أخبار

المدنيون اولى ضحايا المواجهات في مقديشو

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يشكل المدنيون أولى الضحايا في المواجهات العسكرية التي تدور فيمقديشو .

نيروبي: اذا كانت القوات الحكومية الصومالية قررت شن هجوم واسع على متمردي حركة الشباب في مقديشو بهدف القضاء عليهم، فان الحكم على نجاحها لن يكون في المجال العسكري وحده بل ايضا في قدرتها على تجنيب المدنيين ويلات هذه الحرب التي اصبحوا اولى ضحاياها. ويتبادل طرفا النزاع يوميا القصف المدفعي العنيف الذي لا يوفر المدنيين في العاصمة الصومالية.

ويتمركز مقاتلو حركة الشباب في حي البكارة المكتظ بالسكان. وما ان يطلقوا دفعة من قذائف الهاون باتجاه مواقع للقوات الحكومية او لقوة السلام الافريقية حتى يأتي الرد فوريا في اغلب الاحيان باتجاه مواقع حركة الشباب ما يؤدي في اغلب الاحيان الى سقوط قتلى مدنيين.

وبعد اشهر طويلة من اللامبالاة تجاه تزايد عدد الضحايا المدنيين ظهرت انتقادات دولية خلال الاسابيع القليلة الماضية ل"هذا القصف العشوائي غير المتناسب الذي يطاول المدنيين" حسب ما قال منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في الصومال مارك بوودن. كما نددت منظمة "اطباء بلا حدود" غير الحكومية ب"الغياب الكامل لاي اعتبار لحياة المدنيين من قبل كل الاطراف".

وفي الاطار نفسه اعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها ازاء "الهجمات العشوائية للمتمردين التي تواجه من قبل القوات الحكومية في اغلب الاحيان بالطريقة نفسها". ولم يكن مجلس الامن ايضا بعيدا عن هذه الاجواء عندما اعتبر في كانون الثاني/يناير الماضي ان "النزاع في المدن وفشل كل الاطراف في حصر اعمال العنف في الاهداف العسكرية يضع المدنيين بشكل اكيد في وضع خطير للغاية".

ويسقط العدد الاكبر من الضحايا المدنيين في المناطق الخاضعة لحركة الشباب ما يدفع السكان في اغلب الاحيان الى تحميل القوات الحكومية وقوة السلام الافريقية مسؤولية التسبب بقتل مدنيين. وقال ناشط صومالي في مجال الدفاع عن حقوق الانسان طالبا عدم الكشف عن اسمه ان قوة السلام الافريقية والقوات الحكومية "لا تبدي اي ضبط نفس في ردها" على حركة الشباب.

وفي ظل عدم وجود مراقبين مستقلين من الصعب تحديد المسؤوليات بعد كل قصف دام. وقال مصدر غربي في مقديشو "ان استخفاف الشباب بمصير المدنيين امر لا شك فيه فهم يقصفون بشكل عشوائي وينفذون عدالتهم بايديهم ويرتكبون كل الفظاعات".

وتابع قائلا "لا حرج لديهم على الاطلاق في نصب المدافع قرب المستشفيات، وغالبا ما ينصبون مدافع الهاون على سيارات يتنقلون بها من حي الى آخر وهم يقصفون المواقع المقابلة ما يستدعي قصفا مضادا يصيب الاحياء السكنية". الا انه حرص على تاكيد ان ممارسات حركة الشباب "لا يمكن ان تبرر باي شكل من الاشكال الرد العنيف من قبل القوات الحكومية وقوة السلام الافريقية" التابعة للاتحاد الافريقي.

وفي مواجهة هذه الاتهامات تدافع الحكومة عن نفسها كما تكرر قوة السلام الافريقية القول انها تسعى دائما لابقاء المدنيين بمنأى عن العمليات الحربية. وقال مصدر عسكري صومالي رفيع طالبا عدم الكشف عن اسمه "ان جنودنا يلزمون اقصى درجات ضبط النفس ولا يردون الا عندما يكونون في خطر داهم" مضيفا "ان جنودنا لا يكونون ابدا البادئين باطلاق النار لكنهم يحتفظون بالحق في الدفاع عن النفس".

واضاف هذا الضابط الرفيع المستوى "ان مهمتنا هي حماية السكان ومساعدتهم وليس زيادة تفاقم وضعهم الهش اصلا" معددا احداثا عدة يؤكد فيها ان حركة الشباب قصفت مدنيين بشكل مباشر. وتابع هذا المسؤول العسكري "في حال حصول اي خطأ نجري تحقيقا ويعاقب اي مسؤول تثبت ادانته".

من جهته قال مسؤول في الاتحاد الافريقي ان الاتحاد يعي تماما اهمية عدم تعريض المدنيين للخطر حفاظا على سمعة المهمة التي يقوم بها الجنود الافارقة واضاف "في حال حصل خطأ وتسببنا بقتل مدنيين فسنعترف بذلك". وفي حال حصل هذا الامر واقرت قوة السلام الافريقية بتسببها بسقوط مدنيين فانها ستكون مجبرة على دفع تعويضات... في حين انها عاجزة حتى عن دفع المعاشات الشهرية لجنودها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف