بدء محاكمة سجين سياسي سوري بارز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طعن سجين سياسي سوري بارز يوم الخميس في حق السلطات السورية في محاكمته بتهمة "إضعاف الشعور القومي" وهي نفس التهمة التي قضى تاريخه المهني كمحام في محاربتها.
دمشق: بدأت محاكمة مهند الحسني - الذي دافع كمحام عن العديد من الشخصيات السورية المعارضة البارزة - خلف أبواب مغلقة يوم الخميس في مكتب صغير بقصر العدالة المواجه لاسوار دمشق القديمة. وألقي القبض على الحسني في يوليو تموز الماضي. وانتظر دبلوماسيون من عدة دول غربية خارج الباب. وغابت فرنسا التي من المقرر أن يزور رئيس وزرائها سوريا يوم الجمعة لتوقيع اتفاقيات اقتصادية.
وقال الحسني للقاضي حسبما ورد في نص للجلسة نشره محاميه "الكلام العام لا يمكن أن يشكل تهما بالمعنى القانوني لا يكفي القول ان هناك بيانا سيئا لسوريا. حدد لي البيان وما هي الاساءة." وقال القاضي ان الحسني الذي يرأس أيضا منظمة مدافعة عن حقوق الانسان حضر محاكمات في محاكم أمن الدولة دون أن يكون ممثلا للمتهمين وشوهد وهو يدون ملاحظات.
ورد الحسني قائلا "لم أدخل المحاكمات خلسة ولا تختلف وجهة نظر المشرع السوري عن باقي المحاكم. أنا حضوري كمحام ووكيل بحكم أننا نمارس عمل الرقابة كمظمة حقوقية وليس يهدف الى اضعاف الشعور القومي." وشطبت نقابة محامي دمشق الموالية للحكومة المحامي من جدولها في نوفمبر تشرين الثاني بتهمة تأسيس منظمة للدفاع عن حقوق الانسان دون الحصول على موافقتها وحضور محاكمات دون تصريح.
وتولى حزب البعث الحكم في سوريا عام 1963 وحظر المعارضة وفرض حالة الطوارئ حتى اليوم. وأدانت منظمات دولية مدافعة عن حقوق الانسان ونقابات للمحامين والبرلمان الاوروبي اعتقال الحسني. وقال كريستيان بورنازل نقيب المحامين في باريس "لا يحتاج الدفاع عن حقوق الانسان لتصريح تحت أي ظرف. العدالة التي لا تقبل أن تشاهد عندما تنصب لا يمكن أن تعتبر نفسها عدالة حقيقية."
وقال الحسني (44 عاما) مرارا ان تهمة "نشر أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الامة وتضعف الشعور القومي" تهمة "من العصور الوسطى" اخترعها أول حاكم عسكري لسوريا حسني الزعيم عام 1949 ولا مكان لها في دولة تعيش في القرن الحادي والعشرين. ولا تعلق السلطات السورية على قضايا سياسية بعينها. لكن الرئيس السوري بشار الاسد قال أكثر من مرة ان المسجونين السياسيين انتهكوا الدستور وانهم يعاملون وفقا للقانون.
وخضع الدستور السوري لتعديل كبير في السبعينات خلال حكم الرئيس الراحل حافظ الاسد أضيفت خلالها عبارة تصف حزب البعث بأنه "قائد الدولة والمجتمع". وفي أعقاب جلسة المحاكمة سمح للحسني ببضع دقائق مع عائلته وأصدقائه قبل أن يعاد الى سجن عدرا شمالي العاصمة السورية. ومن المتوقع أن تعقد الجلسة التالية من المحاكمة الاسبوع المقبل.
وقالت أسرةالحسني انه محتجز في عنبر مع 70 شخصا مدانين بالاغتصاب وجرائم جنسية. وغير مسموح له على خلاف بقية السجناء بالحصول على حشايا ينام عليها أو بالتريض أو الدخول الى مكتبة السجن وممارسة الانشطة.