ثورة الأقلام السعودية: ما هكذا تُورد (الاتصالات) يا هيئة !
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لا.. للتجوال الدولي:
الرياض: "ما هكذا تورد الاتصالات يا هيئة! "، الوصف الأقرب لما يدور في أسطر أولئك الكتاب والكاتبات حينما أشار من بينهم الكاتب في صحيفة الوطن السعودية قينان الغامدي إلى أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عجزت عن إقامة مؤتمر صحافي كان من المقرّر عقده للإفصاح عن مبررات - اللاء الناهية- مؤخراً والتي طالبت من خلالها بوقف خدمة التجوال الدولي لدى الشركات الثلاث المشغلة للجوال في البلاد وإلغاء استقبال المكالمات المجانية أثناء التجوال الدولي كما توفرها شركات الاتصالات العاملة في السوق السعودية.
من جانبها، تساءلت الكاتبة في صحيفة عكاظ السعودية جهير المساعد عن جهود هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في البلاد: "نراها تسير في اتجاه غامض يكاد الناس من خلاله أن ينفروا من مفهوم الهيئة إذا كانت الهيئة مثل هيئة الاتصالات! تقف كالشوكة في الحلق لا يمكن بلع قراراتها ولا يمكن خروجها من الحلق!".
وتعقيباً على ذلك أردفت المساعد "المقصود من إنشاء الهيئات معالجة الأوضاع والتيسير على الناس، لكن من الواضح أن هيئة الاتصالات لا تريد إسعاد الناس ورعاية مصالحهم، بل تسعى إلى خنقهم أكثر مما هم مخنوقون وتسعى إلى زيادة أعبائهم أكثر مما هم يحملون على أكتافهم من حمول ثقيلة نصف وزنها رسوم ومدفوعات!!" إذ عنونت مقالها بـ"هيئة الاتصالات للخلف در!!".
عبدالله ناصر الفوزان الكاتب في صحيفة الوطن السعودية أعلن رأيه الصريح في باطن مقاله حينما قال: "بصراحة هيئة الاتصالات تدير عملية المنافسة الحامية بين شركات الاتصالات بشكل يخلو من الذكاء ولذلك تكسب الشركات كثيراً من الناحية المعنوية على حساب الهيئة، والنتيجة أن الهيئة تخسر سمعتها أمام المواطن وتبدو في نظره هي جلاده بدلاً من أن تكون ملاكه".
وأردف الفوزان بالقول: "الوضع الحالي لهيئة الاتصالات مع شركات الاتصالات يذكرني ببعض أساليب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - الشرطة الدينية في البلاد- التي تخلو من الذكاء فتبدو الهيئة للمتأمل وكأنها تسعى لتكريه الناس فيها، وهيئة الاتصالات في ظني تبدو للناس هي الأخرى كذلك، وما أكثر الظنون غير الطيبة التي تدور في أذهان الناس، تفسيراً لما تفعله الهيئة، وهي ظنون بالتأكيد غير صحيحة، ولكن إذا ظلت الهيئة هكذا فقد تزداد رسوخاً في الأذهان، ويصعب إزالتها، فهل تتنبه الهيئة لهذا قبل فوات الأوان..؟؟".
لا.. للاعتراض قبل السداد:
أغلب المشتركين المتضررين من حادثة الفوترة التي طالت نظام شركة الاتصالات السعودية المشغلة للهاتف الجوال منذ أكثر من 15 عاما في البلاد، تفاجأوا بـ لا الناهية في ثنايا لائحة الشكاوى قبل عدّة أشهر، وبينما هم يهمون بالاعتراض على أسعار الفواتير غير المنطقية التي خلّفها عطل فني في نظام الشركة "الغنية" المخصص لإصدار الفواتير.
لا للاعتراض والمقاضاة قبل سداد المديونيات لدى المشغّل كما تنص عليه قوانين الشركات المشغلة للجوال في السعودية، وعلى مرأى من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات التي تعمّدت الصمت حيال ذلك، إذ إن لائحة الشكاوى التي تشرف عليها هيئة الاتصالات، تطلب تقديم شكوى أولية إلى مقدم الخدمة نفسه -الذي يطالب بالسداد ومن ثم الإعتراض، وطبقاً لأحكام نظام الاتصالات ولائحتها التنفيذية يأتي دور الهيئة في حال عدم قيام مقدم الخدمة بإيجاد حل مناسب للشكوى أو عدم اقتناع المشتكي بالحل المقترح، إذ إنه يجوز للمشترك أن يتقدم بشكواه إلى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والجهات القضائية، على أن تحدد فيها جميع الطلبات في ما يتعلق بالشكوى أو الخلاف مع مقدم الخدمة.
