موسكو وتل ابيب: خلافات حول ايران والتسوية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تتفق روسيا وإسرائيل على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية إلا أن خلاف البلدين يتمحور حول إيران والتسوية السلمية
فالح الحمراني من موسكو : واكبت زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو الكثير من المفارقات التي تمثلت بتعبير موسكو وتل ابيب بصورة غير مباشرة عن مواقفهما من القضايا الحساسة وبالضبط من سبل تحريك التسوية بالشرق الاوسط والقضية الايرانية ببعديها النووي والصاروخي. فموسكو غير واثقة بمصداقية اسرائيل من دفع عملية السلام، واسرائيل غير مرتاحة من استقبال موسكو اخيرا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ومن دعوة الكرملين الالتزام بالقرارات الدولية بشان التسوية الشرق اوسطية ووقف انشطة الاستيطان، والاكثر من هذا اصرار موسكو على استمرار علاقاتها بايران، ولا سيما تنفذيها عقد تصدير صواريخ اس 300 لايران وموقفها المتمثل بان تطول العقوبات الدولية فقط الشركات الايرانية المنخرطة بتطوير البرنامج النووي وليس بمجمل الاقتصاد الايراني كون العقوبات الشاملة تلحق الاضرار بالإيرانيين، وتصب في صالح النخبة الحاكمة لاغير، وتصر روسيا على الايفاء بالتزامها باستكمال بناء محطة بوشهر الكهروذرية.
وسعى نتنياهو الذي حاول فرض جدول الاعمال في المباحثات مع القيادة الروسية لتهميش ملف التسوية في الشرق الاوسط واستئناف المباحثات مع السلطة الوطنية الفلسطينية والتركيز على قضية العقوبات ضد ايران. ولكن الجانب الروسي ارسل اشارات على لسان مسؤولين في هيئة تصدير الاسلحة ومن وزارة الخارجية مفادها ان موقف موسكو يختلف عن الموقف الاسرائيلي بشان التسوية السلمية في الشرق الاوسط وبصدد صادرات الاسلحة لايران.
وترى موسكو ان من الممكن تطوير العلاقات مع اسرائيل في مختلف المجالات مع وجود خلافات بين الطرفين حول شئون السياسة الخارجية . وتجدر الاشارة الى ان روسيا تستمر في الحوار مع الجانب الفلسطينيف فقد زار موسكو اخيرا رئيس السلطة الوطنية الفلسطينة محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
وكما أكد مصدر مطلع في ادارة الرئيس الروسي " فانه من بين جدول اعمال المحادثات كان : الوضع في الشرق الاوسط ، والازمة في المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية . وحسب قول المصدر فان "الخروج من الطريق المسدود واستقرار الوضع يمكن فقط في الجهود المشتركة عن طريق العودة الى طاولة المحادثات على اساس القانون الدولي ". كما تطرقت المناقشات الى حالة الوضع على المسارين السوري واللبناني، مؤكدا انه وبدون تسوية النزاع القائم ه لا يمكن التوصل الى سلام ثابت في المنطقة. وبحسب قول المصدر المذكور فقد تم النظر في عدد من المسائل الحيوية الدولية والاقليمية " بما في ذلك الوضع حول ايران،وسبل الحل الدبلوماسي التي تقوم به روسيا مع شركاءها الدوليين وحول الحديث عن العلاقات الثنائية،اشار متحدث باسم ادارة الرئيس الروسي الى انه توجد بين روسيا واسرائيل حوار سياسي دوري، كذلك تنشط شراكة العمل المشتركة. وبحسب احصائيات الجانب الروسي ، فان التبادل التجاري بين البلدين شكل في السنة الماضية اكثر من 1,5 مليار دولار.
وحاولت وسائل الاعلام الاسرائيلية التقليل من اهمية تناول مباحثات نتنياهو مع القيادة الروسية افاق التسوية بالشرق الاوسط وابرزت ان نتنياهو ناقش بالتفصيل مع القيادة الروسية قصية منح موسكو معاشات التقاعد لليهود الناطقين بالروسية باسرائيل وادانة الدعوات المشككة بحققية الهولكوست، وحتى افتتاح متحف بموسكو عن ضحايا ما يسمى بالحرقة اليهودية.والمعروف ان نتنياهو يعمل دائما خلال زيارته لموسكو تحاشي التطرق لملفات التسوية وتوجيهها نحو ملفات اخرى لهواجسه من الموقف الروسي بشانها.
وتزامنا مع زيارة نتنياهو افهم مسؤولون بالهيئة الحكومية الروسية المعنية بالتعاون في مجال الاسلحة مع الدول الأخرى، أن روسيا لم تتراجع عن تنفيذ صفقة الصواريخ لإيران، مشيرا إلى أن مصنعي الصواريخ المعدة للتصدير إلى إيران يقومون بإصلاح أعطاب اكتشفت في معدات إطلاق وتوجيه الصواريخ.
ولا يستبعد خبراء أن الهدف من تصريحات من هذا القبيل تاتي للضغط على إسرائيل لكي تتراجع عن توريد شحنة كبيرة من الأسلحة إلى جورجيا. ووتتوفر لدى موسكو معلومات عن ان إسرائيل تنوي توريد الأسلحة إلى جورجيا بوساطة وسيط بلغاري.
بيد ان الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف خلال لقائه مع نتانياهو وجه رساله تحذير لطهران اذ قال ان موسكو لا تستبعد فرض العوبات عليها في حال عدم تنفيذ ايران لالتزامتها النووية. وقالت السكرتيرة الصحفية للرئيس الروسي ناتاليا تيماكوفا الثلاثاء: "أن المجتمع الدولي يجب أن يكون على يقين من أن البرنامج النووي الإيراني يتصف بطابع سلمي. ولكن لا يستطيع أحد أن يستبعد إمكانية فرض عقوبات على إيران في حال تهربها من هذا الالتزام".وقالت تيماكوفا "إن روسيا لا تزال تعتقد أن إيران عليها أن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والبلدان الأخرى بشكل أوسع وأكثر فعالية في تقديم المعلومات حول برنامجها النووي"