سكان أشرف يرفضون لقاء أقارب استقدمتهم "اطلاعات"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: أكد مسؤول في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة ان سكان مخيم اشرف للمنظمة شمال شرق بغداد قد أفشلوا محاولة تمت بالتنسيق بين السلطات العراقية والإيرانية لإحداث اضطرابات داخل المخيم وقال إن أفراداً من القاطنين فيه رفضوا اليوم لقاء اقارب لهم استقدمتهم وزارة المخابرات الإيرانية "اطلاعات" بالتعاون مع السلطات العراقية وبالتنسيق مع سفارة العراق في طهران في مخطط لشن حرب نفسية ضد سكان المخيم.
واكد المسؤول الاعلامي في منظمة مجاهدي خلق محمد اقبال في اتصال هاتفي مع "ايلاف" من داخل المخيم ان عناصر المنظمة رفضوا اليوم لقاء اقارب لهم من المتعاونين مع المخابرات الإيرانية "اطلاعات" والذين استقدمتهم الوزارة بالتعاون مع السلطات العراقية والسفارة العراقية في طهران من اجل الضغط على سكان المخيم البالغ عددهم 3418 فردا وتفجير اضطرابات داخل المخيم.
ونظمت السلطات العراقية اليوم رحلة للصحافيين العراقيين والاجانب الى المخيم لتغطية "لقاء بين سكان معسكر أشرف (سابقاً) وعوائلهم التي حضرت لرؤيتهم ودعماً من الحكومة العراقية لفتح قنوات إنسانية لإتصال سكان أشرف بعوائلهم وذويهم" كما قال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ في بيان صحافي تلقت "ايلاف" نسخة منه.
لكن اقبال اكد أن وزارة المخابرات الإيرانية وبالتنسيق مع السفارة العراقية في طهران وسفارة طهران في بغداد واللجنة العراقية المكلفة بالاشراف على "اشرف" تقوم منذ ايام بنقل أقارب عدد من سكان المخيم غالبيتهم أشخاص موثوق بهم لدى المخابرات الإيرانية ومرتبطون بها إلى العراق ثم تنقلهم إلى موقع خارج مخيم أشرف وفي الوقت نفسه تمنعهم اللجنة العراقية من دخول المخيم في محاولة للإيحاء بأن مجاهدي خلق هم الذين يمنعون سكان المخيم من اللقاء بعوائلهم وذلك باللجوء إلى الابتزاز وشحن الأجواء. واشار الى ان دوائر وزارة المخابرات في مختلف المحافظات الإيرانية بما فيها طهران وأذربيجان الغربية وأذربيجان الشرقية وقزوين وزنجان تقدم توجيهات وتعليمات للأشخاص الموثوق بهم لديها من أقارب سكان مخيم أشرف بأن يراجعوا السفارة العراقية في طهران للحصول على تأشيرات لدخول العراق حيث يتم التنسيق في هذا المجال بين السفارة ورئاسة الوزراء العراقيتين لمنح هذه التأشيرات.
واوضح اقبال ان وزارة المخابرات الإيرانية كانت هي التي تقدم التوجيهات والتعليمات للعوائل المختارة وذلك في طهران وقبل نقل العوائل إلى العراق "ولكن بسبب عمليات الكشف والفضح التي قامت به المقاومة الإيرانية فقم تم استقدام هذه الدفعة عبر دوائر المخابرات في المحافظات والمدن الإيرانية في محاولة للتغطية والتعتيم على دور وزارة المخابرات في هذا الأمر والإيحاء بأن أفراد العوائل يسافرون إلى العراق طوعًا وعفويًا".
وقال انه تتم حاليا تسوية كل الأمور الخاصة بالأشخاص المنقولين الى العراق وتنقلاتهم إلى أشرف وتلبية احتياجاتهم بالتنسيق مع السفارة الإيرانية في بغداد ومن قبل اللجنة العراقية المكلفة بشؤون مخيم أشرف حيث يتم إيواء العوائل المنقولة إلى العراق في مقر الفوج العراقي ومن ثم يتم نقلهم يوميًا إلى مدخل مخيم أشرف بمرافقة الحماية العراقية وتزويدهم بمكبرات صوت قوية ليطلقوا شعارات ضد أشرف في محاولة لاثارة قلاقل وأحداث شغب داخل المخيم.
