أخبار

دعم أميركا لأحد زعماء الحرب إختبار لسياسة جديدة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كالاغوش: قال مسؤولون عسكريون وخبراء مستقلون إن الولايات المتحدة تساعد زعيم حرب أفغاني كان عدواً لدوداً لها للسيطرة على منطقة واقعة على حدود باكستان. وتشكل استراتيجية دعم الملا صديق بصفته الحاكم الفعلي لمنطقة كامديش شرق ولاية نورستان، جزءا من محاولة اوسع لاحلال الاستقرار في افغانستان لتتمكن القوات الدولية من مغادرتها.

وصديق قائد سابق للحزب الاسلامي المجموعة المسؤولة لسنوات عن هجمات على قوات التحالف والجيش الافغاني والمدنيين. ويسبب الدعم الاميركي لصديق الذي قال انه يريد الانضمام الى حكومة الرئيس حميد كرزاي ضد طالبان، خلافا بين طاقم السياسة الخارجية الاميركية في افغانستان والعسكريين.

وقال ضباط كبار ان صديق يمكن ان يؤمن دعم سكان نورستان لكرزاي ويسمح باختراق في المعركة ضد متمردي طالبان. لكن المسؤولين في الخارجية الاميركية وخبراء مستقلين يخشون ان يكون صديق يسعى الى تحالف موقت مع القوات الاميركية لدحر الفصائل المحلية لطالبان قبل ان يسيطر على المنطقة الحدودية الجبلية ويجعلها معقلا له.

وقال القومندان راسل ماكورماك الذي يترأس فريق اعادة الاعمار في ولاية نورستان ان الولايات المتحدة يجب ان تعمل مع صديق. واوضح ماكورماك لوكالة فرانس برس "انه مؤثر وذكي ويستخدم الدبلوماسية والاسلام الحقيقي بدلا من الشكل الوحشي الذي تدعو اليه طالبان".

وتابع ان صديق "كسب تأييدا شعبيا هائلا بمحاربته حركة طالبان واعطاء امل في المستقبل عن طريق الحكومة المركزية التي ستنقل المدارس والتنمية والحياة الى القرن ال21 وليس الى القرن الخامس عشر". واكد ماكورماك ان صديق الذي يرئس المجلس المحلي في كامديش يشكل احد السبل لتسوية الوضع في افغانستان حيث يقاتل 120 الف جندي من حلف شمال الاطلسي والاميركيين تمرد طالبان منذ تسع سنوات.

وتشكل هذه الخطة جزءا من استراتيجية جديدة لمكافحة التمرد لتعزيز ثقة الناس في حكومة كرزاي وانهاء الحرب. ومع الاعلان عن بدء انسحاب القوات الاميركية في تموز/يوليو 2011، اطلق كرزاي الشهر الماضي دعوة الى "المصالحة" مع المتمردين.

ويجري اختبار هذا التكتيك الجديد في ولاية هلمند ايضا في الجنوب الافغاني حيث يشن 15 الف جندي من القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان (ايساف) ومن الجيش الافغاني هجوما على مرجه التي يسيطر عليها متمردو طالبان ومهربو المخدرات منذ سنوات.

وبينما يشكل الهجوم على مرجه احد جوانب خطة الرئيس باراك اوباما في افغانستان، قال خبير في شؤون نورستان ان التفاؤل في الاتفاق مع صديق ليس سوى آمال يبنيها القادة الاميركيون في مواجهة يأسهم المتزايد.

وصرح الاستاذ الجامعي الاميركي ريتشارد ستراند الذي يزور نورستان بانتظام منذ 1967، من اريزونا "ندعي اننا تمكنا من تغيير هذا الرجل وانه يحاول الآن اقناع الناس بالتخلي عن طالبان والقاعدة للانضمام الى الحكومة لكنني اشكك في نجاعة هذه الخطة".

وجاء الدعم الاميركي لصديق بعدما قتل ناشطون ثمانية جنود اميركيين في كامديش في تشرين الاول/اكتوبر الماضي بينما كانت الولايات المتحدة تنسحب من شرق ووسط نورستان. ويخشى عدد من المسؤولين الاميركيين في كابول ان يكون صديق يستخدم العسكريين. وكان صديق احد قادة زعيم الحزب الاسلامي الذي يتزعمه زعيم الحرب القوي قلب الدين حكمتيار.

واعلن هذا الفصيل الشهر الماضي انه منفتح على الحوار. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية متخصص في شؤون غرب افغانستان طالبا عدم كشف هويته ان "العسكريين مهتمون جدا بصديق ويريدون كسبه وكسب تأييده لمعسكر الحكومة".

لكنه تساءل "هل يشكل هذا اختراقا ام ان الامر يتعلق برجل ذكي يستخدم اي تحالف ليتمكن من الانتصار على عدوه -- اي طالبان في منطقته -- الذي سيفعل ما يريده ليرضيه؟". واضاف هذا المسؤول ان صديق طلب مقابل تعاونه منحه حق تعيين قادة الشرطة والمسؤولين المحليين. وتابع ان "العسكريين يرون في الملا صديق "صوت الشعب" لكنه في الواقع زعيم حرب محلي واذا قام بتعيين كبار مسؤولي الشرطة والادارة سيكون هؤلاء موالين له".

وعملت القوات الاميركية على الحد من نشاطات المتمردين ومهربي المخدرات في نورستان الواقعة في جبال الهندو كوش حيث يعتقد ان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن اختبأ لفترات منذ 2001. وفي اطار السياسة الجديدة، لم يعد للعسكريين الاميركيين وجود في الولاية بل اصبحوا يتمركزون على الطرق داخل نورستان التي تؤدي من المدن الى الجنوب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف