أخبار

مكتبة للأطفال في مستشفى الطفل المركزي في بغداد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بغداد:في خطوة هي الأولى نحو تنفيذ مشروع متكامل هدفه افتتاح مكتبة للطفل في كل مستشفى بأنحاء العراق، افتتحت في مستشفى الطفل المركزي في بغداد مكتبة للاطفال بهدف رفع مستوى الأطفال المرضى صحيًّا ونفسيًّا. يأتي افتتاح المستشفى ضمن برنامج "منحة الشريفة فاطمة لرعاية الأمومة والطفولة في العراق" أحد برامج الأكاديمية الملكية الدولية للعلوم ( RASIT ) برعاية الأميرة الدكتورة نسرين بنت الأمير محمد بن الملك فيصل الأول، اول ملوك الدولة العراقية التي تأسست العام 1921، وهي المدير التنفيذي للاكاديمية.

وبدأت احتفالية الافتتاح بحضور الطاقم الإداري والطبي للمستشفى وحشد من الإعلاميين والشخصيات العراقية بالنشيد الوطني العراقي وكلمة المسؤول الإعلامي بالمستشفى هدى ابراهيم سلمان، ثم تحدث مدير المستشفى الدكتور قاسم راهي عيسى عن مشروع المكتبة الذي يعد الأول من نوعه في العراق. وقال "إن مكتبة الشريفة فاطمة للطفل هي الخطوة الأولى للتعاون، وإننا في مستشفى الطفل لنعلن أن هذه الخطوة هي بداية لعلاقة دائمة ومستمرة مع الأكاديمية الملكية الدولية للعلوم لتنمية خدماتنا الصحية والرفع من مستواها لتواكب العالم المتقدم، ولتحسن من وضع الأطفال المرضى صحيًّا ونفسيًّا".

ثم قامت نوف الفلاحي بتقديم نبذة مختصرة عن الاكاديمية وأعمالها وبرامجها، ليلي ذلك تعريف عن منحة الشريفة فاطمة لرعاية الأمومة والطفولة بالعراق ومنحتها وتمويلها وأعمالها في العراق قدمها مدير المكتبة مصطفى الدباغ. واشار مسؤول برامج المتطوعين في المكتبة مصطفى اللامي الى ان مشروع المكتبة بدأ بأربعة متطوعين ليبلغ عددهم حاليا 25 متطوعا من اساتذة وأكاديميين وطلاب. ثم قدم عرضا لاهداف المكتبة التي تسعى الى "رسم بسمة على وجوه الأطفال وزرع روح الأمل في نفوسهم" وشرحا لما تقدمه للأطفال من برامج تعليمية تربوية وأثرها على الأطفال المرضى وذويهم خلال شهر من العمل. واختتم كلمته قائلاً "شعارنا صناعة الحياة والبسمة والأمل وهدفنا مكتبة في كل مستشفى لخدمة كل طفل في العراق".

ثم تقدم عبدالله أحد الأطفال المرضى بكلمة قائلا " لا أعرف أن أقول شيء بس أنا أحبكم ومع أني لا أذهب للمدرسة بانتظام لأني بالمستشفى ولكني استطعت أن أدخل امتحانات نصف العام الدراسي وأخذت علامات 10 على 10 في كل المواد لأن نوف ومصطفى ومصطفى وحيدر وخالة رغد قاموا بتدريسي المنهج في المكتبة".

بعد ذلك تقدم الدكتور طارق المسؤول عن ردهة أمراض الدم والسرطان في المستشفى بكلمة تثمين للأميرة نسرين الهاشمي والمتطوعين، وقال أن مشروع المكتبة كان أشبه بالحلم فلم يكن أحد يصدق أنه سيصبح حقيقة تسعد الأطفال وأهاليهم. ثم تحدث عن حال الأطفال بعد دخولهم المكتبة فقال "لقد أصبح الأطفال يقولون لنا صباح الخير وشكرا، ولم يعودوا يخشون العلاج ولا يخافون منا نحن الطاقم الطبي.. أصبح الأطفال يضحكون بدلا من أن يبكون وينتظرون موعد افتتاح المكتبة صباح كل يوم بفارغ الصبر، لدرجة ان كثير من الأطفال يتلقون علاجهم وهم في المكتبة.. واكد ان عددا من الأطفال ونتيجة مرضهم بالسرطان كانوا يتلقون علاج الاكتئاب، ولكن بعد تواجدهم بالمكتبة وقراءة ماتضمه تم إيقاف علاج الاكتئاب عنهم.

ثم تقدمت السيدة رغد (مدرسة متقاعدة وربة بيت) وكرم (أحد المتطوعين وطالب أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد) لابداء انطباعاتهما، فقالت رغد "من خلال عملي في المكتبة ومع المتطوعين رأيت العراق واحد، قلب واحد، يجمعه الحب ولا شيء يفرقه..". اما كرم فقال "ان العمل وجدية خدمة الأطفال وأهلهم جعلني أتطوع حيث منحت لي ولإخواني المتطوعين الفرصة لتقديم شيء لوطننا وأطفالنا".

وفي كلمتها قالت المدير التنفيذي للاكاديمية الأميرة نسرين الهاشمي متوجهة الى طاقم المستشفى ومكتبته والى المتطوعين "ما كان هذا المشروع ليكون حقيقة وواقعا لولا جهودكم الطيبة وحبكم لخدمة وطنكم وأهلكم، أنتم شباب العراق وأمله ومستقبله، أنتم العراق". واشارت الى الطفل عبدالله الذي أحضر كتبه التي كانت والدته قد اشترتها له وقال لها إنه يريد أن يتبرع بها الى المكتبة حتى يقرأها إخوانه المرضى معه فقامت بتقديم شهادة تقدير له. واضافت وهي تذرف دموعا قائلة "أمس الأول وأمس وقعت تفجيرات إرهابية استهدفت مدنيين أبرياء.. هناك من يصنع الموت لنا في العراق ونحن نقف لهم بأعمالنا وجهودنا لنصنع الحياة.. لقد ظن الإرهابيون أن ثقافة الموت ستسود على نفوس العراقيين ولكن نسوا أننا وبإيماننا وبأعمالنا وبشبابنا جعلنا ثقافة الحياة هي السائدة.. اليوم ومن كل الذي سبق من حديث أقول للشباب المتطوعين لقد نجحتم وأنا فخورة جدًّا بكم.. ولزملائي الأطباء العراقيين أقف لهم إجلالاً واحترامًا لكل الذي يقدمونه لخدمة المرضى والإنسان رغم كل الصعاب.. اليوم وكلمات شكركم لي وللعمل الذي أرعاه وأقدمه لخدمة أهلي وشعبي وأطفالي من خلال موقعي في الاكاديمية أقول لكم أنني تقلدت أعلى الأوسمة وأسماها، شكرا لكم.. وهذه المكتبة هي بداية تعاون لعمل مستمر لخدمة الإنسان".

يذكر ان مستشفى الطفل المركزي في بغداد هو المستشفى الرئيس للأطفال في العراق حيث يقدم الخدمات العلاجية لمختلف المحافظات. وقد تولدت فكرة مكتبة الشريفة فاطمة للطفل في المستشفى بعد أن قامت الأميرة الهاشمي وعدد من طلاب أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد بحملة تزيين غرف ردهات امراض الدم والسرطان والفشل الكلوي بالمستشفى حيث تمت ملاحظة الحالة النفسية المتردية للأطفال والخوف والبكاء الدائم وأيضًا حالة الاكتئاب التي تنتاب الأهالي وهم ينتظرون قطار الموت ليقف بمحطة أبنائهم. أيضا تمت ملاحظة أن كثير من الاطفال منقطعون عن التعليم نتيجة ظروف مرضهم فكانت فكرة المكتبة لتقدم التعليم والترفيه.

ومكتبة الشريفة فاطمة للطفل تقدم عددا من البرامج منها: تعليم القراءة والكتابة، تعليم المنهج الدراسي للمرحلة الابتدائية، تعليم اللغة الانجليزية، الرسم والأعمال اليدوية، تعليم السلوكيات والآداب الاجتماعية، قراءة القصة واستخلاص العبر والتجارب منها. وأيضا هناك برنامج "اسأل ونحن نجيب" للإجابة على أسئلة الأطفال وبرنامج آخر "ما هو حلمك" لتحقيق أحلام الأطفال قدر الامكان وبرنامج اكتشف العراق لتعريف الأطفال بالعراق ومدنه وتاريخه وآثاره وجمالياته.. ويوم مفتوح لهم مع مشاهير يحبونهم من لاعبي كرة القدم وفنانين وغيرهم.. بالإضافة لعروض مسرحية وموسيقية داخل المستشفى. وهناك أيضًا برنامج لرعاية أهالي الأطفال من الناحية النفسية والاجتماعية. جدير بالذكر أن أكثر من نصف الأطفال الذين يتلقون علاجهم بالمستشفى هم من الأيتام وذلك حسب ما أفاد به مدير المستشفى الدكتور قاسم راهي عيسى.

وتشكل هذه المبادرة أحد الجهود والانشطة التي تقوم بها الاكاديمية الملكية الدولية للعلوم ( RASIT ) لرعاية الاطفال في العراق حيث قامت المدير التنفيذي لها الأميرة نسرين الهاشمي بتوزيع 2500 حقيبة مدرسية على الأطفال من الأسر المتعففة والأيتام في بغداد ورعاية معرض "لوحتي" لفنون الأطفال التشكيلية، وتزيين ردهات وغرف مستشفى الطفل المركزي.

والجدير بالذكر أن آلاف الاطفال في العراق مصابون بأمراض السرطان والتشوهات الخلقية نتيجة الحروب التي فرضت عليهم، وليس هناك أي احصائيات دقيقة عن عدد هذه الحالات ولكنه وبحسب تقارير الأطباء المعالجين للأطفال في العراق فإن هناك نقص كبير في الأدوية والأجهزة الحديثة والطاقم الطبي والتمريضي التي ممكن ان تنقذ العديد من هؤلاء الأطفال.. هذا بالإضافة لعدد الاطفال الأيتام نتيجة الحروب والإرهاب فحسب وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية فان هناك 4.5 مليون طفل في البلاد فقدوا والديهم أو أحدهما منهم نصف مليون تركوا ليعيشوا في الشوارع حيث لا يقيم في دور الايتام الحكومية سوى 459 يتيمًا. وحسب تقارير منظمة اليونسيف فإن أطفال العراق يفتقرون لمعظم الخدمات الاساسية والصحية والتعليمية وتظهر عليهم العديد من الاعراض النفسية جراء اعمال العنف التي يشهدونها.

ويشار الى ان منحة الشريفة فاطمة لرعاية الامومة والطفولة في العراق أحد برامج الأكاديمية الملكية الدولية للعلوم (RASIT) وهي منظمة دولية غير حكومية تأسست عام 1968 وتعمل منذ العام 1969 في خدمة التعليم والانسانية تحت مظلة الأمم المتحدة ورئيسها المؤسس الأمير الدكتور محمد بن الملك فيصل الأول بن الشريف حسين الهاشمي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كلهم خير
ahmed -

هؤلاء هم ملوك وابناء واحفاد ملوك العراق كلهم خير وبركة تدرون ليش لاءنه عينهم مليانة وناس شايفة مو مثل الحرامية وولد الفقر اللي مايملي عيونهم حتى التراب وصدق من قال لاتخف من بطون شبعت ثم جاعت ولكن الخوف من بطون جاعت ولم تشبع

ابناء العراق
محمد علي -

تحية والف تحية الى من يصنع الحياة سمو الاميرة الدكتورة نسرين الهاشمي والشباب المتطوةعين هم العراق لا من يحكمه الان

Extremely Valuable
karl hardt -

To all at Elaph,I would like to thank you all for this Extremely Valuable article about a library for children at the hospital, this is a true innovation of which I will immediately recommend to the health board in my city. I work in the medical field in Germany have been studying the Arabic Language for 10 years because my wife is Iraqi and we both would like to thank you all for being true honorable.