انقلاب النيجر: مظاهرات مؤيدة .. وإدانة دولية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد 24 ساعة على الانقلاب الذي اطاح بالرئيس النيجري مامادو تانجا، دعت المعارضة الى تظاهرة كبرى دعما للانقلابيين في حين امل المجتمع الدولي بعودة سريعة للديموقراطية الى هذا البلد.
نيامي: اكد "المجلس الاعلى لاستعادة الديموقراطية" الذي تولى السلطة الخميس بعد معارك اسفرت عن ثلاثة قتلى، الجمعة انه يسيطر على الوضع واعلن انه سيشكل قريبا "مجلسا استشاريا" للعمل على مستقبل البلاد.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري غوكويي عبد الكريم ان الرئيس المخلوع "هو في ظروف ممتازة ويخضع لمتابعة مستمرة من طبيبه"، لكنه لم يحدد المدة التي سيظل فيها تانجا معتقلا، وكان ظهر زعيم المجلس العسكري في النيجر علانية للمرة الاولى يوم الجمعة بعد يوم من الاطاحة بالرئيس محمد تانجا في انقلاب لكنه لم يشر الى اي جدول زمني للانتخابات.
وشكلت القوات التي استولت على السلطة واعتقلت تانجا يوم الخميس ما اطلقت عليه اسم "المجلس الاعلى لاستعادة الديمقراطية"، لكن زعيم المجلس العسكري سالو دجيبو وعد فقط ببدء مناقشات قريبا مع مسؤولين بالوزارات بشأن أولويات البلاد.
والتقى المجلس العسكري الذي حل الحكومة وعلق الدستور الذي اقر في اب/اغسطس 2009، الجمعة الامناء العامين للوزارات وهو يستعد للافراج عن الوزراء، وفق المتحدث، واضاف "زودناهم توجيهات بالنسبة الى الخطوات الملحة لضمان عمل الدولة".
وافاد مراسل فرانس برس ان نيامي كانت هادئة صباح الجمعة، وانتشرت المدرعات والاليات الرباعية الدفع المجهزة برشاشات في منطقة "الهضبة" التي تشمل الى جانب مقر الرئاسة وزارات ومباني رسمية ومقر رئاسة اركان الجيش.
مامادو تانجا وفي مدينة دوسو (غرب)، خرج مئات من السكان الى الشوارع "تعبيرا عن الفرح والدعم للمجلس العسكري"، وفق ما قال التاجر محمد بوريما في اتصال مع فرانس برس. وفي بيان تمت تلاوته عبر الاذاعات الخاصة، دعت منسقية القوى الديموقراطية من اجل الجمهورية، وهي ائتلاف معارض، الى "مشاركة كبيرة" في تظاهرة داعمة للعسكريين الانقلابيين امام مقر البرلمان في نيامي السبت.
ويعتبر النيجر، الدولة الشاسعة في الساحل الافريقي، احدى اكثر الدول فقرا في العالم، وهي المنتج الثالث لليورانيوم، واستهدف الانقلابيون القصر الرئاسي الخميس بحسب شهود افادوا عن حدوث اطلاق نار كثيف. ودمرت قذائف جزءا من بوابته الرئيسية، ومركزا للحرس.
وطالب الاتحاد الافريقي وفرنسا والاتحاد الاوروبي وجنوب افريقيا بعملية انتقالية ديموقراطية. وفي اديس ابابا دعا الاتحاد الافريقي الى السماح لشعب النيجر بانتخاب الزعيم الذي يريده، وعلق الاتحاد الافريقي عضوية النيجر اثر الانقلاب ودعا الى العودة للوضع الدستوري في مرحلة ما قبل اب/اغسطس 2009.
وقال مول سيبوجا كاتيندي الذي يرأس مجلس السلم والامن بالاتحاد الافريقي "علقت عضوية النيجر من كل انشطة الاتحاد الافريقي، سنواصل في الوقت الراهن عملية مساعدتهم في العودة الى النظام الدستوري."
وجاء الانقلاب بعد شهور من التوترات المحتدمة حول الاصلاحات الدستورية التي ادخلها تانجا الذي يبلغ 71 عاما ويتولى الرئاسة منذ عشر سنوات عمها الهدوء بشكل اجمالي الى حل البرلمان والمحكمة الدستورية عام 2009 وتمكن من احراز تمديد لولايته ثلاث سنوات بعد استفتاء مثير للجدل في اب/اغسطس، وقال سكان ان الانقلاب قدم بعض الامل في التغيير.
إدانة أممية .. ودولية
من جهة أخرى أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الانقلاب الذي وقع في النيجر، ودعا السلطات الجديدة إلى الوفاء بوعودها بإعادة النظام الدستوري.
وانتقد كي مون أيضا في بيان أصدره مكتبه الصحفي الرئيس المعتقل مامادو تانجا لسعيه للبقاء في منصبه بعد فترته الثانية، ودعا الأمين العام إلى الهدوء وإلى احترام القانون وحقوق الإنسان لكل مواطني النيجر، وأضاف أن الأمم المتحدة ستعمل عن كثب مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) والاتحاد الأفريقي لحل الأزمة.
ورغم الادانات الدولية قال دبلوماسيون ومحللون ان الانقلاب قد يشكل فرصة لاجراء الانتخابات التي أرجأتها اصلاحات دستورية لا تحظى بالشعبية أجراها تانجا.
ووصل وزير الخارجية السنغالي ماديكي نيانغ الجمعة الى نيامي ويتوقع ايضا وصول وفد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا.
ودعت الولايات المتحدة الى "عودة سريعة للديموقراطية"، وقالت وزارة الخارجية الاميركية يوم الخميس انها لا تدافع عن العنف لكن النيجر تحتاج الى انتخابات والى حكومة جديدة.
واملت باريس التي "دانت" الاستيلاء على الحكم "بوسائل غير دستورية" باجراء انتخابات حرة في النيجر "خلال الاشهر المقبلة". ولفرنسا مصالح مهمة في النيجر، خصوصا على صعيد
استخراج اليورانيوم. ويقيم نحو 1500 مواطن فرنسي في هذا البلد، واعتبر وزير الدولة الفرنسي لشؤون التعاون الان جويانديه ان "لا سبب للخوف" من اعادة نظر في الشراكة بين الدولة
في غضون ذلك، قال اكبر دبلوماسي أميركي لغرب افريقيا ان الولايات المتحدة تريد ان يعمل المجلس العسكري الحاكم الجديد في النيجر بسرعة بشأن تعهدات باعادة الديمقراطية قائلا ان العقوبات قد ترفع بعد تحركات لاقامة الحكم المدني.
وقال وليام فيتزجيرالد نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ان الانقلاب الذي وقع يوم الخميس ضد الرئيس محمد تانجا قد يطلق عملية تجديد ديمقراطي في ساحل العاج التي شهدت معظم المساعدات تجمد كما فرضت عليها عقوبات العام الماضي بعد ان عمل تانجا على تمديد حكمه.
وقال فيتزاجيرالد ان"الموقف الأميركي واضح ..عليهم ان يظهروا باسرع ما يمكن انهم يسعون بشكل حقيقي لاعادة الدستور والتحرك لعودة للحكم الديمقراطي والمدني، "في هذه الحالة لدينا حوافز لهم".
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول المنطقة عقوبات على النيجر واعضاء حكومة تانجا اواخر العام الماضي في حين اوقفت الولايات المتحدة بعضا من مساعدات التنمية السنوية التي يبلغ حجمها 30 مليون دولار للنيجر وهي منتج رئيسي لليورانيوم.
وقال فيتزجيرالد ان قادة المجلس قد يرون الغاء العقوبات اذا قاموا بعمل سريع لاعادة الديمقراطية مثل عقد محادثات مع زعماء المعارضة وتشكيل حكومة انتقالية يقودها مدنيون ودعوة مراقبين دوليين لمراقبة الاستعدادات للانتخابات.
وتلقى قائد الانقلاب دجيبو تدريبا في ساحل العاج والمغرب والصين وكان يعمل في مهام لحفظ السلام تابعة للامم المتحدة، ومن بين قادة الانقلاب الاخرين الكولونيل جبريل حميدو الموجود في نيامي وهو متحدث سابق باسم المجلس العسكري الذي نفذ انقلاب عام 1999 مما مهد الطريق لانتخابات وصل بعدها تانجا للسلطة.