كلينتون تسعى الى استمالة الطلاب الجامعيين في قطر

تحاورت وزيرة الخارجية الاميركية مع طلاب جامعيين الا انها لم تنجح في اقناعهم بصوابية سياسة بلادها ازاء ايران.

الدوحة: في محاولة لاستمالة الراي العام العربي في منطقة الخليج، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين بينما كانت ترتدي ثيابا زرقاء وتعلو محياها ابتسامة عريضة "انه لشرف لي ان التقي الطلاب"، وذلك خلال ندوة حوارية لمدة ساعة نظمتها قناة الجزيرة واتيح خلالها للطلاب توجيه اسئلتهم الى الوزيرة الاميركية.

الا ان الاسئلة التي طرحها منشط الندوة والطلاب على حد سواء، اظهرت الكم الكبير من الحذر ازاء الولايات المتحدة ان على صعيد سياستها بالنسبة للملف النووي الايراني او على مستوى الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

وسأل طالب الوزيرة الاميركية "هل تنوي الولايات المتحدة ضرب ايران، وهل سيتم ذلك قبل او بعد الانسحاب من العراق؟".

وردا على هذا السؤال، حرصت كلينتون على التاكيد بان واشنطن ما زالت تسعى للوصول الى حل دبلوماسي للازمة النووية الايرانية الا ان "المجتمع الدولي لن يبقى مكتوف الايدي بينما تتابع ايران برنامجها النووي".

واضاف "بما اننا هنا، في هذا الحرم الجامعي الرائع، لا بد انكم تتخيلون ماذا يعني ان يكون المرء شابا في ايران هذه الايام" مشيرة الى قمع السلطات الايرانية للمعارضين.

وتمت الندوة الحوارية في مبنى حديث يضم الفرع القطري لجامعة كارنيغي ميلون الاميركي، ضمن "المدينة الجامعية" التي اسستها زوجة امير قطر الشيخة موزة بنت ناصر المنسد.

وقد التقت كلينتون مع الشيخة موزة بعد الندوة.

من جهته، سأل شاب يلبس الثوب الخليجي الابيض التقليدي "لما ترفضون لايران الحق بان تصبح قوة نووية بينما تسمحون بذلك لحلفائكم بما في ذلك اسرائيل؟".

وردت كلينتون بالتاكيد على ان قلق الدول الخليجية اكبر من قلق واشنطن في ما يتعلق بالنوايا النووية الايرانية مؤكدة ان هذه الدول "لا تريد ان تعيش في منطقة تشعر فيها انها مهددة".

وتتالت الاسئلة التي طرحها الطلاب، وبينهم عدد من الفتيات المحجبات، خصوصا حول تعثر عملية السلام في الشرق الاوسط وتردي الاوضاع الانسانية في غزة وحول "التمييز" الذي يتعرض له المسلمون.

وقالت كلينتون "بالاستناد الى رؤية الرئيس اوباما، نريد ان نتخطى الصور النمطية ونعترف بالتعددية في العالم الاسلامي" مجددة التزام بلادها ب"بداية جديدة" مع العالم الاسلامي.

وكانت وزيرة الخارجية اكدت الاحد على هذا الالتزام خلال منتدى الولايات المتحدة والعالم الاسلامي في الدوحة، والذي تخللته ايضا اسئلة من المشاركين.

ومنذ توليها منصبها، حرصت كلينتون على اجراء لقاءات مع ممثلي المجتمع المدني والطلاب في الدول التي تزورها.

الا ان الطلاب الذين يشكل الاجانب نصفهم تقريبا، بدوا غير مقتنعين بخطاب كلينتون في نهاية الندوة.

وقالت القطرية فاطمة احمد (21 عاما) "هي تقول ان الدول المجاورة لايران تشعر بالتهديد الا انني اعتقد ان الولايات المتحدة هي من تشعر بالتهديد وتريد ان تجرنا الى نزاع".

اما مواطنتها ساره السعيد (20 عاما) التي كانت تلبس العباءة السوداء التقليدية، فقالت ان "ايران حرة بالحصول على السلاح النووي. لماذا يحق للولايات المتحدة ان تمنع ايران من ذلك؟".

الا ان كلينتون تمكنت من اقناع احد الطلاب.

وقال المصري جوزف كوسندي (18 عاما) "لقد اقنعتني. قبل ان اشارك في هذا اللقاء كنت ضد السياسة الاميركية ازاء ايران ولكن الآن افهم موقفهم واؤيده".