اعضاء هيئة الرئاسة والنواب المحترمين لاستجابتهم وابدائهم الاستعداد لعقد الجلسة الاستثنائية التي دعونا اليها لمناقشة تداعيات قرار الهيئة التمييزية، الذي تضمن تأجيل النظر بطعون المشمولين بقانون المساءلة والعدالة الى ما بعد الانتخابات، وما يشكله ذلك من تهديد للعملية السياسية والتجربة الديمقراطية.
كما نتوجه بالشكر والتقدير للموقف المسؤول للرئاسات التي اجمعت كلمتها على اللجوء الى القانون وضرورة ان تكمل الهيئة التمييزية مهمتها وفق السياقات القانونية على ان تنجز مهامها قبل بدء الحملة الانتخابية في الثاني عشر من الشهر الجاري.
ان مباشرة الهيئة التمييزية النظر بالطعون ينفي الحاجة الى عقد الجلسة الاستثنائية لمجلس النواب، التي كان الغرض منها معالجة الخلل الذي تحدثه مشاركة المشمولين بقانون المساءلة والعدالة في الانتخابات.
تقبلوا جزيل الشكروالتقدير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نوري كامل المالكي
رئيس وزراء جمهورية العراق

ومن جهتها اكدت لجنة المساءلة والعدالة النيابية اليوم أن الهيئة التمييزية البرلمانية المشكلة من سبعة قضاة قد باشرت بالطعون المقدمة اليها من مرشحين مستبعدين لشمولهم بالاجتثاث والبالغة 170 طعنا. واشارت الى ان هيئة التمييز اوضحت أنها تستطيع ان تنجز جميع الملفات المطروحة امامها لغاية الخميس المقبل وهو الموعد النهائي الذي حددته مفوضية الانتخابات لها.

وقال السامرائي إن الهيئة التمييزية الخاصة بالنظر في الطعون المقدمة من قبل المشمولين بقرارات هيئة المساءلة والعدالة باشرت عملها فعلا. واضاف في مؤتمر صحافي ان الهيئة التمييزية كانت قد اشتكت من ان هيئة المساءلة والعدالة لم تقدم لها الوثائق المطلوبة وكان لها رأي بتأجيل النظر بالطعون بعد الانتخابات.

واوضح قائلا "ناقشنا الموضوع في اجتماع الرئاسات الاربع للجمهورية والحكومة والبرلمان والقضاء السبت ووصلنا الى قرار بضرورة حسم الموضوع قبل الانتخابات لان الوضع لا يسمح بالتأجيل فمن الخطورة ان يتم اختيار شخص من قبل الشعب ثم يجتث وتعطى اصواته الى مرشح اخر. واوضح ان الهيئة ابدت استعدادها لانجاز القضايا المطروحة لديها في 12 من الشهر الحالي موعد انطلاق الحملة الانتخابية. ونفى وجود اي نية لتأجيل الانتخابات المقررة في السابع من الشهر المقبل وقال "ليس هناك ما يلوح بالافق على تأجيل الانتخابات".

ومن جهته قال مصدر مسؤول في هيئة المساءلة ان الهيئة التمييزية قد ردت 27 طعنا تقدم بها مشمولون بقرارات الاجتثاث. وأضاف ان هيئة التمييز ستبت بـ 60 طعنا هذا اليوم الأحد على ان تبت ببقية الطعون البالغ وعددها 177 طعنا خلال اليومين المقبلين. واشار إلى ان اكثر من 300 مرشح ممن شملتهم قرارات هيئة المساءلة قد تم استبدالهم من قبل كياناتهم ما يعني عدم تمكنهم من تقديم طعونهم إلى الهيئة التمييزية.

وتوقع المصدر ان تنهي الهيئة التمييزية جميع الطعون في غضون اليومين المقبلين منوها بان هيئة المساءلة والعدالة زودت الهيئة التمييزية بوثائق وملفات المستبعدين الذين قدموا طعونهم إلى الهيئة التمييزية في وقت سابق. وقد تراجعت الهيئة التمييزية المكلفة بالنظر في الطعون المقدمة من قبل المرشحين المشمولين بقرارات هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث عن قراراها بتأجيل النظر بالطعون المقدمة إليها الى ما بعد الانتخابات المقررة في السابع من الشهر المقبل.

ووافقت الهيئة على طلب الرئاسات الثلاث القاضي بالنظر في الطعون المقدمة من قبل المشمولين بقرارات هيئة المساءلة والعدالة قبل موعد انطلاق الحملة الدعائية للمرشحين للانتخابات الجمعة المقبل. وباشرت الهيئة عملها اليوم فعلا بمراجعة اغلب الطعون التي تقدم بها المرشحون المشمولون بإجراءات المساءلة والعدالة.

وكانت الهيئة التمييزية التي تنظر بالطعون المقدمة من قبل المستبعدين من الانتخابات أعلنت الأربعاء الماضي إلغاء قرارات هيئة المساءلة والعدالة وسمحت للأشخاص والكيانات المستبعدة بالمشاركة في الانتخابات على أن يعاد النظر بالطعون بعد إجراء الانتخابات وقامت المفوضية العليا للانتخابات على أثر ذلك برفع طلب عاجل إلى المحكمة الاتحادية العليا لمعرفة مدى إلزامية المفوضية بقرار الهيئة التمييزية بشأن إلغاء قرارات هيئة المساءلة والعدالة وأكدت أنها لن تتخذ أي قرار بشأن قرار هيئة التمييز إلا بعد رد المحكمة الاتحادية.

دعوى ضد التمييزية لسماحها بتدخل السفارة الاميركية

ومن جانب اخر أعلن علي فيصل اللامي المديرالتنفيذي لهيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث أن الهيئة سترفع دعوى قضائية لدى المدعي العام لمصلحة القانون ضد الهيئة التمييزية لخروجها عن صلاحيتها المرسومة لها وفق القانون بحسب قوله.

واضاف اللامي في بيان صحفي له أن ضغوطاً مورست على هيئة التمييز وإن ممثل هيئة المساءلة القانوني شاهد بأم عينه ممثلين عن السفارة الأميركية داخل الهيئة التمييزية وهم يمارسون ضغوطاً عليها واصفا ذلك بالخرق الدستوري والقانوني. وأشار إلى أنه أبلغ الحكومة العراقية بذلك.. وقال "إن العجيب في الأمر أن السفارة الأميركية هي أول من أبلغ المستبعدين من الانتخابات البرلمانية بقرار الهيئة التمييزية ولم تبلغ المؤسسات المعنية بهذا الأمر ما يوضح مدى التدخل الأميركي. لكن السفير الاميركي في بغداد كريستوفر هيل شدد على ان السفارة غير معنية بهذا التدخل وتحترم السيادة العراقية وتؤكد معارضة عودة حزب البعث.

جاء ذلك خلال زيارة قام بها هيل الى زعيم الائتلاف العراقي رئيس المجلس الاعلى الاسلامي الذي اكد له ضرورة احترام السيادة العراقية ومؤسساتها وعدم السماح بالتدخل في شؤونها او عرقلة اداء دورها الوطني المستقل بعد الحديث عن تدخلات مرفوضة (للسفارة الاميركية) في ما يتعلق بعمل الهيئة التمييزية والقرار الذي أصدرته والمتعلق بقرار هيئة المسائلة والعدالة. واكد حصانة السيادة العراقية ووطنية القرار داخل المؤسسات والهيئات الدستورية العراقية كافة ورفض الحكيم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام الدستور وتطبيق القوانين التشريعية وتحصين التجربة السياسية داخلياً وإبقاء الحراك والفعل السياسي داخل بوتقة الارادة الوطنية العراقية كما نقل عنه بيان صحافي الى "ايلاف" عقب اجتماعه مع هيل الليلة الماضية.

وقد اجابه السفير خلال اجتماعهما الذي عقد الليلة الماضية بانه لا دخل للسفارة الاميركية بقرار هيئة التمييز الاخير مشيرا الى موقف إلادارة الاميركية الجاد بمعارضة عودة حزب البعث او التعاون مع البعثيين واحترام السيادة العراقية والوقوف على مسافة واحدة من جميع الاطراف العراقية واحترام الحلول الداخلية ودعم التجربة السياسية والانتخابية القادمة والارتقاء بعلاقات البلدين والاحترام المتبادل فيما بينهما.

