الحوثيون يسلمون أسيرين سعوديين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الرياض: قال مسؤول حكومي إن المتمردين الحوثيين في اليمن سلموا جنديين سعوديين أسيرين عبر السلطات اليمنية يوم أمس الخميس في إطار جهود لإنهاء الصراع في محافظات شمالية على الحدود مع السعودية.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع السعودية إن الامير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع كان في استقبال الرجلين عند وصولهما الي قاعدة عسكرية بالرياض. وقالت الرياض إن اعادة الجنود سيساعد في إثبات جدية المتمردين بشأن انهاء صراعهم مع المملكة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع ان الوزارة لا تعرف شيئا عن جنديين سعوديين اخرين ما زالا في الاسر لكنه اضاف ان المملكة لن يهدأ لها بال الي ان يتم استعادتهما. وعرض المتمردون الحوثيون على الرياض هدنة الشهر الماضي وأفرجوا عن جندي سعودي في وقت سابق هذا الاسبوع. وقال المتحدث السعودي ان وزارة الداخلية السعودية تحتجز 500 من "المتسللين" لكنه لم يذكر اي تفاصيل. واضاف ان المحتجزين يعاملون طبقا للقوانين الدولية.
وقال مصدر مطلع ان رئيس الوزراء اليمني السابق حيدر العطاس توسط في التوصل لاتفاق يسلم بموجبه الحوثيون الجنود السعوديين للحكومة اليمنية. وستسلم السعودية بموجب الاتفاق اسرى من المتمردين الى الحكومة اليمنية. ورفض المتحدث السعودي الافصاح عن الموعد الذي ستسلم فيه المملكة الاسرى اليمنيين. لكنه اوضح ان الجيش اليمني بدأ في اتخاذ مواقع على امتداد الحدود وان السعودية تراقب الموقف.
وكانت السعودية طالبت الجيش اليمني باتخاذ مواقع على امتداد الحدود غير المراقبة جيدا مع اليمن ضمن شروط اخرى للحفاظ على الهدنة.
وقال عضو بلجنة الهدنة لوكالة رويترز في وقت سابق إن القوات اليمنية ستنتشر على الحدود مع السعودية اعتبارا من الغد (السبت) بموجب اتفاق منفصل لوقف اطلاق النار يهدف لانهاء سبعة اشهر من القتال مع المتمردين الحوثيين. وقال عضو اللجنة "نتوقع ان تنتهي الفرق الهندسية من ازالة الالغام اليوم الجمعة ونتوقع ان ينتشر الجيش على الحدود مع السعودية بدءا من يوم السبت."
ويواجه اليمن أيضا نزعة انفصالية في الجنوب ويحاول سحق متشددين من أتباع تنظيم القاعدة كانوا يقومون بتجنيد الاعضاء وتدريبهم في اليمن وشجعهم على ذلك حالة عدم الاستقرار وضعف سيطرة الحكومة على الكثير من المناطق.
وتوصل اليمن الى هدنة الاسبوع الماضي مع المتمردين الحوثيين الذين خاضوا قتالا ضد حكومة صنعاء بشكل متقطع منذ عام 2004 بسبب شكاوى دينية واقتصادية واجتماعية. وعبر عضو لجنة الهدنة عن تفاؤله بشأن وقف اطلاق النار وقال ان 70 في المئة من شروط المرحلة الاولى -فتح الطرق وازالة الالغام ووقف القتال- نفذت. وأضاف قائلا "هذا تقدم كبير. يجب اكمال فتح الطرق في كل المناطق ويجب أن ينزل المقاتلون الحوثيون من الجبال. بعد ذلك سنفتح ملف المعتقلين."
وأفرج المتمردون الحوثيون الاثنين في 15 شباط/ فبراير عن أول جندي سعوديكما فتحوا غالبية الطرقات الرئيسية التي تربط بين معقلهم في صعدة والمحافظات المجاورة. وقال المتحدث باسم المتمردين الحوثيين محمد عبد السلام في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية وقتذاك إنه "تم اليوم (الاثنين) تسليم الجندي السعودي يحيى عبد الله الخزاعي الى لجنة الوساطة في مدينة صعدة" (240 كلم شمال صنعاء).
وذكر عبد السلام ان الخزاعي "مصاب في رجله وقد اصيب في المواجهات الاخيرة"، مؤكدا ان الافراج عن الجندي يشكل "مبادرة انسانية لتلطيف الاجواء وللتعبير عن حسن النية"، داعيا الطرف السعودي الى "ان يبادر بما من شأنه اتمام ملف الاسرى".
من جهتها اكدت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان "الجندي تم تسليمه اليوم (الاثنين) الى سفارة خادم الحرمين الشريفين بصنعاء اذ تم نقله عبر طائرة هليكوبتر من محافظة صعدة الى صنعاء يرافقه نائب القوات الجوية اليمنية العميد عبد الله الباشا" مضيفة انه "سيتم نقل الجندي الى المملكة قريبا". والافراج عن الاسرى اليمنيين والسعوديين لدى المتمردين هو احد بنود وقف اطلاق النار الستة التي طرحتها الحكومة اليمنية ووافق عليها المتمردون.
إلى ذلك تشير تقديرات للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الى أن 250 ألف شخص اضطروا للفرار من منازلهم في شمال اليمن. ووجهت المفوضية مناشدة هذا الاسبوع للسماح لها بالوصول الى محافظة صعدة -مركز التمرد- للسماح بوصول المساعدات للمدنيين.
وقالت المفوضية في وقت سابق هذا الاسبوع "يحتاج النازحون والمحصورون وسط القتال الى دعم عاجل وكبير." واجتمع مانحون دوليون في لندن الشهر الماضي لمناقشة كيفية مساعدة اليمن للتصدي للقاعدة بعدما قال متشددون في اليمن انهم مسؤولون عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة أمريكية في 25 ديسمبر كانون الاول.
وتعهد المانحون بدعم واسع لليمن كما طالبوا بانهاء الصراع في الشمال حتى يتسنى صرف مساعدات أجنبية بمليارات الدولارات جرى التعهد بها في السابق. ويعتزم مانحون من دول الخليج العربية ومانحون اخرون الاجتماع مجددا في الرياض في 27-28 شباط/ فبراير لمناقشة المساعدات والاصلاحات مع الحكومة اليمنية.