أخبار

الفايسبوك آخر صيحة في الحملة الانتخابية في العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تحول موقع الفيسبوك إلى ساحة جديدة للتنافس ما بين المرشحين العراقيين، حيث يتم استثمار الموقع لممارسة الدعاية.

عمان:قد تكون شبكة الانترنت وموقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي تحديدا، مفيدة للعراقيين في الخارج للتواصل مع اهلهم داخل العراق، لكن احدا لم يكن يتخيل يوما ان يتحول هذا الموقع الى ساحة جديدة للتنافس الانتخابي بين السياسيين العراقيين بهدف كسب اكبر عدد ممكن من الاصوات.
وبدأت الحملة لخوض الانتخابات التشريعية رسميا الجمعة، للتنافس على 325 مقعدا في البرلمان في ثاني انتخابات برلمانية منذ الاطاحة بنظام صدام حسين في 2003.

ويتنافس نحو 6100 مرشح عراقي خلال الحملة الانتخابية على اصوات 18 مليونا و900 الف ناخب داخل العراق، اضافة الى حوالى مليون و400 الف آخرين يتوزعون في 16 دولة عربية واجنبية.
وما ان بدأت الحملة الانتخابية حتى انتشرت على موقع فايسبوك صفحات وصور ابرز المرشحين الى الانتخابات التشريعية المقبلة المقرر اجراؤها في السابع من الشهر المقبل وفقرات عن برامجهم الانتخابية ومقاطع فيديو لمؤتمراتهم ولقاءاتهم الصحافية ونبذات مختصرة عن سيرهم الذاتية.

وبعض تلك الصفحات اطلقها على ما يبدو مناصرو ومعجبو هؤلاء المرشحين.
والمرشحون الحاليون هم مسؤولون سابقون وحاليون وبرلمانيون او رؤساء بلديات في مدن كبرى. وقد احيوا سؤالا قديما في السياسة العراقية: ما هي افضل المؤهلات العلمية والمهنية لاختيار النواب؟.

وتتمحور المواجهة بين المرشحين الى مجلس النواب حول مزيج من كلمات مثل القيادة والخبرة والوطنية وصفات أخرى يرغب العراقيون في سماعها من قادتهم ونوابهم المقبلين، كالعمل على توفير الامن والخدمات وفرص العمل والقضاء على الفساد.
وابرز الذين احتلت صفحاتهم وصورهم وبرامجهم وملصقاتهم موقع فايسبوك رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي زعيم "ائتلاف دولة القانون".

وقد كتب تحت احدى صوره "الشمس التي اذابت جليد الارهاب" بعدما نسب اليه الفضل في الحد من العنف الطائفي الذي اجتاح العراق عام 2006، بعد تفجير مرقدي الامامين العسكريين، احد ابرز العتبات المقدسة لدى الشيعة في العالم.
كما يضم الموقع صفحات ابرز منافسيه مثل رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي زعيم "الكتلة العراقية" الليبرالية التي تضم 63 كيانا سياسيا وشخصيات عدة ابرزها نائب الرئيس طارق الهاشمي ونائب رئيس الوزراء رافع العيساوي.

وكتب تحت احدى صوره "أنقذ العراق بأنتخاب اياد علاوي".

وهناك رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري ونائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي المرشحان عن "الائتلاف الوطني العراقي".
والمالكي وعلاوي والجعفري وعبد المهدي هم ابرز المرشحين لتولي منصب رئاسة الوزراء في العراق.

وتحت صورة لمثال آلالوسي زعيم قائمة "حزب الامة"، كتب "لو كانت مصلحة العراق في الجحيم لذهبت اليها".
ولطارق الهاشمي وجواد البولاني وزير الداخلية والنائبين صالح المطلك وظافر العاني اللذين استبعدا من المشاركة في الانتخابات بقرار من "هيئة المسائلة والعدالة" بسبب علاقات مفترضة مع حزب البعث الحاكم سابقا في العراق، صفحات ايضا.

وكمان فايسبوك لعب دورا كبيرا في الانتخابات الرئاسية الاخيرة في الولايات المتحدة حيث حطم الرئيس باراك اوباما الرقم القياسي في عدد المعجبين.
وتقول وصال العزاوي مديرة المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من عمان مقرا له لوكالة فرانس برس ان "الثورة المعلوماتية بدأت تؤدي دورها وبشكل كبير في الانتخابات العراقية هذه المرة".

واضافت ان "هناك مرشحين يملكون اموالا لتوظيف شركات عالمية وغربية ذات قدرات متطورة تقوم بالترويج لهم عبر شبكة الانترنت للوصول الى ابعد ناخب سواء داخل العراق او خارجه".
وتابعت العزاوي ان "اللجوء الى الانترنت امر شرعي لكن يبقى السؤال: هل يتم استخدام المال العام او المال الخاص او ميزانية الحزب في تمويل هذه الحملات؟".

اما مؤيد الونداوي الخبير العراقي المتخصص في شؤون العراق المقيم في عمان، فقال لفرانس برس "رغم ان هذه الحملة ظاهرة حضارية، الا انني اعتقد انها لن تؤثر على آراء الناخبين".
واضاف "قد تكون وسيلة تطلعنا على ما يفكر به اهل الداخل وقد تكون وسيلة تذكرنا بأشخاص نسيناهم، لكنها لن تؤثر قطعا على آراء الناخبين الذين سيصوتون لاشخاص معينين يعرفونهم".

واوضح انه بالاضافة الى هذه الصفحات "بدأنا نستلم رسائل بريدية تدعونا للمشاركة واخرى للمقاطعة ورسائل من مرشحين يدعونا الى انتخابهم والبعض حتى يعلمنا طريقة التصويت، في هذه ظاهرة جديدة لم نألفها من قبل".
ويؤكد وليد حيدر (22 عاما) الطالب الجامعي الذي يعيش منذ خمس سنوات مع عائلته في عمان ان "بعض هذه الرسائل يحمل رسوما كاريكاتورية ساخرة لسياسيين معروفين، واخرى دعوات للانضمام الى نوادي المعجبين لسياسيين عراقيين معروفين".

ويضيف "بصراحة انا محتار، لااعرف لمن سأصوت جميعهم تولوا السلطة ولم يفعلوا لنا شيئا يذكر".

ومن جهته، اكد جاسم النجار (31 عاما) العراقي الذي يعمل في مطعم للوجبات السريعة وسط عمان ان "هذه الحملة الدعائية لن تؤثر على آرائنا في المرشحين".
واضاف "نحن نعرف من ننتخب ولسنا بحاجة الى من يعلمنا (...) "نعرفهم جميعهم، فهي الوجوه نفسها تتكرر تقريبا".

وعبر عن امله في ان "يأتي من هم الاصلح حتى يتحسن حال العراق ولو قليلا"، مؤكدا "تعبنا من الغربة ونريد العودة الى بيوتنا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف