أخبار

الانقلاب في النيجر كان متوقعا وقد يقابل بترحيب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اعتبر محللون ان الاطاحة بالرئيس النيجري مامادو تانجا من جانب الجيش الخميس كانت امرا متوقعا، وان كان البعض يرفض الاسلوب الانقلابي فان هذا الحدث قد يقابل بترحيب كونه وضع حدا لانحراف في الحكم.

لاغوس: قالت سفيرة اسبانيا في النيجر ماريا سوليداد فوينتيث "كان واضحا جدا ان تدخلا عسكريا سيحصل بين لحظة واخرى". واضافت الدبلوماسية متحدثة الى الاذاعة الاسبانية الوطنية ان "الوضع الذي تسبب به الرئيس تانجا، مع ارساء الجمهورية السادسة في اب/اغسطس 2009، انتج نظاما رئاسيا بالكامل يسيطر فيه على كل السلطات (...) وحيث لا حدود لصلاحياته، ما ادى الى تباعد كبير مع قوى المعارضة".

ومنذ نحو عام، يغرق النيجر، المستعمرة الفرنسية السابقة التي يقطنها 15 مليون نسمة، في ازمة سياسية مع قرار تانجا تمديد ولايته الرئاسية عبر اعتماد دستور جديد في اب/اغسطس الفائت، علما ان ولايته الثانية كانت ستنتهي في كانون الاول/ديسمبر 2009.

ورفضت المعارضة ما اعتبرته انقلابا فيما صدرت تنديدات عدة من المجتمع الدولي. لكن تانجا تجاهل هذه المواقف ولم يتردد في حل المحكمة الدستورية والبرلمان لتحقيق هدفه. وانطلاقا من كل هذه العوامل، اعتبر سيباستيان سبيو غاربراه من مركز +يوراسيا غروب+ للدراسات ومقره نيويورك ان الجيش قام ب"عمل جيد". وقال "الانقلاب كان متوقعا بعدما اصبح تانجا خصما للمجتمع الدولي".

وكان الاتحاد الاوروبي علق مساعدات التنمية للنيجر فيما علقت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا عضوية هذا البلد. واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي الخميس ان ما قام به تانجا "ادى بالطبع الى تعجيل ما حصل".

بدوره، اكد كريستوفر فومونيو الباحث في المعهد الوطني الديموقراطي للابحاث في واشنطن ان "تهور" الرئيس المخلوع و"عدم احترامه للمؤسسات الديموقراطية الوليدة انتجا ظروفا مواتية" للتدخل العسكري. ورغم ان الاتحاد الاوروبي وفرنسا والاتحاد الافريقي وجنوب افريقيا دانت الانقلاب كعمل غير دستوري، اعتبر المؤرخ النيجري جيبو هاماني ان على "المجتمع الدولي ان يبدي ترحيبه".

واضاف هاماني الذي يدرس في جامعة نيامي "رغم انهم يدينون مبدأ الانقلاب، فانهم يعلمون جيدا ان النيجر كان في وضع خطير وان ما حصل (الانقلاب) ادى الى تفادي المواجهات". وتابع انه ينبغي عدم نسيان ان "المعارضة في النيجر قادرة على اخراج الاف الناس الى الشارع، الامر الذي كان يجب تفاديه".

وفي رايه ان النيجريين "ينتظرون" و"ياملون" اليوم ان يعيد المجلس العسكري وضع البلاد على سكة المؤسسات الحرة وان يفي بتعهداته، وخصوصا تحت تاثير الضغوط الدولية. وتوقع سبيو غاربراه ان تجري انتخابات قبل نهاية العام. واكد ان "المجتمع الدولي لن يسمح لهم (الانقلابيون) بالبقاء طويلا"، مذكرا بان لفرنسا مصالح مهمة في النيجر، احد ابرز منتجي اليورانيوم في العالم وحيث لمجموعة اريفا النووية الفرنسية استثمارات كبيرة.

ولفت الى ان الولايات المتحدة منشغلة بالارهاب، ولن تسمح بدورها للمجلس العسكري بالبقاء في السلطة "يوما واحدا اكثر من المطلوب". في المقابل، قال فومونيو "لا يزال من المبكر جدا معرفة ما ينوي المجلس العسكري القيام به". وتدارك "يبقى الامل بانه ادرك ايضا ان الافارقة يريدون الديموقراطية وان الزعماء الدكتاتوريين لا يستطيعون الاستمرار في التلاعب بشعوبهم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف