أخبار

مانديلا الرمز الذي لا يمس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جوهانسبرغ: منذ 20 عاما خرج نلسون مانديلا من سجون النظام الابيض. واصبح اول رئيس وزراء اسود في جنوب افريقيا، وبطل مكافحة التمييز العنصري. وفي 1993 حاز جائزة نوبل للسلام.
تحمل زوجته الثالثة غراسا ماشيل نظرة واضحة عنه. ففي مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية قالت "انه مميز جدا"، غير انها استدركت ان زوجها الذي يعتبر "رمزا...ليس قديسا، فهو لديه نقاط ضعف".

لكن انتقاد مانديلا، المعروف ايضا باسم ماديبا، يعتبر من المحرمات لدى شعب يطلق عليه لقب "تاتا" او الجد.
ويغيب مانديلا الذي تجاوز الاعوام التسعين، عن الجمهور المتعطش لأي اطلالة له، لكن المؤسسة التي تحمل اسمه تنفي بشدة التكهنات حول تراجع صحته.

ويكاد تاريخ مانديلا في شبابه ان يختفي من الذاكرة الجماعية. اذ لا يذكر عنه اليوم سوى كونه رجل المصالحة الذي جنب جنوب افريقيا حربا اهلية كانت تهدد البلاد في التسعينات من القرن الماضي.
وبحسب اوبري ماتشيقي الباحث في مركز الدراسات السياسية فان "مانديلا تحول الى قديس عندما سجن في جزيرة روبن، رمز القمع والعزل"، كما ان الاعتدال والتسامح اللذين ابداهما بعد الافراج عنه ساهما في زيادة "نقاء" هذه الصورة.

ويقول الباحث ان افريقيا الجنوبية بحاجة الى الحفاظ على هذا الرمز في مجتمع يمزقه انعدام المساواة، بعد 16 عاما من الانتخابات التعددية في البلاد التي اوصلته الى السلطة.
ووفقا لماتشيقي فان ماديبا "يجسد القيم العالمية في الحرية والمصالحة"، والدليل على ذلك تكريمه من خلال عدد من الاعمال كان آخرها فيلم كلينت ايستوود "انفكتس".

وفي مدينة سويتو التي اقام فيها مانديلا قرب جوهانسبرغ، يبحث السياح عن القمصان والساعات وغيرها من المقتنيات التي تحمل صورته، رغم الجهود التي تبذلها مؤسسة مانديلا لتجنب الانزلاق الى نموذج تشي غيفارا.
ويتزاحم سياسيون ونجوم في مختلف مجالات الفنون الى الظهور في صور مع مانديلا، فيما تجرؤ اصوات قليلة على السباحة بعكس هذا التيار.

ومن هذه الاصوات رئيس ساحال العاج لوران غبابو الذي قال "عندما اسمع مقولة +اذا كان على البشرية ان تختار ابا، فهو مانديلا+ لا اوافق. نلسون مانديلا رجل سياسي وليس اسطورة."
كما ان البعض يعتبرون انه كان من الممكن ان يركز في ولايته الرئاسية على مكافحة الفقر والايدز، وهي من الامور التي اعترف بفشله فيها، وفقا للكاتب مارك غيفيسر.

وقال عنه فريديريك دو كليرك آخر رئيس في نظام الفصل العنصري، والذي خاض معه مفاوضات التحول الديموقراطي وشاركه جائزة نوبل للسلام 1993 "مانديلا لم يكن قديسا (...) كان في معظم الاوقات يبالغ في التعامل مع الامور، وكان ظالما احيانا"، الا انه لا ينكر ان مانديلا "واحد من اكبر الشخصيات السياسية في نهاية القرن العشرين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف