القاعدة في اليمن .. تهديد داخلي دائم وتهويل عالمي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
زعيم القاعدة فيما يسمى بـ "القاعدة في جزيرة العرب" سعيد الشهري
إستطلعت إيلاف آراء عدد من المحللين والخبراء حول نيّة تنظيم القاعدة محاولة الوصول إلى باب المندب المضيق المهم الذي يربط البحر العربي بالأحمر في مدينة عدن، في محاولة لقراءة الواقع وحيثياته.
صنعاء: تظهر التحركات الدولية الأخيرة أن اليمن بات وكأنه اشبه بموطن فريد ووحيد لتنظيم القاعدة في العالم. بصورة عاجلة تداعت الدول الكبرى إلى لندن لتعقد مؤتمرًا لليمن والقاعدة إلى جانب مؤتمر لأفغانستان وهي مقارنة صعبة، على الأقل في رأي سياسيين أميركيين أبرزهم باربرا بودين السفيرة السابقة في اليمن والحاكمة المدنية للعراق إبان سقوط نظام صدام حسين.
بودين قالت في تقرير لها قدمته إلى مجلس الشيوخ إن اليمن له خصوصية مختلفة ولايمكن مقارنته بالصومال أو أفغانستان أو العراق، وإن الدعم الذي يجب تقديمه لليمن حاليًا أقل مما ستحتاج إليه في حال فشلها.
حاليًا تنام خلايا القاعدة كما تقول الجهات الأمنية وخبراء ومحللين في مناطق نائية في اليمن أغلبها مناطق الشرق والجنوب الشرقي وكذلك بالقرب من العاصمة صنعاء وهي الأماكن التي استهدفت بضربات جوية من قبل الجيش اليمني أواخر العام المنصرم.
وأظهر تسجيل صوتي لنائب زعيم القاعدة فيما يسمى بـ "القاعدة في جزيرة العرب" سعيد الشهري يتحدث فيه عن النية المبيتة من التنظيم لمحاولة الوصول إلى باب المندب، المضيق المهم الذي يربط البحر العربي بالأحمر في مدينة عدن.
بالقرب من هذا المضيق كانت القاعدة قد تمكنت من ضرب المدمرة الأميركية "يو إس إس كول" في تشرين الأول/أكتوبر عام 2000، وهي إحدى أهم الضربات الموجعة للولايات المتحدة التي احدثت اضرارا بالغة بالمدمرة وقتل فيها 17 بحارًا اميركًا.
للوقوف على مستجدات مايحدث من قبل تنظيم القاعدة والمحور الجديد في خطاب القيادي القاعدي الشهري يتحدث عدد من المحللين والخبراء لـ إيلاف حول هذا الملف في محاولة لقراءة الواقع وحيثياته.
الإعلام والقبيلة في خدمة القاعدة
يقول عبدالإله حيدر، الخبير في شؤون التنظيم والجماعات الجهادية لـ"إيلاف" إن الإعلام الغربي خدم القاعدة كثيرًا من وقدم لها الدعاية التي كانت تحتاجها وجعل من التنظيم محل اهتمام عناصره الذين توافدوا إليه من كل مكان في العالم.
ويرى حيدر أن الدعاية أظهرت وكأن النظام اليمني ضعيف وهش ولا يسيطر على البلاد، وهو الأمر الذي جعل من القاعدة كتنظيم قوي يتخذ من اليمن ملاذًا آمنًا، فأصبح من يريد أن يهاجر وفي نيته الجهاد -مثل عمر الفاروق- يذهبون إلى اليمن.
ويربط الباحث حيدر بين أيديولوجيا التنظيم وأفكار كثير من علماء الدين وعموم الشعب في اليمن خصوصا القبائل، معتبرًا أن التنظيم كخلية قليل جدًا ويعد بالعشرات، لكنهم منتشرون في مناطق مختلفة باليمن، وقوتهم تكمن في الشعبية القبلية التي تحتضنهم.
ويرى أن القاعدة بالتأكيد لديها منهج استنزافي للولايات المتحدة "فالبيان الذي صدر في مارس/آذار العام 2004 بتبني القاعدة لهجمات مدريد في إسبانيا قال بالنص: "لقد فتحنا مستنقعًا نستنزف فيه أميركا والغرب في أفغانستان، ثم فتحنا مستنقعًا بالعراق، وسيكون المستنقع الثالث هو اليمن"، وهو الأمر الذي يعطي براهين على أن القاعدة في اليمن جاهزة لخوض معركة استنزاف لأميركا هناك.
ويرى أن القبائل تؤدي لعبة مزدوجة؛ فهي من ناحية تأخذ الأموال من الحكومة، وتذهب لتناصر القاعدة، وقد فعلت هذا في العملية الفاشلة لاغتيال محمد بن نايف وزير الداخلية السعودي؛ فقد تمكنت القاعدة من تجنيد بعض العناصر القبلية التي كانت مرتبطة بالأمير محمد بن نايف، ونجحوا في أن يصل عبد الله عسيري الذي كان يحمل القنبلة إلى الوزير السعودي؛ وذلك عن طريق أحد شيوخ القبائل.
باب المندب ونشر الذعر ...
