قطار العقوبات انطلق والاوروبيون منقسمون حول ايران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كشفت دول الاتحاد الاوروبي الاثنين عن استمرار خلافاتها حول امكانية تعزيز العقوبات على ايران، بسبب الطريق المسدود الذي وصلت اليه المفاوضات حول برنامج طهران النووي المثير للجدل.
بروكسل:دعت فرنسا العضو في مجلس الامن الدولي والتي تصر على المطالبة بفرض عقوبات جديدة على طهران، الى توجيه "رسالة حازمة جدا" لايران التي يشتبه في انها تريد امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامج مدني. وأكدت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون، على استمرار الإتحاد الأوروبي "المراهنة على الخيار الدبلوماسي" في التعامل مع الملف النووي الإيراني
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون، عقب اجتماعات وزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي اليوم في بروكسل. وشددت المسؤولة الأوروبية على ضرورة توخي الحذر في التعامل مع إيران، مشيرة إلى ضرورة التمسك بـ"المقاربة المزدوجة" الداعية إلى الاستمرار بفتح باب الحوار أمام طهران، من جهة ومن جهة أخرى دعم أي إجراء لمجلس الأمن الدولي ضد النظام الإيراني
وحول التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، نوهت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية، إلى أن إستمرار إيران في تخصيب اليوارنيوم بنسبة 20% يساهم في تعقيد الوضع وتراجع الثقة بينها وبين أطراف المجتمع الدولي، فـ"إن ما تقوم به إيران حالياً يجب أن يدعو مجلس الأمن إلى التحرك بسرعة لفرض إجراءات مشددة إضافية" على طهران
وذكّرت آشتون بأن مجلس الأمن الدولي هو "الهيئة المخولة فرض عقوبات على إيران لاستمرار تعنتها وإخفاءها المعلومات الصحيحة بشأن ملفها النووي"، وجددت "نحن نريد حل دبلوماسي ولكن على إيران أولاً التحرك باتجاه هذا الحل"، بحسب تعبيرها
ويأتي كلام آشتون بعد جلسة مناقشات طويلة بين وزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي، سادها جو من الخلاف بين بعض الدول ، وخاصة فرنسا، التي تدعو إلى توجيه رسالة صارمة لإيران عبر إجراءات عقابية إضافية، وبين دول ومؤسسات أوروبية لا تزال تراهن على الدبلوماسية تجاه السلطات في طهران
واعتبر وزير الخارجية النمساوي ميشائيل شبندليغر ان "قطار العقوبات الاقتصادية الدولية ضد ايران قد انطلق" حسب تعبيره وقال رئيس الدبلوماسية النمساوية في تصريحات من بروكسل حيث يشارك في مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "إن ما صدر عن الرئيس الايراني مؤخراً لا يمكن أن يعطي أي استنتاج آخر" وأضاف "من الطبيعي أن يكون هناك سبيل مغاير في حال وردت من ايران عروض بهذا الشأن" على حد قوله
ولفت شبندليغر إلى أن "المطروح على الطاولة في الوقت الراهن لا يبدو قادراً على لجم قطار العقوبات المنطلق بسرعة فائقة لكننا سننتظر المناقشات في مجلس الأمن" وأضاف "لا يسع المجتمع الدولي أن يحتمل اعلانات مشابهة" لما قاله الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بشأن تخصيب اليورانيوم، وأردف "إن رد فعل ما يجب أن يأتي" حسب تعبيره
واعلن سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الخارجية بيار لولوش لدى وصوله الى اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل حيث يمثل بلاده "نامل ان يكون الجميع على الخط نفسه". واضاف "اعتقد ان الجميع في صدد التقدم في هذا الاتجاه، ذلك للاسف لان كل التحركات من الجانب الايراني منذ بضعة اسابيع تؤكد ضرورة الانتقال الى العقوبات". وقال لولوش ايضا "كنا نرغب في حل دبلوماسي، لكن بما ان كل العروض رفضت، ينبغي ان ننتقل الى شيء اخر".
الا ان الدول الاوروبية ليست في حالة توافق، ذلك ان عددا منها يعتبر ان الطرق الدبلوماسية لم تستنفد بعد، ويشدد على ضرورة ايجاد اتفاق في مجلس الامن الدولي مع الروس والصينيين حول المسالة. وهي طريقة لاستبعاد فرض عقوبات احادية من دول في الاتحاد الاوروبي في حال عدم التوصل الى اتفاق في الامم المتحدة.
وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن "يجب ان نعرف اننا لن نتوصل الى حلول مع العقوبات، لا حل اخر سوى الطريق الدبلوماسي، يجب ان نسعى الى استنفاد كل التحركات الدبلوماسية". كما دعا نظيره السويدي كارل بيلت الى توخي الحذر. وقال للصحافيين "هناك مباحثات جارية في مجلس الامن، لنر ما سوف تصل اليه. ان ذلك لن يحدث تاثيرا الا اذا كان المجتمع الدولي موحدا"، رافضا اي فكرة عن تحديد مهلة للايرانيين.
وهذه تصريحات تذهب كما يبدو عكس اتجاه رغبة اسرائيل التي ناشد رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو اليوم الاثنين المجتمع الدولي فرض حظر على صادرات النفط الايراني وعلى واردات ايران من المنتجات المكررة. واعتبر رئيس الحكومة الاسرائيلية "ان اي عقوبات اخرى لن تكون فعالة".