سياسيون يشكون نقص التعددية في باريس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يعمل عدد من أعضاء المجلس الأعلى الفرنسي من أجل التعددية والتنوع في السياسة الفرنسية الذين اشتطوا من نقصها .
باريس: يتمتع أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي (المجلس الاعلى في الجمعية الوطنية) بأعلى درجات السلطة السياسية في فرنسا. ووفقا للتقاليد العريقة يقوم مجلس الشيوخ بمراجعة القوانين بعد اقرارها من جانب مجلس النواب وتعديلها واعادتها احيانا لتغييرها. ويعرف مجلس الشيوخ بأنه بيت الحكمة وأعضاؤه ساسة يقضون اغلب وقتهم على جبهات المعارك السياسية ويحظون عادة باحترام واسع النطاق. لكنه لا يزال معقل البيض ويسيطر عليه الرجال واغلبهم من الطبقة المتوسطة. بيد ان امرأتين تعملان داخله من اجل التعددية والتنوع.
الاولى هي حليمة بومدين ثيري الناشطة المخضرمة من اصل جزائري. وتقول النائبة عن حزب الخضر ان النخبة السياسية تتشدق فحسب بالاعتماد على المواهب من خارج التيار الرئيسي. وتضيف ان كثيرا جدا ما تساند الاحزاب مرشحين متنوعي الاعراق لكن تضعهم في ذيل القوائم لجعلهم لا يحظون بالقبول. وتجرى الانتخابات المختلفة في فرنسا بنظام التمثيل النسبي حيث يعتمد الفوز بالمقاعد على حصة من التصويت الوطني. واضافت انه في الانتخابات العامة حيث يوجد نظام الاغلبية المطلقة يسجل المرشحون في دوائر يستحيل فوزهم فيها.
وقالت بومدين "السؤال الكبير في الوقت الحالي يتعلق بالشجاعة السياسية. فالساسة والاحزاب لو أرادوا حقا تطبيق ما ينادون به لاختاروا مرشحين من أصول مهاجرة للترشح ووضعوهم في ترتيب (على القوائم الانتخابية) يمكنهم من ان ينتخبوا أو للترشح في الانتخابات العامة. وللاسف فان الاغلبية تترشح في ترتيب لا يتيح لهم فرصة الفوز..وهم يستخدمون كنوع ما من..حسنا كما تعرف. لدينا عدد كبير (من المرشحين) من اصول مهاجرة. لكن في الواقع لا توجد شجاعة سياسية."
وحين لا تحضر المحامية السابقة مناقشات في مجلس الشيوخ تجوب شوارع ضاحيتها الباريسية ارجنتي. وتقول ان من المهم بالنسبة لها ان تتواصل مع الناس ومع الحقائق والتحديات التي تواجه الاشخاص العاديين. وقالت وهي في طريقها الى اجتماع لمجلس الاباء في حضانة محلية "المهم ان تكون قريبا من السكان..الى جانب الاباء في المدرسة وتقف بجانب المستأجرين. ان تخوض المعارك معهم." وحتى في عطلات نهاية الاسبوع يمكن رصد بومدين ثيري في مظاهرات مثل التي نظمت في السادس من فبراير شباط دعما للقضية الفلسطينية.
وعلى الجانب الاخر فان السناتور باريزا خيري اكثر تمدنا وهدوءا ورقيا من نظيرتها عن حزب الخضر حيث تشبه بدرجة اكبر النخبة السياسية التي تحكم فرنسا. وشغلت الاشتراكية والموجهة المدرسية السابقة خلال حياتها السياسية التي تجاوزت 25 عاما عدة مناصب حزبية لينتهي بها المطاف في مجلس الشيوخ. وهي ايضا تشعر ان السياسات الفرنسية لا تتسم بالتنوع الكافي. لكنها تقول ايضا ان الامور تتغير وان الاحزاب السياسية بذلت جهدا لدعم اشخاص من خلفيات عرقية متنوعة.
وقالت "استقبلت استقبالا حارا من اعضاء مجلس الشيوخ الاخرين. لماذا.. لانني لست امرأة من المهاجرين العرب والمسلمين تؤخذ كرمز (سياسي). صعدت بين صفوف الحزب الاشتراكي شأني شأن كل من يجلس في هذه القاعة. لقد كنت أمينة فرع..فأمينة اتحادية..فأمنية عامة للحزب وعملي البرلماني تجاوز 25 عاما. لذلك لا يوجد اختلاف مع الاخرين." واتت خيري المولودة في الجزائر الى فرنسا في سن صغيرة. ولا تعرف عن العربية سوى اساسياتها التي مكنها فحسب من القول انها لا تتحدثها بطلاقة. لكنها تحتفظ بعلاقات وثيقة مع اسرتها في الجزائر.
وتتغير فرنسا التي يوجد بها اكبر جالية مسلمة في اوروبا قوامها نحو خمسة ملايين ببطء. فقد عين الرئيس نيكولا ساركوزي عددا من الوزراء السود او من شمال افريقيا في حكومته في تحرك جرئ يهدف الى الترويج لصورة اكثر حداثة لفرنسا لا تقوم على البيض والذكور. وفي حين تسلم كلتا العضوتين في مجلس الشيوخ بالاشارة التي حاول ساركوزي ان يبعث بها فانهما تقضيان وقتا طويلا في محاربة كثير من سياسات حكومته ليمين الوسط التي تعتبرانها تمييزية. لكن وفي الوقت الذي احرز فيه بعض التقدم فلا يزال هناك طريق طويل امام التنوع في مجلس الشيوخ. فمن بين 343 سناتورا لا يوجد سوى ثلاثة من اصول شمال افريقية.