الحديث عن باب المندب كان هو الجديد في سلسلة تخطيطات القاعدة، إذ يعتبر الدكتور سمير العبدلي، المحلل السياسي ونائب رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني، ان الحديث الذي أطلقة نائب زعيم القاعدة في جزيرة العرب واليمن سعيد الشهري حول وقف الملاحة في البحر الأحمر الغرض منه هو نشر الذعر والضغط على الدول الكبرى وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، بان تنظيم القاعدة قادر على ضرب مصالحهم في تلك المناطق كرد فعل على أي عمل مستقبلي ستقدم عليه هذه الدول بعد مؤتمر لندن الذي عقد في 27 كانون الثاني/يناير من هذا العام".
وتابع أن "الدعوة إلى قدرة سيطرة تنظيم القاعدة على البحر الأحمر وإغلاقه هي رؤية مبالغ فيها بكل الأحوال فلم تستطع ثمانية دول عربية مطلة على البحر الأحمر أن تفرض إرادتها إلا مرة واحدة أثناء حرب أكتوبر المصرية الإسرائيلية في ظل الحرب الباردة ومنذ ذلك الحين وإسرائيل تحاول عقد تحالفات دولية وإقليمية ومع الدول الإفريقية المطلة على المضائق والممرات للحصول على القواعد والإبقاء على البحر الأحمر بحرًا مفتوحًا ومؤمنًا لملاحتها".
ولفت إلى أنه "ومع تزايد قوة تنظيم القاعدة في الصومال واليمن في الفترة الأخيرة ازداد الخوف الإسرائيلي وبالتبعية حلفائها التقليديين الولايات المتحدة الأميركية والغرب ورغبتهم في أهمية التأمين والسيطرة واحتمال احتلال المواقع الإستراتيجية الهامة المطلة على مداخل البحر الأحمر وممراته لتأمين مصالحهم الإستراتيجية من النفط والغاز والتجارة والنقل البحري العالمي".
لعبة توازن وفرض وصاية
ورأى العبدلي خلال حديثه لـ إيلاف أن "البحر الأحمر ومضائقه وجزره وممراته الإستراتيجية قد دخل في لعبة توازن القوى وشد الحبال بين الأطراف المتصارعة، الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل من جانب، وتنظيم القاعدة من جانب آخر، وان كنت اشكك في قدرة التنظيم على السيطرة التامة على البحر الأحمر إلا إنني اعتقد انه ناقوس خطر على قدرة التنظيم وتخطيطه في المرحلة المقبلة على توجيه ضربات متفرقة وموجعة للمصالح الغربية العابرة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن وللقواعد الإسرائيلية المتواجدة في إريتريا على غرار ماحدث للمدمرة الاميركية كول والمدمرة الفرنسية لمبريدج".
يعتقد الدكتور سمير العبدلي إن "هذا التهديد من تنظيم القاعدة يوفر غطاء جيدًا للولايات المتحدة الاميركية وللدول الغربية المنتشرة أساطيلها في البحر الأحمر ومضائقه للتأكيد على عدم قدرة الدول العربية المطلة عليه لحماية طرق التجارة الدولية الهامة وبالتالي تستكمل الدول الكبرى إصدار قرارات مجلس الأمن الدولي بفرض الحماية والوصاية المغلفة بالشرعية الدولية لصالح هذه الدول مما يضعف حقوق السيادة للدول العربية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب والجزر المتحكمة في مداخله".
شيفرة لهجمات جديدة
أما الكاتب السياسي الدكتور عبدالله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء يقول لـ إيلاف إن "أي تهديد لتنظيم إرهابي مثل القاعدة ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد لأن الحديث عن السيطرة على باب المندب قد يكون عبارة عن شيفرة للقيام بهجمات بحرية ضد أهداف تمر بالمضيق أو بالبحر الأحمر أو بمناطق أخرى في العالم".
ويستبعد الدكتور الفقيه إمكانية السيطرة الفعلية للقاعدة على باب المندب "لأن المشكلة التي تواجهها الدول مع القاعدة ليس في قوتها ولكن في التكتيكات التي تلجأ إليها ونقطة قوة القاعدة تكمن في أنها لا تمتلك عنوانًا محدّدًا".
وينوه إلى أن "أي سيطرة من قبل القاعدة على مكان محدد وبشكل واضح يمثل انتحارًا للعناصر التابعة لها وخصوصًا إذا كان ذلك المكان مكشوفًا مثل باب المندب، وما تستطيع القاعدة فعله هو فقط القيام بهجمات على أهداف بحرية قد تؤدي إلى إرباك التجارة العالمية التي تمر بالمضيق.
وإذا لم يكن هدف القاعدة هو توصيل رسالة لإتباعها للقيام بهجمات -كما يقول الدكتور الفقيه- فان الحديث عن السيطرة على باب المندب يمثل أسلوبًا من أساليب دغدغة عواطف البسطاء وخلق هدف مستقبلي يمكن أن يكسب القاعدة تعاطفا شعبيا، واعتبر الفقيه إن "حديث القاعدة عن السيطرة على باب المندب يمثل تحريضا ضد اليمن وضد القاعدة وهذا أمر في غاية الغرابة".
التعليقات
لعبة
عارف راشد -القاعدة هي مجرد ألعوبة في جميع الدول وفي جميع الأنظمة.. لتحقيق أشياء مؤقته
اليمن
نورا -اليمن بين سلطة فاسدة وحرب مع الحوثين والحراك الجنوبي والقاعدة .. الله يعين الشعب .