في السياق ذاته، تساءل المشترك لدى الشركة العملاقة في السعودية فهد كردي بالقول: "هل تبادر شركة الاتصالات السعودية إلى تحسين مستوى خدماتها بما يرضي المشتركين؟ وهل تجد قضايا المشتركين تفاعلا من المسؤولين في شركة الاتصالات السعودية أم تظل قضاياهم رهن الدراسة والحفظ؟".
لا.. للشهر بالمجّان:
لا الناهية، الأولى في تاريخ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بعد سباتٍ عميق، كانت قد أعقبت العرض الذي أطلقته شركة الاتصالات السعودية ومنحت من خلاله مشتركيها شهراً مجاناً، إلا أنها ما لبثت أن عادت عن قرارها حينما وافقت عليه، وبحسب مصادر "إيلاف" في خبرٍ سابق، فإن مبرّر ذلك ما كان يعانيه مشغل الجوال العملاق في السعودية كان يمثل المنطق في ظل العطل الذي سينعكس سلباً على مقدم الخدمة نتيجة إشكالات الفوترة، ما قد يتسبب في مخاطر تجارية وقضائية قد ترهق الشركة التي تملك الدولة بها الحصّة الأكبر، كما أشارت توصيات إدارة السمعة والأزمات داخل أروقة الاتصالات السعودية.
الكاتب في صحيفة الوطن السعودية عبدالله ناصر الفوزان سأل المواطنين السعوديين عما "إذا هم قد بدأوا يكرهون هيئة الاتصالات، كما وجّه السؤال ذاته إلى كل مواطن لديه تلفون (جوّال) وفوجئ مثل الكاتب باعتراض هيئة الاتصالات حينما حاولت ثني شركة الاتصالات السعودية عن هديتها لعملائها بأن تسمح لهم بفتح تلفوناتهم ليتصلوا بمن شاؤوا في الداخل عبر شبكتها وفي أي وقت يشاؤون بلا مقابل".
وأعاد الفوزان السؤال مرة أخرى و وجهه للهيئة قائلا: "أقول للإخوة في الهيئة تصوروا كيف ستكون إجابة الإخوة المواطنين الذين كانوا ربما مقتنعين أن الهيئة قد أوجدت لخدمتهم وحمايتهم من الاستغلال.. ثم فوجئوا بما حصل...!! تصوروا إلى أي مدى تكون (شرهتهم) وسخطهم".
وفي السياق ذاته خط قلم الفوزان بـ"لا أعرف الخلفيات ولكن الذي أعرفه أن هيئة الاتصالات بدت من خلال إدارتها لعملية التنافس بين شركات الاتصالات وكأنها جهة تعمل لصالح الشركات ضد المواطن، فتأخذ من جيب المواطن وتعطيه الشركات، ولم تكلف نفسها ولو مرة واحدة أن تزيل هذا المفهوم وتقنع المواطن بأنها تعمل لصالحه، وتوضح له لماذا تفعل هذا، وأرجو ألا تفهم الهيئة أن هذا هو ما أريد منها فعله، أي أن تعلل لأفعالها، ولكن أقول ذلك لأبين كيف أنها لم تهتم بمشاعر المواطن أصلاً، أو لم تتنبه لذلك، ولم تحاول حتى تخفيف الأضرار التي تلحق بسمعتها، والتشويه الذي يصيب صورتها في أذهان هذا المواطن".
وأختتم مقاله بقوله: "أما ما أريد منها أن تفعله فهو أن تدير عملية المنافسة بطريقة ذكية لا تسمح للشركات بأن تتزين أمام زبائنها على حسابها، وهذا في رأيي سيحصل لو أن الهيئة اتخذت خطوات تجعلها تتمكن من أن تكون في مقدمة مسيرة التنافس، تمهد الطرق وتفتح الإشارة الخضراء، بدلاً من أن تظل تسحب أقدامـها في مؤخرة المسيرة، تعالج الأمور بطريقة المطاردة والاعتراض والطلب من الشركات العودة من الطرق التي تسلكها بعد فترات طويلة من السير فيها".