قيادي طالبان المحتجز كان العقل المدبر للعمليات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كابول: كان الملا عبد الغني بارادار الرجل الثاني في حركة طالبان الذي ألقي القبض عليه في باكستان الاسبوع الماضي واضع استراتيجيات عسكرية له كاريزما ساعد في اعادة بناء الجماعة لتصبح قوة قتالية قوية بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لافغانستان.
ويرفض عبد الغني كمتشدد أن تلعب طالبان دورا سياسيا ويلهم كثيرين اخرين بأن يحذو حذوه. لكن شركاء سابقين قالوا انه واحد من الشخصيات البارزة القليلة بالجماعة التي تتمتع بالتأثير اللازم لبدء حوار في حالة اذا أراد هذا وهو أمر غير مرجح. ولا يعرف معظم الناس الا قائدا واحدا من طالبان هو الملا محمد عمر الذي وفر الحماية لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.
لكن بارادار هو الذي كان يدير شؤون طالبان اليومية حيث يؤمن التمويل ويخطط للحملات العسكرية ويدرس أحدث تصريحات السياسة الأميركية بشأن خطط اضعاف مقاتليه وتحقيق الاستقرار لافغانستان. ويوصف الملا بارادار الذي ألقي القبض عليه بكراتشي في عملية مشتركة للقوات الأميركية والباكستانية بأنه اكبر واضع استراتيجيات لطالبان ورائد في الغارات التي تنفذ بأسلوب القوات الخاصة ومدافع عن التفجيرات الانتحارية.
وهو على الارجح الرجل الذي حرض المتشددين على مواجهة واحدة من اكبر عمليات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان التي تجري حاليا باقليم هلمند. ولد بارادار عام 1968 وكان الساعد الايمن للملا عمر الذي أطلق عليه اسم بارادار (الاخ) وهي خطوة منحته نفوذا ومكانة كبيرة في دوائر طالبان. وعلى غرار الملا عمر اكتسب صلابة من قتال قوات الاحتلال السوفيتي السابق في الثمانينات ومثل الكثير من عناصر طالبان يضرب تعليمه بجذوره بعمق في الدراسات الدينية الاسلامية.
وبزغ كقائد لامع مسؤول عن تطوير استراتيجيات عسكرية لجماعة تربطها علاقات معقدة بتنظيم القاعدة أدت الى سقوط حكمها في كابول بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001. وفي الاوقات الصعبة التي أعقبت هذا اكتسب الملا بارادار مهارات أخرى ايضا حيث كان نائبا للملا عمر للشؤون السياسية. لكنه لم يسع قط الى الاضواء وفضل كسب ثقة زعيم طالبان في هدوء.
ويقول مسؤولون سابقون بحركة طالبان ان حتى لحيته غير ملفتة للنظر مقارنة باللحى الطويلة الكثيفة التي يطلقها قادة ومقاتلو طالبان تقليديا. ويشير مسؤولو طالبان الى أنه في الاعوام الاخيرة أوصل عمر جميع رسائله العسكرية والسياسية للقادة الميدانيين في أفغانستان من خلال الملا بارادار. وقد يزود هذا الأميركيين والباكستانيين بمعلومات قيمة للغاية وهو المطلوب بشدة منذ قتل عميل مزدوج سبعة موظفين بوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.اي. ايه) في قاعدة أميركية بشرق أفغانستان في ديسمبر كانون الاول.
لكن معظم الروايات تشير الى انه ليس رجلا من النوعية التي يمكن أن تتعاون. وبالحكم من خلال تصريحات أدلى بها لمجلة نيوزويك العام الماضي فان فلسفة الملا بارادار بسيطة وهي القتال الى أن يطرد كل جندي أجنبي من أفغانستان.
وقال مسؤول بطالبان انه على عكس زعماء طالبان الاخرين لم يتمتع الملا بارادار بعلاقات جيدة مع باكستان وهي لاعب اقليمي قوي ولها صلات استراتيجية ببعض الجماعات المتشددة التي تقاتل القوات الغربية في أفغانستان. وربما قاد هذا الى سقوطه. وفي أمر نادر جدا بالنسبة لثقافة القيادة المتزمتة الشائعة في طالبان عرف عن الملا عمر والملا بارادار أنهما كانا يتبادلان المزاح امام رفقائهما.