بعد شهر على الزلزال المدمر هايتي تضمد جراحها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بور او برانس:بعد شهر على الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي وادى الى مقتل 217 الف شخص، لا يزال الاف الاشخاص يفترشون الارض بانتظار مساعدات لا تصل ولا يعلمون متى ستؤمن لهم ابسط الخدمات.
وكان الزلزال الذي ضرب جزيرة هايتي الفقيرة في 12 كانون الثاني/يناير من اعنف الزلزال في تاريخ البشرية. وحصيلة الضحايا المرتفعة تذكر بالتسونامي الذي ادى في 2004 الى مقتل 220 الف شخص على ضفاف المحيط الهندي.
وادى الزلزال ايضًا الى سقوط 300 الف جريح بينهم الاف بترت اطرافهم، وقد اعقب اعاصير مدمرة ضربت هذا البلد في 2008.
ووقعت الهزة الارضية التي بلغت قوتها سبع درجات وحدد مركزها على بعد 15 كلم من العاصمة بور او برانس التي يقيم فيها مليونا شخص، كان اسوأ نتيجة تردد السلطات في التحرك بسرعة بعد ان تكبدت بنفسها خسائر فادحة.
وفي موازاة ذلك استغرقت عملية وصول المساعدات الانسانية حوالى ثلاثة اسابيع وما زالت في بعض الاحيان تتعطل كما حصل هذا الاسبوع عندما ادى توزيع قسائم غذائية مزورة الى تعليق توزيعها.
ونزل بعض سكان هايتي الى الشارع للاحتجاج على عدم توفر الاغذية والمساكن ويخشى كثيرون من تدهور الاوضاع مع حلول موسم الامطار في شهر ايار/مايو.
ويتحرك الرئيس رينيه بريفال بعيدًا من الاضواء وتدير حكومته الوضع من مقار موقتة بعد انهيار القصر الرئاسي ومباني الوزارات الرئيسة.
وتحولت الساحة المقابلة للقصر الرئاسي الى مخيم كبير لجأ اليه المشردون.
وكما يحصل في غالب الاحيان في البلد الكاريبي الصغير فقد تعرض ثبات شعب هايتي للاختبار مرة جديدة.
وقبل الزلزال كان 80% من سكان هايتي يعيشون تحت عتبة الفقر باقل من دولارين في اليوم. ولم تميز الهزة الارضية بين الفقراء والميسورين.
وقال ماكرسون لورسي وهو خبير في المعلوماتية في الـ31 من العمر دمر مكتبه "قبل الزلزال كنت اجني 250 دولارًا شهريًّا". واضاف "لدي طفل وشقيقتي وثلاثة اولاد ومع والدتي نعيش في باحة كنيسة. لا نملك خيمة واقف كالجميع في طوابير طويلة للحصول على الطعام".
وعلى غرار المخيمات العشوائية الاخرى، يثير المخيم المقابل للقصر الرئاسي قلقًا صحيًّا اذ يتكدس في الاف الاشخاص في ظروف غير صحية.
وتقدر الامم المتحدة ب1,2 مليون عدد الاشخاص الذين يعيشون في مخيمات من اصل عدد سكان اجمالي قدره تسعة ملايين.
واتهم بعضهم واشنطن بانها تأخرت في التحرك لمعالجة الازمة في حين اتهم بعضهم الاخر الولايات المتحدة التي ارسلت حوالى 20 الف جندي الى هايتي بأن وجودها كبير في هذا البلد.
لكن السلطات الهايتية بحاجة الى اي مساعدة تقدم لها. وبحسب خبير فإن الكارثة جعلت الجميع يدرك ان الحكومة عاجزة عن تأمين ابسط الخدمات لمواطنيها مثل المياه والكهرباء والامن.
وعلى الرغم من الدمار الكبير الذي لحق بهايتي، تبدو الحياة طبيعية في بعض الاحياء مع اقامة اسواق في الهواء الطلق تبيع كافة انواع المنتجات.