البحرية الاميركية تواجه مقاومة في افغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قال مسؤولون اميركيون ان قوات مشاة البحرية التي تقود واحدا من أكبر الهجمات التي يشنها حلف شمال الاطلسي ضد حركة طالبان في الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات تواجه مقاومة شرسة من اطلاق النار المكثف ورصاص القناصة والقنابل المزروعة على الطرق.
مرجة: حاولت وحدات من مشاة البحرية مرتين منذ يوم الاحد الوصول الى منطقة أسواق في مرجه اخر معقل للمتشددين في هلمند اشد اقاليم البلاد عنفا لكنها تراجعت. ولدى تعرض هذه الوحدات للنيران الغزيرة وهجمات القناصة حيث استمرت أحدى الهجمات لاكثر من ساعة اضطرت لاستدعاء طائرات هارير وطائرات هليكوبتر مهاجمة مزودة بصواريخ هيلفاير للمساعدة. وهناك تقييمات متعارضة لمدى التقدم الذي احرزه حلف شمال الاطلسي لكن اصبح هناك شيء وحيد واضح هو ان حملة استعادة المناطق التي يسيطر عليها المتمردون قبل خفض مقرر لعدد القوات بداية من عام 2011 ستستمر لعدة اسابيع.
وقال الكابتن ابراهام سيب من مشاة البحرية "نحرز تقدما مطردا ولكننا منظمون جدا فيما يتعلق بفحص الطرق وتطهيرها في منطقة مليئة بالعبوات الناسفة بدائية الصنع" مضيفا انه لن يتم الاعلان عن اعداد القتلى أو الاسرى من المتشددين. وقال سيب "لم تكن هناك مقاومة تذكر في كثير من المناطق في مرجه. وثمة مناطق واجه فيها مشاة البحرية مقاومة عنيفة ولكنهم يحرزون تقدما مطردا في ارجاء المنطقة." وهذا الهجوم هو أول اختبار لخطة الرئيس الاميركي باراك اوباما ارسال 30 ألف جندي اضافي حيث عادت حركة طالبان باطراد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بها في عام 2001.
وجاءت محاولة مشاة البحرية الاقتراب الى نطاق مرمى نيران القناصة في سوق مرجه بعد يوم من تعرض القوات الاميركية في قلب البلدة للهجوم عدة مرات مما يبين ان نشاط طالبان ليس مقتصرا على منطقة واحدة بعينها. وتتصدر أفغانستان قضايا السياسة الخارجية بالنسبة للرئيس الامريكي أوباما ومن ثم فان الاخفاق في هذا المجال يمكن أن يضر برئاسته. ويتوقف جانب كبير من نجاح العملية في هلمند على ما اذا كانت الادارة ستكسب ثقة السكان كما يجب أن تكون القوات الافغانية قادرة على منع طالبان من العودة.
وقال مسؤولون أفغان يوم الاحد ان ما يصل الى 35 متشددا قتلوا في اول يومين من العملية. وقال المتحدث باسم طالبان قاري محمد يوسف في بيان على موقع الحركة على الانترنت نقلا عن تقارير واردة من هلمند ان المقاتلين نجحوا في صد هجمات قوات حلف شمال الاطلسي يوم الاثنين. وتقوم مصداقية حلف الاطلسي والحكومة الافغانية على الحد من أعداد القتلى من المدنيين خاصة منذ أن طلب قادة الحلف من سكان مرجه التزام منازلهم خلال الهجوم.
وتسببت صواريخ الحلف في مقتل 12 مدنيا أفغانيا يوم الاحد في ثاني يوم من هجوم يهدف الى فرض سلطة الحكومة الافغانية في مرجه التي تعد أرضا خصبة للمسلحين وزراعة الخشخاش المربحة التي تقول الدول الغربية انها تمول التمرد. وقال جولاب مانجال حاكم اقليم هلمند ان ثلاثة كانوا يعتزمون تنفيذ هجمات انتحارية قتلوا يوم الاحد اثناء محاولتهم تفجير أنفسهم بين جنود. وأضاف في مؤتمر صحفي "الوضع يسير لحظة بلحظة بالطريقة التي توقعتها الحكومة. القوات توسع تقدمها من نقاط سيطرت عليها والعملية تسير بنجاح." ولم يتسن الوصول لطالبان يوم الاحد للتعقيب.
لكن في بيان بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لانسحاب القوات السوفيتية المهزومة من أفغانستان بعد قتال مع المجاهدين المدعومين من الغرب استمر نحو عقد من الزمن قالت طالبان "سيواجه المحتلون الحاليون لافغانستان الهزيمة مثل الجيش الاحمر." وأضافت "بعد 20 عاما من هزيمة الجيش الاحمر أمهل أوباما اليوم وفي أفغانستان أيضا قائد الغزاة الاجانب (قائد قوات حلف شمال الاطلسي الجنرال الاميركي ستانلي) مكريستال عاما ونصف العام ليثبت انتصاره على الامارة الاسلامية."
وروج قادة حلف الاطلسي للعملية لاسابيع قبل اطلاقها على امل اقناع مقاتلي طالبان بالفرار كي تجرى السيطرة على المنطقة بأقل أضرار أو خسائر ممكنة في أرواح المدنيين وتمهيد السبيل لترحيب 100 ألف شخص يعيشون هناك بالادارة الافغانية. ويتهم مسؤولو طالبان حلف الاطلسي بالتضخيم من أهمية المنطقة لتعويض الخسائر السابقة. وبدأ الهجوم يوم السبت بموجات من طائرات هليكوبتر تنقل قوات الى مرجه ومنطقة ناد علي القريبة.