أحمدي نجاد يحذّر الغرب من فرض عقوبات جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الرئيس الإيراني خلال مؤتمر صحافي في طهران - أمس
حذّر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، القوى الكبرى من أنها "ستندم" في حال تم فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية بسبب برنامجها النووي، فيما عبرت الولايات المتحدة وروسيا عن قلق مشترك من برنامج طهران النووي.
طهران، عواصم: بعد مضي يوم على محاولة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الحصول على موافقة السعودية على مساعدتها في الحصول على تأييد الصين لفرض مزيد من العقوبات، قال أحمدي نجاد في مؤتمر صحافي دون ان يخوض في تفاصيل "بالطبع اذا تصرف أحد ضد ايران فإنّ ردنا سيكون قطعًا صارمًا بالدرجة الكافية... لجعله يشعر بالندم"، وأضاف "العقوبات لن تسبب أي مشاكل لإيران".
وقالت كلينتون ان جولة جديدة من العقوبات يجب ان تستهدف الحرس الثوري الايراني.
وفي واشنطن لم يستبعد البيت الابيض يوم الثلاثاء أي خيار للتعامل مع طموحات ايران النووية بما في ذلك الخيار العسكري، وقال روبرت غيبز المتحدث باسم البيت الابيض في مؤتمر صحافي "لن أستبعد شيئًا" مضيفًا أن رفض ايران التواصل بشأن برنامجها النووي دليل على أن البرنامج "ليس له الغاية ولا النوع اللذين يسعون لاقناع الاخرين به."
وأعلن غيبز ان "الرئيس باراك اوباما متمسك بالحوار المباشر مع الحكومة الايرانية حول قضايا تهم امن واشنطن القومي"، وأكد غيبز أن "مخاوف الولايات المتحدة الرئيسة تتعلق برعاية ايران للارهاب ونشره الى جانب جهود التزود بسلاح نووي"، وأضاف: "المواضيع التي تشغلنا اليوم لم تتغير عما كانت عليه قبل الانتخابات".
وأبدى خطاب أميركي - روسي - فرنسي مشترك القلق من أنشطة طهران النووية وقال ان قرارها تخصيب اليورانيوم الى مستوى أكثر نقاء بدلا من مبادلة الوقود النووي قرار غير مبرر، وقال أحمدي نجاد ان المحادثات مستمرة بشأن اقتراح مبادلة الوقود النووي وان القضية لم تغلق بعد.
وزيرة الخارجية الأميركية في جدة - أمس
ولم يخض في التفاصيل ولكن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يزور طهران يوم الثلاثاء في محاولة لانقاذ اتفاق لمبادلة اليورانيوم تتوسط فيه الامم المتحدة وسط دعوات متزايدة لفرض عقوبات جديدة على طهران.
وقال بوراك أوزوجرجين المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية لرويترز في أنقرة "قدمنا مقترحاتنا الاصلية. قدمنا بعض أفكارنا لكسر الجمود"، وقالت وزارة الخارجية الأميركية انه لا علم لديها عن أي محادثات تجرى وكررت أن أي مفاوضات يجب أن تجرى مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتوسط في اتفاق مبادلة الوقود.
وقال غوردون دوغيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في مؤتمر صحافي "ذلك هو المطروح. لا توجد أي عروض جديدة مطروحة هناك".
وكانت القوى الغربية تأمل في أن يثمر الاقتراح الذي توسطت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قيام ايران بارسال معظم كميات اليورانيوم المنخفض التخصيب الى الخارج لمعالجته وتبديد قلق الغرب من انها قد تصنع قنبلة نووية، وتقول طهران ان برنامجها النووي هدفه الوحيد هو توليد الكهرباء حتي يتسنى لها تصدير مزيد من النفط والغاز.
وقال أحمدي نجاد "القضية لم تغلق بعد... لقد أعلنا بالفعل اننا مستعدون لمبادلة الوقود في إطار عادل. ومازلنا مستعدين للمبادلة حتى مع أميركا"، ولكنه أضاف أن مبادلة كتلك يجب أن تجري داخل ايران وهي خطوة من المحتمل ألا تبشر ببداية مع الغرب.
وأدى الأمر الذي أصدره أحمدي نجاد في الاسبوع الماضي ببدء انتاج يورانيوم مخصب بدرجة أعلى بدلاً من الموافقة على اقتراح مبادلة بوساطة من الامم المتحدة الى تصاعد نداءات جديدة من القوى الغربية لان تفرض الامم المتحدة عقوبات على طهران.
وقال الكرملين يوم الثلاثاء ان ايران قد تواجه عقوبات اذا تقاعست عن تبديد المخاوف الدولية بشأن برنامجها النووي ودعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يقوم بزيارة لموسكو الى توقيع "عقوبات معوقة" على ايران.
وأفاد الخطاب الأميركي الروسي - الفرنسي المشترك الذي حصلت عليه رويترز بأن خطوة ايران الرامية لزيادة تخصيب اليورانيوم غير مبررة لان الذي رفضته يقدم لها ضمانات تفيد طهران، وجاء الخطاب الموجه للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان هذا التحرك " غير مقبول بتاتا.. اذا مضت ايران قدما في هذا التصعيد فستثير مخاوف جديدة بشأن نواياها النووية."
وجاء في الخطاب ان اقتراح الامم المتحدة لايران بمبادلة اليورانيوم المخصب بوقود نووي لمفاعل طبي يحوي ضمانات قانونية تكفل تنفيذه خلافا لما تشدد عليه ايران.
