رئيس الموساد مئير داغان يخوض حرباً في الظل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القدس: يتفادى رئيس الموساد الاسرائيلي مئير داغان عادة التفاخر علنا بانجازات جهازه، لكن الاحراج الدبلوماسي الذي اثاره حادث اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي الذي اتهم جهازه بتنفيذه يعطيه سببا اضافيا للبقاء في الظل. وداغان الذي عين العام 2002 رئيسا لجهاز الامن الخارجي من قبل رئيس الوزراء الاسبق ارييل شارون يسعى بلا اي عقد لتمديد رئاسته.
ويدين مئير داغان، صاحب القامة القصيرة والبنية القوية المولود في الاتحاد السوفياتي السابق، بمنصبه هذا الى ادارته النشطة للحملة الانتخابية التي اتاحت لشارون تولي السلطة العام 2001. واليوم ايضا، يعد من اكثر المترددين على مجلس الوزراء في القدس الذي ليس عليه عادة ان يستقبله سوى مرتين فقط في الشهر.
والاجهزة السرية الاسرائيلية كافة مرتبطة مباشرة بمكتب رئيس الحكومة الذي يجب ان يعطي موافقته على "مهماتها الخاصة". ويقول رونن برغمان الخبير في شؤون هذه الاجهزة ان داغان اصبح فعليا على مدار السنين "الرجل القوي" للجهاز الامني الاسرائيلي اذ يعتبر رايه حاسما في معظم ملفات السياسة الخارجية الكبرى.
وبدون ان يداخله اي خوف من اثارة عداء البعض، قام بالاستغناء عن عدد كبير من عناصر جهاز الموساد الذي كان يلعق جراحه بعد فشل عملية قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بالسم في العاصمة الاردنية عمان العام 1997. وداغان، وهو قائد سابق للواء مدرعات، يفضل التحرك على الدبلوماسية السرية خلافا لسلفه افرائيم حليفي.
ومن اقواله "عندما تكون هناك تلة يجب اجتياحها فلا بد من تحقيق الهدف"، مقللا من شان ما قد ينطوي على ذلك من مخاطر او من ثمن سياسي. وتحت قيادته تم تقسيم الموساد ادارتين: "العمليات" و"المخابرات والتحليل" لكل منهما قائد ليس عليه ان يقدم اي تقارير سوى الى داغان مباشرة.
والموساد الذي تحول الى اداة بالغة التطور يحصل على اعتمادات ضخمة (نحو 400 مليون دولار سنويا). وهو يقول ان رسالته تتمثل في محاربة المنظمات التي يعتبرها "ارهابية" مثل حزب الله اللبناني الشيعي وحركتي حماس والجهاد الاسلامي الفلسطينيتين المدعومتين من ايران. لكنه يسعى ايضا الى عرقلة البرنامج النووي لايران التي تعتبرها اسرائيل عدوها الاستراتيجي الاول وخصوصا بعدما وعد رئيسها محمود احمدي نجاد اكثر من مرة ب"شطب اسرائيل من الخارطة".
ومع النظر اليها في اسرائيل للوهلة الاولى على انها انجاز كبير، فان عملية اغتيال المبحوح في دبي قد تسفر عن ازمة مع لندن ودبلن بسبب جوازات السفر البريطانية والايرلندية التي استخدمها افراد المجموعة التي نفذتها.
وقالت صحيفة هآرتس ان "هذا الاخفاق، اذا تاكد انه من صنع اسرائيل، يثبت حدود الموساد الذي لا يستطيع ان يواجه وحده التهديد النووي الايراني". لكن ذلك لا يمنع داغان، معززا بالنجاحات التي تنسبها اليه وسائل الاعلام الاسرائيلية، من التباهي بتحسين صورة الموساد.
فقد نسب خصوصا الى هذا الجهاز الاعتداء بسيارة مفخخة الذي اودى بحياة القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية في شباط/فبراير 2008 في دمشق، وقصف موقع نووي سري في سوريا في ايلول/سبتمبر 2007 وغارة جوية في كانون الاول/ديسمبر 2008 على قافلة شاحنات بالقرب من بور سودان كانت تنقل اسلحة ايرانية الى حركة حماس في قطاع غزة. وفي كانون الثاني/يناير الماضي، حام شبح الموساد على حادث الاعتداء بدراجة نارية مفخخة الذي اودى بحياة العالم النووي الايراني مسعود محمدي في طهران.