إيران: تبادل اليورانيوم أمر تجاري والعقوبة لا تخيفنا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: اعتبر السفير الإيراني لدى باريس سيد مهدي ميرا بوطالبي أن تبادل اليورانيوم مع الغرب "مسألة تجارية بحتة" وقال إن العقوبات الجديدة التي قد تفرض على بلاده لا تختلف عن السابقة، و"لا تخيفنا"، وفق تعبيره.
وأكد الدبلوماسي الإيراني في حديث لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن بلاده عازمة على مواصلة إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، وقال "هناك حاجة ماسة للوقود النووي ويجب أن نلبيها أيا كانت الطريقة سواء عبر إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب أو شراء الوقود النووي، ومن الطبيعي أن نواصل الإنتاج"، وذكر أن مفاعل طهران لا يمكن أن يستمر بالعمل بعد ستة أشهر من الآن بسبب نقص الوقود النووي، وتابع "ليس لدينا وقت نضيعه وهذه ليست قضية نووية إنما مسألة تجارية بحتة ولماذا علينا أن ننتظر"، وفق تعبيره.
وقال إن "العقوبات لا تخيفنا، فنحن نخضع لحظر وعقوبات منذ 30 سنة، وما الذي سيختلف هذه المرة، ونحن لا نبحث عن المواجهة ولكن هذا لا يعني أننا سنقبل الضغوط"، ورأى أن "شراء الوقود مسألة تجارية بحتة والغرب يقوم بتحويلها إلى قضية نووية"، وذكر بأن مفاعل طهران للأبحاث ينتج نظائر طبية لمئة وخمسين ألف مريض بالسرطان، وقال "من المستحيل أن نلعب بكل شيء ولهذا قررنا أن نقوم بما يلزم حتى لا يتوقف مفاعل طهران عن العمل"، على حد قوله
وصرح بوطالبي ردا على سؤال عن تبادل التهديدات الإسرائيلية ـ السورية بشن حرب "اطرح السؤال عليكم هذا النظام (إسرائيل) ينتهك دائما القوانين الدولية ويحتل أراضي الآخرين ويقوم بتهديدات يومية فما الذي فعله الغرب لإدانة هذا النظام رغم أن الغرب يقول إنه يحمل راية القانون الدولي"، وفق تعبيره.
وذكر الدبلوماسي الإيراني أنه كان في الولايات المتحدة لدى قيام الثورة الإسلامية وشارك في تحركات الطلاب ضد نظام الشاه، معتبراً أن أفضل ما حققته الثورة هو "الاستقلال"، ونفى أن يكون هناك "قمع" في إيران ضد المعارضة، وقال "لا يوجد قمع، فإيران مهد الديمقراطية"، وأشار إلى المظاهرات التي خرجت في ذكرى الثورة الإيرانية ونوه بأن ثمانين في المئة من الإيرانيين شاركوا في الانتخابات الإيرانية، وتساءل "أية حكومة في العالم جاءت بانتخابات شارك فيها 80% من الناخبين"، وذكر بأن إيران موجودة في منطقة حيث "تقوم أنظمة لا تعرف ما هي الانتخابات"، متسائلا "لماذا الإعلام يغض النظر عن كل هذا؟"، وفق تعبيره.
وأعلن بوطالبي أن بلاده مستعدة لمبادلة اليورانيوم ضعيف التخصيب مع فرنسا "فورا" مقابل تزويدها بوقود نووي عالي التخصيب. وقال "إذا رغبت فرنسا، ووافقت على تزويدنا بوقود نووي مخصب بنسبة عشرين في المائة لتشغيل مفاعل طهران للأبحاث مقابل اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5% سنوافق فوراً"، واعتبر أن الأمر يتعلق بإرادة فرنسا، وتساءل "هل يريد الفرنسيون في نهاية المطاف أن يخرجوا من اللعبة التي أطلقها الأميركيون أم لا؟"، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بعلاقات طهران مع العواصم الأوروبية وخاصة إيطاليا وفرنسا، قال بوطالبي "شخصيا اعتقد أنها لعبة أطلقها الأميركيون وكانت لها ارتدادات، فالولايات الولايات المتحدة لا تريد أن تتحسن علاقات أوروبا مع إيران، والقرار الآن بيد الأوروبيين فهل يريدون الوقوع في الفخ الأميركيين أم إقامة علاقات ممتازة مع إيران كدول مستقلة بناء على مصالحهم الخاصة"، على حد قوله.
ورأى الدبلوماسي الإيراني أن "الأزمة المالية العالمية" يجب أن تحث الدول الأوروبية على التعاون مع إيران، وصرح "نظرا الأزمة المالية العالمية التي أطلقها الأميركيون في العالم، وطالت أوروبا، بإمكان الدول الأوروبية أن تجد فرصة كبيرة للتعاون مع إيران والابتعاد عن الخط الأميركي"، مضيفا "هذا التعاون قد يمثل جزءا من حل المشاكل المالية لأوروبا"، وفق تعبيره.