تضارب الأنباء حول تواجد بلاك واتر في باكستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إسلام أباد: من المتوقع أن تتسب الحرب على الإرهاب والتي رفعت الولايات المتحدة رايتها كرائدة في العالم وتبعتها الدول الحليفة لها، في جلب الكثير من المشاكل إلى العديد من المناطق في العالم.
ومن بين هذه المشاكل بروز الشركات الأمنية الخاصة كشريكة للقوات الأميركية في العراق وأفغانستان إضافة إلى باكستان. ولعل أشهر هذه الشركات هي شركة (بلاك واتر) التي نالت شهرة بسبب ممارساتها الغاشمة ضد المدنيين الأبرياء في العراق وثم حاولت تقديم الرشاوي إلى السلطات العراقية لتغطية أفاعيلها.
بدأ الحديث عن تواجد (بلاك واتر) في باكستان منذ أكثر من ستة أشهر. وكانت حوادث مواجهة الشرطة والأجهزة الأمنية أجانب مسلحين في العاصمة الباكستانية وبعض المدن الأخرى هي التي أثارت حفيظة الجميع - إلا الحكومة-. ومعظم هؤلاء المسلحين أطلق سراحهم فور إيقافهم أو إثر وصولهم إلى محطات الشرطة بتدخل من السفارة الأميركية في العاصمة الباكستانية - التي تسميها البعض البنتاغون الصغرى في باكستان-. وتبرر السفارة الأميركية للتدخل بأن المسلحين من موظفيها الدبلوماسيين.
وبعد أن أثارت وسائل الإعلام المقروءة ضجة في هذا الصدد خرج وزير الداخلية عبد الرحمن ملك ليرفض تواجد (بلاك واتر) في البلاد إطلاقا وأكد ذلك بحلفه بأنه "سيقدم الاستقالة من منصبه إذا ثبت تواجد هذه الشركة في باكستان"؛ لكنه عاد ليؤكد استئجار 264 منزلا من قبل الأميركيين في إسلام آباد مشيرا إلى أن السلطات تحقق حول هذا الأمر.
أهداف بلاك واتر:
وبعد الجدل الذي طال في الصحافة اتضح أن (بلاك واتر) تتواجد في باكستان ومختلف مدنها ومن أهم أهدافها مساعدة عملاء الـ سي آي أيه الأميركية وحمايتهم والعمل على المطارات التي تديرها الـ سي آي أيه لإدارة الغارات الجوية بالطائرات بدون الطيارين على المناطق القبلية الباكستانية أو أفغانستان.
وقد كشفت تقارير أميركية أن الـ سي آي أيه قد خولت إلى (بلاك واتر) مهمة اغتيال العالم النووي الباكستاني الدكتور عبد القدير خان أيضا؛ إلا أن الحكومة الأميركية لم توافق على تلك العملية. كما وأن عناصرها تعمل لحماية أعضاء السلك الدبلوماسي الأميركي في باكستان.
روبرت غيتس يعترف بتواجد بلاك واتر في باكستان:
من جهة أخرى أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس تواجد بلاك واتر في باكستان مشيرا إلى انها تعمل لحماية أعضاء السلك الدبلوماسي الأميركي. وعندها ثارت ثائرة الصحافة مرة أخرى؛ إلا أن وزير الداخلية نفى تواجد بلاك واتر مرة أخرى، مؤكدا أن "عناصر لشركة (داينو كور) يعملون في باكستان تحت اتفاقية أبرمت زمن مشرف ولا يمكن تسمية كل أجنبي بأنه من شركة بلاك واتر".
وللتعليق على هذا التضليل نشرت جريدة (ذي نيشن) الناطقة باللغة الإنجليزية رسما كاريكاتيريا يصور وزير الداخلية وروبرت غيتس. وقد كتب فوق غيتس "بل غيتس... غيتس.... بل غيتس ... " ووزير الداخلية يتحدث مع أحد في الهاتف قائلا: " سيدي إنه لا يعرف شيئا عن (بلاك واتر) لأن بل غيتس خبير في برامج الحاسوب". ولا يزال الشعب ينتظر استقالة وزير الداخلية بعد تصريحات غيتس؛ لكنه متشبث برفضه لتواجد بلاك واتر في باكستان رغم ذلك.
برلمان إقليم الحدود تثير موضوع بلاك واتر:
على صعيد آخر حدث جدل عن تواجد بلاك واتر في باكستان في المجلس الإقليمي لإقليم الحدود الشمالية الغربية الأسبوع الماضي مع رفضه للتصريحات الرسمية في هذا الصدد.
وقد تساءل النواب: إذا لم يعد لـ (بلاك واتر) وجودا في باكستان، فمن الأجانب الذين يتجولون في بيشاور حاملين الأسلحة؟ وإثر هذا الجدل وردت تقارير عن انتقال عناصر بلاك واتر من سكنها المعروف إلى أماكن سرية مخافة حدوث أي مكروه.
فضل الرحمن: في إسلام آباد 7000 شرطي و9000 عنصرا لـ بلاك واتر:
من جهة أخرى يؤكد حليف الحكومة رئيس لجنة شؤون كشمير في الجمعية الوطنية مولانا فضل الرحمن تواجد بلاك واتر في باكستان. وقد ذهب إلى درجة أن قال قبل ثلاثة أيام " هناك 7,000 شرطي في العاصمة الباكستانية و9,000 عنصر لشركة بلاك واتر". ويرى الخبراء أنه لا يستهان بتصريحات زعيم من حجم فضل الرحمن.
ساجد مير يخشى حدوث صراع بين بلاك واتر ونشطاء الأحزاب الدينية:
يوجه القادة السياسيون انتقادات لاذعة إلى الحكومة بسبب موقفها الضعيف إزاء (بلاك واتر) ومحاولاتها العلنية لغمض عينيها عنها. ولعل تصريحات عضو مجلس الشيوخ البروفيسور ساجد مير هي أوضح ما أشارت إلى تداعيات تواجد بلاك واتر في البلاد، إذ قال " هناك مخاوف من حدوث صراع بين نشطاء الأحزاب الدينية وعناصر بلاك واتر، إذا لم تقم الحكومة بإلجام بلاك واتر".
إلى ذلك وتخشى الصحافة أن بلاك واتر تتجسس على المنشآت الهامة في باكستان إضافة إلى قيامها بالعمليات التخريبية في البلاد لزعزعة استقرارها وحث الحكومة الباكستانية على مواصلة العمليات العسكرية ضد المسلحين في مختلف أنحاء البلاد مبررة بتلك العمليات. وتحدث هذه الأيام عمليات كثيرة في البلاد لا تتبنى المجموعات الباكستانية المسؤولية عنها، رغم أنها متسرعة في تبني العمليات الإرهابية.
ومن هذا المنطلق لن يكون مستغربا إذا حدثت أي عمليات ضد " المسلحين الأجانب" في باكستان. والهجوم على قافلة عسكرية في منطقة دير السفلى كان أول هجوم يسفر عن مقتل ثلاثة أميركيين على التراب الباكستاني وإصابة اثنين منهم بجروح. وقد اكدت الحكومة أنهم كانوا ضمن المدربين العسكريين الأميركيين، في حين يرى الكثير أنهم إما كانوا من بلاك واتر أو عملاء الـ سي آي أيه.
والأيام القادمة ستكشف هل ستضطر الحكومة الباكستانية إلى ترحيل (بلاك واتر)، أم تنتظر الضغوط الشديدة من قبل المعارضة لذلك كما فعلت في الماضي حول كل أمر هام.