وامس الاول اكد رئيس الوزراء نوري المالكي عدم السماح للسفير هيل بهذا التدخل وتجاوز مهامه الدبلوماسية. وشدد على وجوب الالتزام بتنفيذ قانون المساءلة والعدالة وفق السياقات القانونية وعدم تسييسه من جهات داخلية او اجنبية وضمان حيادية عمل الهيئة،محذرا من التراخي بتطبيق بنود القانون. وبشأن التدخلات الاجنبية قال المالكي "لا نسمح للسفير الاميركي كرستوفر هيل بتجاوز مهامه الدبلوماسية". واضاف انه اجرى اتصالات لضمان اجراء انتخابات شفافة ونزيهة ومنع تسلل القتلة من البعثيين الى السلطة التشريعية واختراقها.

وسببت ازمة استبعاد المرشحين للانتخابات التشريعية المقررة في السابع من الشهر المقبل بتأجيل الحملة الانتخابية خمسة ايام حتى الجمعة المقبل. واصدرت هيئة المساءلة والعدالة قرار استبعاد 517 مرشحا "كونهم مشمولين بقانون الهيئة باعتبارهم اعضاء في حزب البعث المنحل لكنها عادت ووافقت على قبول 59 منهم. واعقب ذلك صدور قرار من هيئة التمييز البرلمانية التي تضم 7 قضاة بالموافقة على مشاركة هؤلاء المرشحين في الانتخابات وتأجيل استكمال التحقيقات الى ما بعد اجرائها ما ادى الى اعتراض الحكومة العراقية الاسبوع الماضي على قرار هيئة التمييز الذي اعتبرته "غير شرعي ولا دستوري.

ومن جهته دعا زعيم القائمة العراقية الانتخابية رئيس الوزراء السابق اياد علاوي النواب بجميع أطرافهم وكتلهم وشخصياتهم الى "اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة العراق والتي من شأنها ضمان نزاهة الانتخابات واحترام الشعب وقراراته وتوفير الاجواء السليمة والصحيحة التي يتعين ان تسود قبل الانتخابات وأثنائها والتأكيد على توسيع فرص المصالحة الوطنية والمحبة والانفتاح والشمولية باستثناء الارهابيين ومرتكبي الجرائم بحق العراقيين في عهد نظام صدام الدكتاتوري وبعده ليمضي العراق في طريق الاستقرار والنمو والتقدم مساهماً فاعلاَ في استقرار منطقة الشرق الاوسط الكبير والمملوء بالتوترات والتحديات الواسعة وبهذا تتحسن علاقة العراق بكافة بلدان الجوار من دون تبعية وانما علاقة تقوم على تكافؤ وتوازن المصالح واحترام السيادة والخصوصية" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب اعلام العراقية الى "ايلاف" اليوم.

وعلى صعيد التنافس الانتخابي فقد تم اغتيال مرشحة عن القائمة العراقية هي سهى عبدالله جارالله في مدينة الموصل الشمالية واعتقال نائب على القائمة نفسها في محافظة ديالى شمال شرق العاصمة. كما تم اعتقال رئيس كتل الحوار الوطني بزعامة النائب صالح المطلك في مجلس محافظة ديالى ومرشحها للانتخابات نجم الحربي على يد القوات الأمنية الامر الذي اعتبرته الجبهة بأنه جزء من الضغوط التي تتعرض لها.

ومن جهتها قررت المفوضية العليا للانتخابات تحديد ثلاثة ايام لتصويت العراقيين المقيمين في الخارج هي الخامس والسادس والسابع من الشهر المقبل. وستجري الانتخابات في 16 دولة عربية واجنبية يقيم عراقيون على اراضيها حيث يحق لحوالى مليون ونصف المليون عراقي في الخارج المشاركة فيها. كما حددت المفوضية ساعات فتح وغلق محطات الاقتراع بعشر ساعات يوميا اعتباراً من الساعة الثامنة صباحا ولغاية السادسة مساء.

