الخلافات السياسيّة تقف لآمال بنغلادش بالمرصاد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
داكا: أثارت خلافات سياسية نابعة من اضطرابات طلابية شهدتها بنغلادش في الاونة الاخيرة وعداء طويل بين قياداتها مخاوف المانحين في الخارج وحكومات صديقة بشأن الاستقرار طويل الاجل في هذه الدولة الفقيرة.
وفي منتدي تنمية بنغلادش الذي عقد الشهر الجاري تعهدت الوفود المشاركة بتقديم مزيد من المساعدات للدولة الواقعة في جنوب اسيا والتي يقطنها 150 مليون نسمة للحد من الفقر وتطوير قطاعات الكهرباء والطاقة والبنية التحتية.
لكن الوفود حذرت المشاركين من بنغلادش من ان المناخ السياسي الذي يتسم بالتركيز الشديد على الاشخاص والانتماء الحزبي المتعصب سيقوض هدف رئيسة الوزراء الشيخة حسينة بجعل البلاد دولة متوسطة الدخل بحلول عام 2021 . ويحصل نحو 40 في المئة من سكان بنغلادش على أقل من دولار يوميا.
وقالت ريناتا ديسالين منسقة الامم المتحدة المقيمة في بنغلادش في الاجتماع "عرقل التنافس المفرط بين الحزبين السياسيين الرئيسيين الديمقراطية في بنغلادش.. تنافس تجاوز في بعض الاحيان المعايير الديمقراطية العادية." وقال وزير المالية في بنغلادش ابو المال عبد المحيط "نعم.. الانقسام السياسي يضر بالانشطة التنموية لذا نحاول ان نجعل البرلمان فعالا."
لكن حتى خلال انعقاد الاجتماع تبادل اعضاء البرلمان المنتمون لرابطة عوامي التي تتزعمها الشيخة حسينة والاعضاء المنتمون لحزب بنغلادش الوطني الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة الشيخة خالدة ما وصفه رئيس البرلمان بكلمات "بذيئة لا تناسب الوجود في البرلمان". وانسحب حزب بنغلادش الوطني من جلسات البرلمان أكثر من مرة وقت انعقاد الاجتماع.
ولم يبدأ حزب بنغلادش الوطني في حضور جلسات البرلمان الا في الفترة الاخيرة بعد مقاطعة استمرت نحو عام قائلا انه يلقى معاملة غير عادلة من رابطة عوامي التي تقود ائتلافا يتمتع بأغلبية تزيد عن الثلثين في المجلس التشريعي المؤلف من 345 مقعدا. وينظر للانتخابات التي جرت في ديسمبر كانون الاول 2008 والتي أتت برابطة عوامي للحكم بعد فترة من حكم الطواريء على انها نزيهة وسلمية بمعايير بنغلادش.
وبعث ذلك الامل في تحقيق استقرار سياسي وتعاون محتمل بين أكبر حزبين ويرأس كل منهما سيدة قوية تنحدر من اسرة ذات تاريخ طويل وبارز في العمل السياسي في بلد شهد على مدى ما يقرب من 40 عاما من الاستقلال فترات من الحكم العسكري واقتتالا في الشوارع وعنفا بين الاحزاب.
وذكر البنك المركزي ان اجمالي الاستثمار الاجنبي المباشر في بنغلادش بلغ 941 مليون دولار في السنة المالية التي انتهت في يونيو حزيران 2009 وتغطي فترة سابقة على الانتخابات والاشهر الاولى من حكم حسينة مقارنة مع 650 مليون دولار في العام السابق. كما ذكر أن الثقة في الاستثمار في بنغلادش زادت أيضا في الربع الاول من يوليو تموز الى سبتمبر ايلول من السنة المالية الحالية رغم عدم توافر أرقام.
وبعد أكثر من عام بقليل على تنصيب حسينة يقول كثير من أبناء بنغلادش ان الامور ساءت ويتساءلون عما اذا كان سيستمر تدفق الاستثمارات في ظل الخلافات المستمرة بين الحزبين الرئيسيين مع دلائل على تنامي الجريمة التي ترتبط بجماعات سياسية.
ويرى بديع العلم ماجومدار المحلل وأمين "منظمة مواطنون من اجل حكم رشيد" في تصريحات لرويترز "يعتمد حجم المعونات عادة على مزاج المانحين ولكن تدفق الاستثمارات يرتبط بالاعمال والارباح والتي يمكن ان تتأثر كثيرا ما لم يحل زعماؤنا السياسيون المتصارعون هذه الخلافات وديا."
وقال "العودة لاعمال العنف في الشوارع واعمال التدمير قد تقوض الديمقراطية والتنمية والاقتصاد." وقال أ. ابو روب وهو وزير سابق وكان زعيما طلابيا في السبعينات "ما نراه اليوم لم يكن متوقعا... في ظل نزعة انتقامية لا تنتهي يبدو الساسة على الجانبين حريصين على كيل الاهانات.. لزعماء سابقين وحاليين."
وقال أبو روب "عادة ما يستغل الزعماء المتنافسون الطلبة الموالين لهم لتسلق سلم السلطة. يمدونهم بالسلاح والمخدرات والدعم لمخالفة القانون مما يجعل الطلبة يتسمون بالعنف وباحثين بقوة عن المال والسلطة."
وكان يشير الى مصادمات متزايدة بين جماعات سياسية طلابية اضحت في كثير من الجامعات عصابات مافيا مصغرة تتنافس للحصول على حصص من انشطة تدر مالا والسيطرة على الحرم الجامعي. ولدى بنغلادش امكانات كبيرة للتنمية الاقتصادية بفضل العمالة الرخيصة والموارد الطبيعية مثل الغاز والفحم.
وقال س. عبد الصمد الرئيس التنفيدي لهيئة الاستثمار "تمتلك بنغلادش موارد ضخمة غير مستغلة ويمكن ان تحقق البلاد باستكشافها معدل نمو سنويا بين ثمانية وتسعة في المئة بسهولة". ومعدل النمو في بنغلادش حاليا ستة بالمئة.
ولكن الخلافات بين الزعماء والاحزاب السياسية التي تصل احيانا الى حد وقوع اعمال عنف وكذلك فشل الحكومات المختلفة في تحقيق الاصلاحات المطلوبة مثل الحد من الفساد وزيادة الشفافية كلها أمور تعترض سبيل الاستغلال الامثل لمثل هذه الموارد.