صدامات في الخليل أثر ادراج إسرائيل موقعين مقدسين على لائحة تراثها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وقعت صدامات بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في الخليل بعد قرار إسرائيل إدراج موقعين مقدسين على لائحة تراثها.
الخليل: وقعت صدامات صباح الاثنين بين فلسطينيين وجنود اسرائيليين في الخليل بالضفة الغربية بعد قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ادراج موقعين مقدسين في الاراضي المحتلة موضع خلاف سياسي ديني مع الفلسطينيين على لائحة المواقع الاثرية في اسرائيل.
واثار قرار نتانياهو موجة احتجاجات شديدة من السلطة الفلسطينية وحكومة حماس بالاضافة الى دعوات للمجتمع الدولي للتدخل. وقال مراسل وكالة فرانس برس ان عشرات من الشبان رشقوا حاجزا عسكريا اسرائيليا بالحجارة في مدينة الخليل فيما قام الجنود باطلاق القنابل المسيلة للدموع.
وعم المدينة اضراب اغلقت خلاله المتاجر والمدارس. وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان "حوالى مئة فلسطيني كانوا يحرقون اطارات السيارات ويرشقون الجنود بالحجارة" مشيرة الى ان احد الجنود اصيب بشكل طفيف.
ولم ترد انباء عن اصابة فلسطينيين. وكان قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي الاحد اثار موجة استياء حين اعرب عن امله في ادراج الحرم الابراهيمي في الخليل وقبر راحيل في بيت لحم ضمن خطة للحفاظ على المواقع الاثرية في اسرائيل.
ويقع قبر راحيل على مدخل بيت لحم قرب القدس والحرم الابراهيمي في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة. ورصدت الحكومة الاسرائيلية الاحد موازنة تبلغ اكثر من مئة مليون دولار للحفاظ على 150 موقعا تاريخيا في اسرائيل. واللائحة الاساسية لم تكن تشمل هذين الموقعين المقدسين.
واوضح نتانياهو ان اللائحة النهائية للمواقع التاريخية الاسرائيلية التي يجب الحفاظ عليها "لم توضع بشكل نهائي بعد". وفي ردود الفعل، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس في اتصال من باريس "ندين بشدة هذا القرار الذي يؤكد مرة اخرى اصرار الحكومة الاسرائيلية على فرض الحقائق على الارض وفرض مزيد من الاملاءات الاسرائيلية".
ودعا المجتمع الدولي الى اعتبار هذا القرار "غير شرعي وباطل كما اعتبر قرار ضم القدس لاغيا وباطلا وغير شرعي خاصة ان هذا القرار الاسرائيلي استفزازي لمشاعر المسلمين في جميع انحاء العالم وللشعب الفلسطيني خاصة".
من جهتها، دانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير "القرصنة الاحتلالية الجديدة" و"القرار اللصوصي" الذي اتخذه نتانياهو، محملة "اسرائيل وحدها تداعيات هذا القرار الاحتلالي". وقالت اللجنة ان "هذا السلوك المتواصل للحكومة الاسرائيلية المتطرفة تجاه نهب الارض الفلسطينية وتراثها التاريخي والديني يأتي منسجما مع سياستها المدمرة لفرص تحقيق السلام في هذه المنطقة".
ودعت بدورها المجتمع الدولي ومؤسساته الى "القيام بخطوات ملموسة وحازمة تجاه إنقاذ المنطقة من دوامة دورة جديدة من النزاع وسفك الدماء".
وحذرت اللجنة من ان "تردد المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة في لجم نزعات اسرائيل الاستيطانية وتقويض اسس قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني والاكتفاء بالدعوة إلى العودة للمفاوضات دون توفير أدنى متطلبات نجاحها يشجع الحكومة الاسرائيلية على مواصلة استهتارها بالشرعية الدولية وقراراتها".
وفي غزة نددت الحكومة الفلسطينية المقالة برئاسة حماس بالقرار الاسرائيلي معتبرة انه يجب التصدي له. وقال محمد الأغا وزير السياحة والآثار في الحكومة الفلسطينية المقالة خلال مؤتمر صحافي ان "الاعلان الصهيوني الخطير يأتي قبل أيام من الذكرى السادسة عشرة لمجزرة الحرم الابراهيمي".
واضاف ان "هذا يثبت دموية قادة "إسرائيل" الذين يعشقون سفك دم الفلسطينيين وسرقة تاريخهم وحضارتهم بعد تهجيرهم". واضاف إن "هذا الاعلان الصهيوني يستوجب هبة شعبية وعربية واسلامية دفاعا عن المقدسات وعن الحرم الابراهيمي الشريف" محذرا من ان "الغضب الفلسطيني ملتهب ولن يهدأ طالما مقدساتنا تستباح".
وطالبت حكومة حماس "الامتين العربية والإسلامية واحرار العالم بالخروج بمسيرات جماهيرية لدفع حكوماتها إلى التدخل والضغط بقوة لوقف الاحتلال عن غطرسته واستباحته للمقدسات الإسلامية وكذلك المسيحية".
والحرم الابراهيمي الذي يشكل موضع توتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين مقسوم الى جزئين، احدهما للمصلين المسلمين والاخر للمؤمنين اليهود منذ المجزرة التي ارتكبها مستوطن اسرائيلي في 25 شباط/فبراير 1994 واسفرت عن مقتل 29 مصليا فلسطينيا في داخله.
وقبر راحيل هو موقع مقدس لدى اليهود ويشكل جيبا اسرائيليا في مدينة بيت لحم الفلسطينية الخاضعة للحكم الذاتي. وقرار ادراج هذين الموقعين ضمن خطة الحفاظ على الاثار تم في اللحظة الاخيرة الاحد اثر احتجاج من وزراء اليمين المتطرف في الحكومة الاسرائيلية. لكن متحدثا باسم الحكومة الاسرائيلية شدد الاحد على ان اللائحة ليست نهائية.