واضاف المسؤول الاعلامي ان اللجنة العراقية قامت بنقل مندوبي وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني وصحافيين عراقيين إلى مدخل أشرف لتغطية "هذه المشاهد المختلقة" كما قال. واشار الى ان نقل هؤلاء الأشخاص إلى العراق يأتي في وقت لا تمنح فيه السلطات الإيرانية تأشيرات الدخول إلى العراق لأي من أفراد عوائل سكان أشرف داخل إيران وخارجها منذ أوائل عام 2009 وخاصة بعد نقل مهمة حماية سكان أشرف إلى القوات العراقية حيث لم يستطع أفراد العوائل أن يصلوا إلى أشرف إلا قلائل منهم بعد تخطيهم مشاكل كثيرة وحتى هؤلاء الأشخاص القلائل تم منعهم من دخول أشرف من قبل القوات العراقية أما أولئك الأفراد من عوائل سكان المخيم والذين زاروه في السنوات الماضية فقد تم اعتقالهم وسجنهم وإخضاعهم لأبشع أساليب التعذيب بعد عودتهم إلى إيران ويتم الآن محاكمتهم بتهمة "محاربة الله".
وقال ان المحاولات التي قامت بها السلطات العراقية اليوم لترتيب لقاء بين العائلات المستقدمة من إيران وعدد من اقاربها في مخيم اشرف والتي باءت بالفشل سبقتها محاولات اخرى حيث تم الاحد الماضي نقل مجموعة ثالثة من أقارب السكان إلى مدخل المخيم وتضم هذه المجموعة 12 شخصًا نقلتهم وزارة المخابرات الإيرانية إلى العراق فيما كانت المجموعتان الأولى والثانية قد تم نقلهما الاسبوع الماضي إلى موقع خارج المخيم. واكد أن اثنين من الأشخاص الذين تم استقدامهم وهما "أصغر علي زادكان" و"محمد علي سجودي" لا صلة عائلية لهما بأي من سكان المخيم وهما من رجال مخابرات النظام الإيراني ومهمتهما مراقبة وتوجيه الأشخاص المنقولين.
واوضح ايضا ان من بين رجال المخابرات المنقولين ضمن المجموعة الثالثة "مصطفى محمدي" والد السيدة "سميّة محمدي" عضو في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وهو عنصر معروف في مخابرات النظام الإيراني وقد تم نقله إلى أشرف في السنوات الماضية أيضًا لأكثر من عشر مرات "لإثارة القلاقل والشغب". وقال ان القوات الأميركية والسفارة الكندية في بغداد ومنظمة الصليب الأحمر الدولية والأجهزة المختصة الأخرى مطلعة على هذه الممارسات من خلال ابلاغها من قبل السيدة محمدي مباشرة على تفاصيل مهمة هذا العميل ضد شخصها وضد أشرف" على حد قوله.
واكد اقبال ان السلطات الإيرانية كانت قد ارسلت في كانون الاول (ديسمبر) عام 2007 مجموعة من عناصر المخابرات وقوة "القدس" من داخل إيران وخارجها إلى العراق لتنظيم حملة تشهير ضد سكان أشرف وتم إنزالهم في فندق "منصور ميليا" في بغداد وإخضاعهم لأوامر السفارة الإيرانية ومن بينهم ثلاثة اقاموا في العراق لمدة ثلاثة أشهر لإنجاز مهمتهم وعرف منهم : مسعود خدابنده ومصطفى محمدي.
وعلى الصعيد نفسه فقد دعت امانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان لها اليوم استلمت "ايلاف" نسخة منه الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى العراق وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) والإدارة الأميركية والقوات الأميركية في العراق إلى العمل على افشال محاولات السلطات الإيرانية في ممارسة ضغوط لا انسانية على سكان مخيم اشرف.
واضافت انه "في الوقت الذي استقدمت فيه وزارة مخابرات النظام الإيراني واللجنة العراقية لقمع أشرف في مخطط مشترك، عددًا من عملاء مخابرات حكام إيران تحت غطاء العوائل من مختلف المدن الإيرانية إلى موقع في خارج مخيم أشرف لغرض إثارة القلاقل والشغب والتعذيب النفسي لسكان أشرف، zwnj;طلبت الحكومة العراقية من صحافيين أن يتوجهوا إلى أشرف للقاء بهؤلاء العملاء للإيحاء (....) بأن مجاهدي أشرف هم الذين يمتنعون عن اللقاء بعوائلهم حيث يأتي هذا في وقت تمنع فيه القوات العراقية منذ 14 شهرًا الصحافيين الذين يرغبون في زيارة أشرف من دخول هذا المخيم ولم تسمح حتى الآن لأي صحافي بالاقتراب منه سوى لعدة صحافيين مختارين مرغوب فيهم لديها أو من أجل تغطية المهازل المثيرة للسخرية مثلما يجري هذه الأيام في خارج أشرف".
واكدت الامانة "إن سكان مخيم أشرف وكما أعلنوا مرات عديدة حتى الآن يرحبّون بزيارة مندوبي ومراسلي وسائل الإعلام غير التابعة لنظام الملالي الحاكم في إيران وباللقاء بهم والحديث لهم داخل أشرف وفي مقرات إقامة سكان المخيم من دون حضور عملاء وزارة المخابرات ومن دون حضور العناصر والقوات العراقية كما يطالبون بالسماح لعوائلهم بدخول أشرف مثلما كان في السنوات بين 2003 و"2008.
واضافت أن الحكومة العراقية وبطلب من نظيرتها الإيرانية قد فرضت "منذ أوائل عام 2009 وبانتهاك سافر للقوانين الدولية حصارًا جائرًا ولاإنسانيًا على سكان مخيم أشرف بما في ذلك منع العوائل والمحامين والناشطين في حقوق الإنسان ونواب البرلمانات وحتى العمال العراقيين من دخول أشرف".
يذكر ان مخيم اشرف قد انشئ على الاراضي العراقية منتصف ثمانينات القرن الماضي حين دعم الرئيس السابق صدام حسين المعارضة الإيرانية ضد حكومتها وقدم لها دعما اعلاميا وماليا وعسكريا حيث قامت بعمليات مسلحة ضد اهداف إيرانية داخل البلاد خلال حقبة الحرب العراقية الإيرانية بين البلدين بين عامي 1980 و1988.
وتأسست "مجاهدي خلق" عام 1965 بهدف اطاحة نظام شاه إيران وبعد الثورة الاسلامية عام 1979 عارضت النظام الجديد حيث تتهمها السلطات الإيرانية بالخيانة لتحالفها مع نظام صدام خلال الحرب ومارست ضغوطا كبيرة على الحكومة العراقية لاخراجهم من البلاد لكن التزام الولايات المتحدة بحمايتها وموقف منظمات انسانية الى جانبها منع بغداد لحد الان من الاستجابة للطلبات الإيرانية تلك برغم انها تمارس ضغوطا معنوية على عناصرها وقامت باقتحام المعسكر مرات عدة خلال الاشهر الماضية ما ادى في تموز (يوليو) الماضي الى صدام مسلح بين عناصر المنظمة والقوات العراقية ادى الى مقتل 11 من الإيرانيين واصابة مئات بجروح واعتقال 36 من عناصر المنظمة تم الافراج عنهم في وقت لاحق.
وقد شطب الاتحاد الاوروبي في كانون الثاني (يناير) الماضي المنظمة من قائمته للمنظمات الارهابية وأدانت الحكومة الإيرانية بشدة هذا القرار. وجردت القوات الاميركية المنظمة من السلاح عام 2003 اثر سقوط النظام السابق وتفرض القوات الامنية العراقية حاليا طوقا حول مخيم اشرف منذ تموز (يوليو) الماضي. وتعتبر الحكومة العراقية سكان المخيم اعداء تمتعوا بحماية صدام حسين سنوات طويلة وتحرص على طردهم من العراق لكنها تريد تفادي ان ينظر اليها على انها تنتهك حقوق المنفيين او تعرض حياتهم للخطر.
وحظي المخيم بحماية الجيش الاميركي حتى انتقل سكانه الى ولاية الحكومة العراقية في كانون الثاني (يناير) الماضي وفق اتفاق أمني ثنائي. وتعتبر الولايات المتحدة منظمة مجاهدي خلق حركة ارهابية ولكن بعض محامي حقوق الانسان في واشنطن حثوا الجيش الاميركي على اعادة السيطرة مرة أخرى على المخيم لمنع إساءة المعاملة من جانب القوات العراقية.