واشارت المفوضية الى انه سيتم فتح 1050 محطة تسجيل واقتراع تم توزيعها على الدول الست عشرة ومن ضمنها محطات الاحتياط كما تم وضع الخطط الكفيلة بانتشار تلك المحطات وحسب تواجد العراقيين في المناطق التي يسكنون فيها بكثافة عددية داعية عراقيي الخارج الى المشاركة الفاعلة في الانتخابات المقبلة باعتبارها حدثا تاريخيا سيسجل للعراقيين في تاريخهم المعاصر.

المالكي: البعث لن يعود للسلطة بالانقلاب او بالانتخابات

قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان العراق قد إستقر على أساس الإرادة شعبية ولا انقلاب من البعث ولا غير البعث وشدد على انه لا يمكن ان يصل البعث الى السلطة التشريعية وقال "لكننا نشخص ونميز ونشير الى من تبرأ من البعث ومن كان مجبرا على الإنتماء إليه ومن تحرر من قيوده واصبح يعمل من أجل العراق الجديد اما الذي ما زال مؤيدا للبعث ويمجد جرائمه فسيتصدى له الشعب بإرادته ووعيه".

جاء ذلك خلال استقبال المالكي في مكتبه الرسمي اليوم جمعا كبيرا من شيوخ عشائر ووجهاء مدينة الصدر مشيرا الى ان من أهم المتطلبات هي الإصلاح الإجتماعي والإصلاح السياسي،وان الاستقرار السياسي هو الاساس لجميع المتطلبات،لقد عانينا من الطائفية والتمييز العرقي والقومي "وعلينا العمل على تحقيق نظام سياسي عادل لان النظام العادل هو النظام الذي أوصت به كل الرسالات السماوية.

واضاف " لقد إستلمنا خرابا من النظام المباد،ولاحظتم عملية الذبح والقتل لشبابنا من قبل النظام وازلامه الذين إنتهكوا الحرمات وكرامة الإنسان،واستخدم الأسلحة الكيمياوية والمقابر الجماعية لدفن ابناء شعبه احياء ولاتوجد أي دولة تقوم بكل ذلك، هكذا يكون النظام السياسي نظاما فاسدا إذا إنتهج كل ذلك، وان عملية إصلاح النظام السياسي منها تبدأ المشكلة ومنها تنتهي المشكلة، وعلينا أن نحصل على نظام سياسي قائم على أساس الحريات ويتجه لاستغلال الأموال والثروات للخدمات وتلبية تطلعات المواطنين بدلا من أن يستغلها للحروب والمغامرات، وبطبيعة الحال الخدمات تعطلت لأن النظام السياسي كان فاسدا، وعطل كل شيء في العراق وأدّى إلى فقدان التضامن العربي بسبب غزوه للكويت، وأوصلنا إلى فقدان السيادة وجعلنا تحت طائلة الفصل السابع الذي ما زلنا نعاني منه بسبب هذا النظام".

وأضاف " لقد واجهنا قتل الانسان على هويته،وكانت التدخلات بالشؤون الداخلية والقاعدة والعصابات تعمل على مصادرة الحرية والديمقراطية، واثبتت التجربة أن احدا لم يستفد من الحرب الأهلية الطائفية، لذلك اليوم عندما نتحدث عن الخدمات لابد أن تكون لنا حكومة قوية ودولة قائمة على أساس المواطنة". وقال "بالهمة الوطنية قضينا على المعاناة وأمامنا الكثير لنعمل على تحقيقه،فقد سيطرنا على الطائفية ولن نسمح بعودتها مرة أخرى، وكان الأمن شعارنا منذ البداية لأن عليه تترتب عملية الإعمار والتنمية والخدمات، والعمل جار على ذلك والاجهزة الأمنية تواصل متابعتها لما تبقى من الإرهابيين".

واشار الى ان جميع شرائح المجتمع قد تعرضت إلى التهديد ومنهم القضاة والأطباء وأساتذة الجامعات لأنهم بذلك أرادوا أن يعطلوا كل شيء في الدولة، وقاموا بذلك من أجل أن يقولوا ان العملية السياسية فاشلة وقد ساعدتهم في ذلك إرادات خارجية، وتسمعون من يمجد بالماضي ويدعو اليه حتى من داخل مجلس النواب.

وتساءل قائلا" أية إنجازات قام بها النظام غير الحروب والمغامرات والمقابر الجماعية والأسلحة الكيمياوية،وبعد كل ذلك يريدون أن يتسللوا إلى مواقع المسؤولية،وكيف فقد العراق سيادته وكيف دخلت القوات الأجنبية،لقد زرع النظام العداوة في المجتمع، فقد وضع عداوات وأحقادا في العشيرة والعائلة الواحدة، وان حديثنا عن الجرائم السابقة طويل جدا وذكره ليس للتثقيف إنما للتوعية، فلا أحد في الدنيا يستطيع أن يعيد البعث مرة أخرى،وهذه الإرادة الجماهيرية الصلبة والتظاهرات، تؤكد ذلك وهي دليل على ان البلد استقر على أساس الإرادة شعبية ولا انقلاب من البعث ولا غير البعث".

وشدد على انه لا يمكن ان يصل البعث الى السلطة التشريعية وقال "ولكننا نشخص ونميز ونشير الى من تبرأ من البعث ومن كان مجبرا على الإنتماء إليه ومن تحرر من قيوده واصبح يعمل من أجل العراق الجديد، اما الذي ما زال مؤيدا للبعث ويمجد جرائمه فسيتصدى له الشعب بارادته ووعيه".

وعبر عن الاسف "لتعطيل قوانين كثيرة فيها خدمة للناس بخلفيات سياسية ومنها بناء(530) ألف وحدة سكنية، و(17) مليار دولار لقطاع الزراعة، وبناء(3800) مدرسة وغيرها من المشاريع في القطاعات الأخرى، ويجب أن يعلم الجميع أن السلطة أصبحت تداولية، رئيس الوزراء هو موجود اليوم وغدا يأتي غيره، ويجب أن لانجعل معاناة الناس وسيلة لتحقيق غاياتنا كما كان النظام المباد يفعل عندما جعل معاناة العراقيين وسيلة لتخليص نفسه ونظامه من الورطة التي كان بها، حتى ان هذا النظام كان يعطل الحياة بكل تفاصيلها ويقوم بقتل الأطفال لإظهار معاناة الشعب التي يريد منها إنقاذ نظامه وينال عطف المجتمع الدولي".

وتساءل : لماذا تم تعطيل (115)ألف فرصة عمل أي أن (115) ألف عائلة حرمت من ذلك، خشية أن تذكر الحكومة بأنها أنجزت وبهذا فإنها ستفوز بالإنتخابات.. إن السلطة زائلة والمهم خدمة الناس وليس إستخدام معاناتهم جسرا للوصول إلى السلطة، وإن هؤلاء الذين يعطلون المشاريع الخدمية لا يستحقون أن يكونوا في العملية السياسية لأنهم يعيدون سياسة النظام السابق الذي كان يتعمد زيادة معاناة الشعب ليستدر عطف العالم،وإن عملهم يمثل حالة شاذة وطارئة ومنهجا لايقل خطورة عن منهج البعث.

وحذر المالكي مما اسماه "الاعلام المضلل المدفوع باجندة خارجية ومن جهات معادية، قائلا: لاحظوا بعض وسائل الإعلام كيف تتحدث عن البعث، لقد تحول البعث إلى محرك لهذه الفضائية وتلك التي هي بعمقها بعثية،ليتحول الى اعلام موجه لتحقيق أهداف القاعدة والبعث، ولاحظتم كم كذبة كشفت لهذه الفضائيات وتلك،وكم حديثا ظهر أنه من صنع القاعدة والبعثيين، كما نجدهم يمجدون البعث ولايدينونه، ويؤسفنا ايضا ممارسة التضليل الاعلامي من الشركاء في العملية السياسية ايضا.