وقال أحمدي نجاد ان ايران مستعدة لارسال اليورانيوم الى الخارج بدلا من تخصيبه لدرجة أنقى في الداخل، وأضاف "لكننا ... وجدنا انه لا يوجد حسن نية في هذا الشأن"، ورفض أحمدي نجاد يوم الثلاثاء اتهامات كلينتون بأن ايران تتحرك صوب دكتاتورية عسكرية وقال ان الموزانة العسكرية الأميركية تفوق موازنة ايران بثمانين مرة، وأضاف "لا نأخذ تصريحاتها على محمل الجد".
وقال أيضا ان ايران لا تشعر بالقلق بشأن العقوبات التي تستهدف وارداتها من البنزين لان البلاد يمكن ان تصبح من الدول المصدرة للوقود في المستقبل، وقال "توجد العديد من مصافي التكرير قيد الانشاء.. وبمجرد ان تصبح جاهزة للتشغيل فاننا قد نتمكن من تصدير البنزين".
وتابع قائلا ان الولايات المتحدة "تتصور أنه يمكنها منع صادرات النفط الايرانية وهذه مجرد أحلام. لا يستطيعون عمل ذلك" مضيفا أنه يتعين على الولايات المتحدة بدلاً من ذلك أن تتعاون على نحو بناء مع ايران. وقال الفرصة الوحيدة أمامهم هي أن يستفيدوا من قدرات ايران"
خريطة تظهر مواقع المنشآت النووية في ايران
واعتبرت السفيرة الاسرائيلية في الامم المتحدة ان موقف الصين في ما يتعلق بتشديد العقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي، يبقى "لغزًا"، وقالت انها تشك في اتخاذ مجلس الامن الدولي قرارًا في هذا الشأن خلال هذا الشهر.
ولفتت السفيرة غابرييلا شاليف الى ان روسيا تخلت بوضوح عن تحفظاتها حيال فرض عقوبات جديدة على ايران اثر زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى موسكو، واضافت شاليف انها كانت تأمل في البداية ان يتم التوصل الى اتفاق بشأن عقوبات دولية جديدة على ايران من الان وحتى نهاية الشهر عندما ستنتقل الرئاسة الدورية للمجلس من فرنسا الى الغابون، لكن يبدو ان ذلك لم يعد مرجحًا الان.
هذا وهدد وزير الخارجية الالماني غيدو فيستارفيللي مجددا اليوم ايران بفرض عقوبات صارمة لا يحمد عقباها على خلفية برنامجها النووي.
وقال فيستارفيللي في مقابلة مع صحيفة "نورد فيست" الالمانية والذي نشرته الدائرة الاعلامية التابعة للحكومة الالمانية "بي بي ايه" في نشرتها اليومية انه "لايران الحق في استخدام الطاقة الذرية لتأمين نفسها بالطاقة ولكنها ملزمة في الوقت نفسه بايجاد الشفافية حول برنامجها النووي".
واضاف ان "المجموعة الدولية تمد يدها لايران منذ فترة طويلة" موضحا "أقول بكل وضوح انه في حال استمرت ايران في عدم الالتزام بواجباتها الدولية فانه من غير المستبعد ان تواجه عقوبات اضافية".
من جهة اخرى، قال الرئيس الايراني ان اسرائيل تستعد لشن حرب "في الربيع او الصيف" لكنه لم يوضح ضد من. وقال "بحسب معلوماتنا انهم (الاسرائيليون) يستعدون لشن حرب في الربيع او الصيف الا ان قرارهم لم يحسم"، واضاف "لكن المقاومة ودول المنطقة ستسحقهم ان اقدم هذا النظام الغاصب على اي شيء".
واشتد التوتر بين ايران واسرائيل، العدو اللدود للجمهورية الاسلامية، بشكل واضح منذ وصول محمود احمدي نجاد الى سدة الرئاسة في ايران في العام 2005، ولم تستبعد الدولة العبرية التي تتهم طهران بالسعي لامتلاك السلاح النووي، امكانية توجيه ضربات الى المواقع التي يشملها البرنامج النووي الايراني.
في سياق متصل اعلنت ايران انها لم تتلق اي اقتراح جديد من باريس وموسكو وواشنطن بشأن تبادل اليورانيوم، وقالت ان خطأ في الترجمة وراء الإعلان أول من أمس في طهران عن اقتراح جديد.
وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي للصحافيين "هناك رسالة جديدة من الدول الثلاث (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا)" في اشارة الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأضاف "بدا لنا خلال الترجمة انها كانت تنطوي على اقتراح جديد".
واكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي اكبر صالحي، ان بلاده تدرس اقتراحاً جديداً من موسكو وباريس وواشنطن لتبادل اليورانيوم.
أحمدي نجاد خلال زيارة لمنشأة نطنز النووية
لكن العواصم الثلاث نفت وجود اي اقتراح جديد، واكدت الولايات المتحدة ان محاوري ايران لايزالون يعتبرون الاقتراح، الذي قدم في الخريف عبر الوكالة الدولية، قائماً. من ناحية أخرى اعتبر متكي ان مقاربة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي انطوت على التخوف من تحول ايران الى ديكتاتوية عسكرية "مخيبة للآمال".
وقال "لقد وقعت الولايات المتحدة نفسها في شكل من اشكال الديكتاتورية العسكرية والسياسة العسكرية البائدة التي تثير التوترات والاضطرابات في المنطقة".
وينص الاقتراح على ان تسلم ايران 70% من اليورانيوم الضعيف التخصيب (3,5%) لروسيا التي ستكلف التخصيب بنسبة 20% قبل تحويله في فرنسا الى وقود لتشغيل مفاعل الابحاث في طهران.
وعلى الرغم من نفيها المتكرر، تشتبه اسرائيل والقوى الغربية في ان ايران تسعى الى امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامجها النووي المدني.