أخبار

لاجئو دارفور سيقاطعون الانتخابات السودانية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قرر أغلبلاجئي دارفورمقاطعة العملية الإنتخابيةبرمتها عن طريق رفض تسجيل اسمائهم كناخبين.

دارفور: نور الدين خليل في كوخ الشاي في مخيم أبو شوك للاجئين في دارفور ويهز كتفيه باستهانة قائلا "لماذا أدلى بصوتي... لا أحد يقول الحقيقة في هذه الانتخابات. كل شيء كذب." وتتردد ايماءات وهمهمات الموافقة من جانب أصدقائه المحيطين به فيما يمثل عينة صغيرة لما يقول سكان المخيم انهم الاف المشردين من أهالي دارفور الذين يقاطعون الانتخابات على الرغم من تقارير حكومية عن طوابير طويلة أمام مراكز تسجيل الناخبين.

ويستعد السودان لما قد تكون أول انتخابات رئاسية وتشريعية متعددة الاحزاب في نحو ربع قرن والمنتظر اجراؤها في أبريل نيسان المقبل. ووعد الرئيس السوداني عمر حسن البشر بأن يشمل الاقتراع جميع أرجاء البلاد بما فيها دارفور في محاولة يقول المحللون انها تهدف الى اضفاء الشرعية على حكمه في مواجهة اتهامات بجرائم حرب من جانب المحكمة الجنائية الدولية.

ويقول سكان مخيم أبو شوك -المسيسون بدرجة كبيرة والذين يقول الكثيرون منهم انهم فروا من هجمات ميليشيات تابعة للحكومة في وقت مبكر ربما في عام 2003- ان أغلبهم قرروا مقاطعة العملية برمتها عن طريق رفض تسجيل اسمائهم كناخبين. وقال الزعيم القبلي العمدة أدم خاطر وهو جالس في منزله المسقوف بأكياس المعونة الاميركية "الذين هاجمونا في قرانا هم من جاءوا لتسجيل اسمائنا للانتخابات." وأضاف "سأبقى في منزلي. لن يسجل احد اسمي."

ويقول العمدة حسن عبدالله احد أبرز الزعماء في المخيم المقام على مشارف الفشر عاصمة ولاية شمال دارفور ان أقل من أربعة الاف من سكان المخيم وعددهم نحو 50 الف سجلوا اسماءهم. وأضاف "الناس هنا لا يحبون الانتخابات. لم يجدوا من يرغبون في تأييده." ومازال أغلب سكان مخيم أبو شوك يدينون بالولاء على الاقل علنا لمؤسس جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد النور المقيم في باريس الذي هدد قادته بالتعامل مع مسؤولي الانتخابات باعتبارهم جنود الاعداء.

وتقول أحزاب المعارضة السودانية ان الذين يرفضون تسجيل اسمائهم من سكان المخيم ليسوا فقط من انصار النور. وقال فاروق أبو عيسى المتحث باسم تحالف جوبا وهو تحالف هش من احزاب تتكتل لتقديم مرشحين لمواجهة هيمنة حزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير ان هناك مندوبين من كل الحركات المسلحة من المناطق الثلاث وهي شمال وجنوب وغرب دارفور. وتابع أنهم يقولون انهم أبلغوا الجميع بعدم تسجيل اسمائهم.

وتفيد اللجنة الانتخابية في الفشر أن 691841 شخصا منهم 54139 لاجئا سجلوا اسماءهم في ولاية شمال درفور بكاملها وهو في الاجمالي ما يزيد على 65 بالمئة من المؤهلين للانتخاب. وأقر ابراهيم موسى رئيس اللجنة بأن عدد المتقدمين من مخيم ابو شوك وبعض المخيمات الاخرى قليل. وقال انه يعتقد ان بعضهم يتبع توجيهات زعماء محليين ولكنه أوضح انهم يتيحيون لهم الفرصة للتسجيل فهم سيبقون حتى الثامنة والنصف مساء في اليوم الاخير للتسجيل.

ويشككك سكان أبو شوك في البيانات الرسمية ويقول أحدهم ويعمل مدرسا وطلب عدم نشر اسمه "كل ذلك كذب. من سجلوا اسماءهم هم من دفعت لهم الحكومة ليدلوا بأصواتهم." وتنفي الحكومة السودانية باستمرار اتهامات بالتلاعب في الانتخابات. ويؤكد سكان اخرون مقاطعتهم للانتخابات لاسباب خاصة بهم وليس اتباعا لتوجيهات جيش تحرير السودان. وقال أحد السكان "لا يمكننا الادلاء بأصواتنا لاننا يجب أن نكون أحرارا لننتخب." وقال اخر فرصتنا هي اقرار السلام. وبعد ذلك يمكننا التفكير في الانتخابات." وقال ثالث "كيف اسجل اسمي هنا وبيتي هناك في الطويلة."

وأقر قلة منهم أنهم اتبعوا اخرين وقالت جميلة وهي أم لسبعة تعد الطوب اللبن على مشارف المخيم "لم نسجل اسماءنا لان الشيوخ لم يطلبوا منا ذلك." ولم يكن هناك سوى شاب واحد يحتمي من الشمس في خيمة الشاي بالمخيم مستعد للاقرار بانه سيشارك في الانتخابات. وقال الرجل الذي لم يذكر اسمه وكان يتحدث بالعربية "سجلت اسمي لان هذا هو النظام في بلدي. سأدلي بصوتي للبشير لان من نعرفه أفضل ممن لا نعرفه." وقال نور الدين خليل متحدثا بالانجيزية "لا تترجم ذلك لانه سيزعجه... الحكومة تدفع للناس ليسجلوا اسماءهم وأخشى ان يكون ذلك ما حدث مع صديقي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف