أخبار

الحلف الأطلسي يتوقع استمرار المعارك شهرا في مرجه

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بدأ حوالى 15 الف جندي افغاني واجنبي منذ السبت عملية "مشترك" في وسط هلمند، ويهدف الهجوم الى استعادة المنطقة من ايدي المتمردين واسياد المخدرات، وما ان يتم القضاء على عناصر طالبان، حتى تبدأ المرحلة الثانية التي ستسمح بفرض سلطة كابول في هذه المنطقة، بحسب الحلف الاطلسي والسلطات الافغانية.

مرجه (هلمند): قتل سبعة جنود من حلف شمال الاطلسي خلال الساعات ال24 الماضية في إطار الهجوم الواسع الذي يقوم به الحلف والجيش الافغاني على مرجة أحد معاقل حركة طالبان في جنوب أفغانستان، في حين أعلن الحلف أن السيطرة الكاملة على هذه المنطقة لا تزال تستلزم شهرا إضافيا من القتال.

وقتل جندي من قوة الحلف الاطلسي الجمعة في هذه المعارك. وكان ثلاثة جنود من الحلف قتلوا الخميس في معارك مع طالبان كما قتل ثلاثة آخرون في انفجار قنابل يدوية الصنع. وبذلك يرتفع الى 12 عدد جنود القوات الدولية الذين قتلوا منذ بداية العملية في ولاية هلمند قبل سبعة ايام.

كما قتل جندي من الحلف ايضا في معارك وقعت في جنوب البلاد الا ان هذه المعارك لا علاقة لها بسير العمليات العسكرية في مرجه، ولم يحدد الحلف الاطلسي جنسيات الجنود القتلى بيد أن وزارة الدفاع البريطانية قالت ان اثنين منهم بريطانيان.

واستمرت المعارك الجمعة بين المتمردين والقوات الدولية والافغانية، وقال الحلف الاطلسي في بيان إن "عمليات تصفية (المتمردين) متواصلة والمقاومة في مرجه اقوى ممّا هي عليه في ناد علي" شمالا، والمعارك تتسم احيانا ب"الضراوة"، واضافت قيادة الحلف الاطلسي في كابول أن "الوضع العام يعتبر ايجابيا".

الا ان الجيش البريطاني كان أقل تفاؤلا واعلن من لندن ان المقاومة التي تبديها حركة طالبان "ازدادت كما كان متوقعا" خلال الساعات القليلة الماضية، الا انه اعتبر انها "لا تهدد ابدا" نجاح الهجوم.

وقال الجنرال البريطاني غوردن مسنجر المتحدث باسم الجيش البريطاني "كنا نتوقع ان تزداد قوة المقاومة لدى العدو بعد ان يستعيد انفاسه وهذا ما حصل بالفعل".

واضاف الجنرال مسنجر ان "الحوادث التي تستهدف قوة ايساف (قوة الحلف الاطلسي في افغانستان) والقوات الافغانية اليوم هي اكثر مما كانت عليه لدى بدء العملية" مضيفا ان تحركات مقاتلي طالبان "تبقى غير منسقة".

وكان الجنرال البريطاني نيك كارتر المكلف قيادة قوات الاطلسي في جنوب افغانستان أعلن مساء الخميس أن السيطرة على مرجه حيث تلاقي القوات الافغانية والدولية "مقاومة شرسة"، ستتطلب "25 الى 30 يوما".

وقال الجنرال شير محمد ضاضائي قائد الجيش الافغاني في جنوب افغانستان لوكالة فرانس برس "ان العملية تتقدم وفقا للخطة. تسيطر وحداتنا على مرجه". وكان الجنرال الافغاني يتحدث في لشكر قاه عاصمة ولاية هلمند التي تقع مدينة مرجه في وسطها.

لكن الجنرال ضاضائي قلل من شأن المعارك ميدانيا، وقال "لا توجد مقاومة ضدنا في مرجه باستثناء نيران متقطعة انطلاقا من أسطح المنازل، لكن عندما نصل الى مقربة منهم، يختفون (عناصر طالبان)".

وكان القادة الافغان اكدوا في بداية الاسبوع أن التحالف سيطر على كل منطقة مرجه ومحيطها تقريبا، وهي احد معاقل المتمردين الاسلاميين ومركز زراعة الخشخاش في افغانستان.

وبحسب الصليب الاحمر فإن جرحى هذه المعارك او الاشخاص العالقين بين نارين باتوا عاجزين عن مغادرة مرجه للعلاج في لشقر قاه عاصمة ولاية هلمند، وقال مسؤول في الصليب الاحمر طالبا عدم كشف اسمه ان "ال40 كيلومترا بين مرجه ولشقر قاه مزروعة بالقنابل اليدوية الصنع والطريق بالتالي مقفلة".

وقال اجمل صمدي مدير منظمة "اي ار ام" الافغانية للدفاع عن حقوق الانسان ان "الاشخاص الذين يحتاجون الى عناية صحية لا يستطيعون الوصول الى المستشفى" مضيفا ان مقاتلي طالبان ابلغوا السكان المتجمعين في المساجد بضرورة البقاء حيث هم حتى انتهاء المعارك.

ومن المتوقع نشر نحو 400 عنصر من الشرطة الافغانية السبت في وسط مرجه لتعزيز الوجود الحكومي في هذا المعقل الذي سيطرت عليه طالبان طوال السنتين السابقتين، ووصلت اعداد من الجرافات والآليات المضادة للالغام الى مرجه اضافة الى شاحنات تنقل معدات بناء لبدء تشييد قاعدة عسكرية جديدة في البلدة بحسب مسؤولين عسكريين.

ولاتزال عمليات ازالة الألغام مستمرة في مرجة. أما في منطقة ناد علي، فقد تم نشر أول قوة من الشرطة الأفغانية، وقال مسؤولون بريطانيون ان عمليات لبناء الاستقرار قد بدأت في بعض المناطق من اقليم هلمند.

من جهة أخرى، أفاد مسؤول كبير في جهاز الامن الباكستاني الجمعة ان محمد حقاني احد اشقاء زعيم الحرب الافغاني سراج الدين حقاني القريب من تنظيم القاعدة قتل في غارة أميركية شمال غرب باكستان.

وقال المسؤول الباكستاني لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان "محمد حقاني ابن جلال الدين حقاني والذي لم يكن مشاركا بفعالية في حركة التمرد قتل في هجوم الخميس مع عنصرين اجنبيين وفرد ينتمي الى قبيلة محلية"، واضاف ان "محمد لم يكن يشارك في الحركة بفعالية لكن منزله كان يستخدم مخبأ من قبل ناشطين عرب".

وكانت ذكرت تقارير صحافية ان الاجهزة الباكستانية اعتقلت اثنين من كبار قادة طالبان في باكستان في الآونة الاخيرة، وانهما محتجزان في باكستان مثل الرجل الثاني في الحركة، الملا عبد الغني برادر.

وذكرت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية ان المخابرات الباكستانية تكثف جهودها لاعتقال قادة طالبان الموجودين في باكستان منذ اعتقالها القائد العسكري للحركة الملا برادر الشهر الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين افغان قولهم ان السلطات الباكستانية تحتجز اثنين من حكام الاقاليم الموازيين هما الملا عبد السلام حاكم اقليم قندز في طالبان والملا مير محمد حاكم اقليم بغلان. وتم اعتقالهما قبل اسبوعين في غارة لعملاء المخابرات الباكستانية على منزل في اكورا ختاك، حسب ما ذكر زعيم مدرسة دار العلوم الحقانية هناك.

وتقول السلطات الباكستانية إنها منذ اعتقلت الملا برادر تمكنت من اعتقال عدد من المسلحين من طالبان والقاعدة في البلاد. وفي احدث تلك العمليات، اعتقل تسعة من المسلحين المرتبطين بالقاعدة قرب مدينة كراتشي الباكستانية في اليومين الماضيين.

ورحب البيت الابيض الاربعاء باعتقال الملا عبد الغني برادر احد كبار القادة العسكريين في حركة طالبان، ووصف عملية الاعتقال بأنها "نجاح كبير للجهود المشتركة في المنطقة".

يشار الى ان السلطات الباكستانية كانت قد اكدت الاربعاء نجاح عملية الاعتقال قبل تصريح الرئاسة الأميركية، لكن صحيفة نيويورك تايمز كانت الاولى التي كشفت عن هذه القضية قائلة انها عملية مشتركة نفذتها اجهزة الاستخبارات الباكستانية والأميركية.

وكان الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال اطهر عباس هو الذي اكد الاربعاء خبر اعتقال برادر بينما اشار مسؤولون آخرون الى ان برادر يقدم معلومات استخبارية مفيدة ويتم اطلاع الجانب الأميركي عليها.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الجمعة ان عناصر الامن الباكستانيين الذين اعتقلوا القائد العسكري لطالبان الافغانية الملا برادر خلال هجوم، لم يدركوا انهم اعتقلوا هذا الشخص تحديدا الا بعد تنفيذ عمليتهم. ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري اميركي قوله ان اعتقال الملا عبد الغني برادر كان "صدفة سعيدة". واكد ان "احدا (من العناصر الباكستانيين) لم يكن يعرف الشخص" الذي تم اعتقاله.

واوضحت الصحيفة ان عناصر الامن الباكستانيين الذين نفذوا هجومهم بناء على معلومات استخباراتية اميركية لم يصادفوا اي مقاومة حين اقتحموا احد منازل كراتشي في نهاية كانون الثاني/يناير واقتادوا العديد من المعتقلين.


برادر.. احد مؤسسي طالبان
واشار رحيم الله يوسف زاي الذي يعمل في صحيفة الاخبار الباكستانية الى ان برادر "يعتبر واحدا من اربعة اشخاص قاموا بتأسيس الحركة والاخبار عنه منقطعة منذ فترة طويلة وستقوم الحركة بتسمية شخص بدلا منه لكن لن يكون بنفس مكانته".والملا برادر من مواليد قرية فيتماك في منطقة داهراود التابعة لاقليم اوروزجان عام 1968.وكان يتولى منصب نائب وزير الدفاع في حكومة طالبان التي اطاحت بها القوات الأميركية عام 2001 حسب المعلومات التي نشرها الانتربول، كما يعتقد انه أحد أصهار الملا عمر القائد الأعلى لطالبان وعضو مجلس شورى طالبان في منطقة كويتا والذي يعتبر اكبر سلطة في الحركة.ورغم توليه اهم منصب عسكري في الحركة الا ان تقارير اخبارية افادت انه من الشخصيات التي تحبذ فتح باب الحوار مع الولايات المتحدة والحكومة الافغانية.

كما اعلن وزير الداخلية الباكستاني رحمان مالك ان "الملا برادر ليس الوحيد الذي اعتقل انما اعتقل معه عدد آخر من المنتمين إلى طالبان ولكن من المبكر كشف اي معلومات عنهم فكل شيء في وقته".

ونفى مالك ان تكون الاستخبارات الأميركية قد اشتركت في هذه العملية قائلا ان "المعلومات عن ذلك غير صحيحة اطلاقا والاستخبارات الباكستانية هي وحدها التي نفذت العملية، ولكن هناك تبادل معلومات بين الجانبين الأميركي والباكستاني وهذا امر طبيعي في الوقت الذي يخوض فيها الجانبان الحرب نفسها".

وختم مالك تصريحه بالقول ان "هذه العملية ونجاحها يؤكدان مدى جدية وصدق باكستان في حربها على الارهاب". يذكر ان المعلومات المتوفرة عن برادر ضئيلة ولكن المؤكد انه المسؤول العسكري الاول في الحركة ويأتي في المرتبة الثانية بعد الملا عمر في هرم الحركة.

وكان برادر قد طلب العام الماضي من مقاتلي الحركة عدم الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع قوات حلف الناتو بسبب تفوقها من حيث القوة النارية واللجوء بدلا من ذلك الى تكتيك حرب العصابات وزرع العبوات على الطرقات التي تسلكها قوات الناتو.

وتلاحق الاستخبارات الأميركية والباكستانية والقوات الافغانية الملا برادر منذ زمن وكانت وزارة الداخلية الافغانية قد اعلنت في نهاية اغسطس/آب 2007 انه قتل في غارة أميركية على مواقع مسلحين في إقليم هلمند في جنوبي افغانستان.

ونقلت وكالات الأنباء وقتها عن الداخلية الأفغانية أن تقارير الاستخبارات العسكرية ذكرت أن الملا برادر قتل مع عدد آخر من المسلحين خلال اشتباكات عنيفة قرب معقل طالبان في اقليم هلمند.

وذكر أن الاشتباكات وقعت بعد أن نصب مسلحو طالبان كمينا لقافلة عسكرية أفغانية بين اقليمي سانجين وسروان، الا انه اتضح لاحقا ان هذه المعلومات لم تكن دقيقة. ويعتبر برادر ارفع مسؤول في الحركة يلقى القبض عليه منذ دخول القوات الأميركية الى افغانستان عام 2001 ويتولى وضع الاستراتيجية العسكرية والسياسية ويدير شؤونها المالية حسب مصادر اعلامية باكستانية.

... انهيار الحكومة الهولندية بسبب افغانستان

على صعيد متصل، ذكرت وسائل الاعلام الهولندية ان الحكومة الائتلافية الهولندية انهارت يوم السبت عندما اخفق اكبر حزبين في الاتفاق بشأن سحب القوات الهولندية من اقليم ارزكان الافغاني كما كان مزمعا هذا العام، وذكرت وكالة ايه ان بي ومحطة ار تي ال التلفزيونية ان حكومة رئيس الوزراء يان بيتر بالكننده انهارت بعد ساعات من المحادثات التي امتدت حتى الساعات الاولى من صباح يوم السبت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف